أبرزهم (عمارة يعقوبيان) ... أشهر الروايات التي اتضح أنها مجرد سرقات أدبية .

مفهوم السرقة الأدبية هي أن ينتهك كاتب أو صانع محتوي أدبي حقوق الملكية الفكرية لعمل كاتب أخر بإقتباس المحتوي أو الشكل أو القالب أو حتي مطابقة النص دون الإشارة إلي ذلك ودون ذكر مجهود الكاتب الأخر . وتعتبر السرقة الأدبية جريمة بكل المقاييس فهي تسلب حق الشخص الأصلي وتنسب مجهوده لشخص أخر  .
ولا يخفي علينا أن العديد من السرقات الأدبية قد تمت في الوطن العربي سواء بسرقة كاتب عربي لمحتوي كاتب عربي أخر أو سرقة كاتب عربي لمحتوي كاتب أجنبي .وبعض هذه السرقات قد تم فضح سارقيها واثبات التهمة عليهم بالأدلة والبراهين بمقارنة النص الأصلي بالنص المسروق .
وسنتحدث عن أربعة من أشهر السرقات الأدبية التي تم الإعلان مؤخرا في الوطن العربي :

 

عمارة يعقوبيان (علاء الأسواني)
ثبت أن الكاتب المصري علاء الأسواني قد سرق المحتوي الأدبي لمخطوطة والده الكاتب الساخر عباس الأسواني . وذكر أن الكاتب عباس الأسواني كان قد توفي ولم يتم بعد كتابة رواية عمارة يعقوبيان وكان قد ترك مخطوطة غير مكتملة للرواية . ولم يكن للكاتب علاء الأسواني إلا أن أضاف بعض الملامح والشخوص للتضليل، فتحوّلت المخطوطة بقدرة قادر عمل إبداعي، يتناول فيه عمق المجتمع المصري من خلال زاوية مسكوت عنها، مسرح أحداثها مَبنى قديم. و(عمارة يعقوبيان) هو اسم حقيقي لعمارة موجودة فعلاً بشارع طلعت حرب بناها المليونير هاغوب يعقوبيان عميد الجالية الأرمنية عام 1934، تحولت إلى رواية خبيثة مأجورة، تفتح ملفّ قضيّة أملاك اليهود في مصر .
وكان الدليل علي تلك السرقة هي روايتي (شيكاغو(نادي السيارات)التي نشرهما علاء الأسواني بعد (عمارة يعقوبيان ) واللتان أظهرتا مستوي أدبي ركيك مقارنة بالرواية الأولي. 

 

عزازيل (يوسف زيدان)
 رواية يوسف زيدان الأشهر “عزازيل” التي حصل بها على جائزة البوكر العربية التي تمنحها دولة  الإمارات العربية عام ٢٠٠٩، وطبعت له دار الشروق ١٦ طبعة في ٦ أعوام، تلك الرواية المسروقة نصاً وموضوعاً من رواية “أعداء جدد بوجه قديم  New Foes with an Old Face” للكاتب الإنجليزي “تشارلز كينجزلي Charles Kingsley”  والمنشورة عام  1853 والمشهورة بإسم رواية “هيباتيا”.
والتي تدور حول الراهب فيلمون الذي جاء من وادي النطرون إلى الأسكندرية ليتابع المعلمة هيباتيا التي تواجه حرباً شرسة من بطريرك الأسكندرية لعدم إيمانها بالمسيحية ومؤامرة يهود الأسكندرية على المعلمة التي تقتل والراهب الذي يفر وهو يبحث عن اخته المفقودة، ويبقى الفارق هو هروب الراهب للصحراء والاقامة في دير حتى رئاسته بينما يفر الراهب “هيبا” بطل رواية زيدان للشام في رحلة أخرى غالبا من رواية أخرى.
المدهش أن التفاصيل والبناء وحتى الحوار منذ بداية الرواية وحتى خروج الراهب هارباً من الأسكندرية منقولة نصاً من رواية كينجزلي وكأن كاتبنا الكبير حرص على عدم بذل أي مجهود في كتابة روايته الثانية – الأولى كانت ظل الأفعى – والمدهش أنه لم يحاول تكرار التجربة فخرجت رواياته التالية بين متوسطة ومتواضعة المستوى مما يؤكد أنه أدرك جيداً أنه لا يجوز له التعديل على النص الأصلي.

ابراهيم الكاتب (المازني)
اتهم أيضا الكاتب والشاعر ابراهيم عبد القادر المازني بسرقته سطورا من رواية روسية بعنوان ابن الطبيعة . والعجيب في هذا الأمر أن المازني هو نفسه من قام بترجمة رواية ابن الطبيعة للعربية فكيف يتهم إذن بأنه سرق صفحات منها فقد كان الأولي له ألا يترجمها علي الأطلاق . إلا أن الأقرب للحقيقة هو ما قاله المازني ردا علي اتهاماته حيث يقول أنه قد قرأ هذه الرواية في فترة ما من حياته وكان قد تأثر بها للغاية لدرجة أنها علقت في ذهنه تعلقا كاملا جعله يستعيد سطورا منها دون وعي أثناء كتابته لإبراهيم الكاتب .

الذين هبطوا من السماء (أنيس منصور)
وجد أيضا بعد كتابة أنيس منصور لثنائية الذين هبطوا من السماء والذين عادوا الي السماء بعقود طويلة أن هذين الكتابين منقولين نصا من كتابين لكاتب وباحث سويسري اسمه ايريك فون دانكن اسم الكتابين الأصليين هما عربات الألهة والعودة إلي النجوم .
فكان (الذين هبطوا من السماء) نسخة مموهة عن كتاب عربات الآلهة يضم بين طياته نفس الصور دون نقصان أو زيادة اضيف في مقدمته بعض من آيات من القرآن الكريم والكتاب المقدس وأعيد تنسيقه بطريقة مغايرة بتقديم باب وتأخير آخر مع بعض الإضافات هنا وهناك لا هدف منها سوى التمويه.
  

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك