إليكم أعمق صورة للكون يلتقطها مرصد جيمس ويب الفضائي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ماذا كشف العلماء في هذه الصورة؟ وهل هناك آيات تشير ولو إشارة خفية إلى مثل هذه الصور الدقيقة؟ ماذا يقول العلماء عن الكون؟ هل أصبح الملحدون في حرج شديد بعد التقاط هذه الصور التي تؤكد الدقة الشديدة في خلق الكون، وأن احتمال المصادفة هو تماما الصفر.
حتى يتبين لهم أنه الحق
تلسكوب جيمس ويب الفضائي وهو من أقوى التلسكوبات التي تم إطلاقها حتى الآن. يعطينا صورة هي الأعمق للكون.
أعمق صورة كونية أمكن التقاطها حتى الآن دعوني أتأمل معكم هذه الصورة الرائعة وماذا كشف العلماء من عجائب هذا الكون؟ تأملوا معي أيها الأحبة.
تقول وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن هذه الصورة تعتبر أعمق صورة للكون التقطت بواسطة الأشعة تحت الحمراء
وتم إطلاقها في إثنا عشر يوليو ألفين واثنين وعشرين هي حديثة جدا. العجيب أيها الأحبة أن ما نراه أمامنا وسوف نشرح بعد قليل من مجرات عملاقة وغبار كوني ومسافات تريليونات التريليونات من الكيلومترات. يقول العلماء. كل هذه اللوحة هي عبارة عن حبة رمل فقط يعني ما يمكن أن تراه في حبة رمل من السماء.
شيء عجيب والله أيها الأحبة يعني نحن لو قدر لـ أعيننا أن تنظر إلى السماء. وترى حجم حبة رمل بالنسبة لنا على الأرض لرأينا آلاف المجرات وكل مجرة فيها مئات المليارات من النجوم.
دعوني أتابع معكم أيها الأحبة تكشف هذه الصورة عن آلاف المجرات في قطعة صغيرة جدا بحجم حبة رمل وطول ذراع واحد فقط وتعبر عن الكون المتسع.
وهناك هياكل باهتة للمجرات بعيدة جدا في الكون مليارات السنوات الضوئية تبعد عنا هذه الصورة. يقول العلماء إنها توفر رؤية أكثر تفصيلا للكون المبكر. ما معنى ذلك أيها الأحبة.
بعض من هذه المجرات التي نراها في هذه الصورة يصل عمقها في الكون إلى ثلاثة عشر مليار سنة ضوئية.
أي نحن نرى هذه المجرة قبل ثلاثة عشرة مليار سنة. إذا هي ربما غير موجودة اليوم نحن نرى موقع هذا النجم موقع هذه المجرة قبل ثلاثة عشر مليار سنة. ماذا عن بقية المجرات؟ كل مجرة في هذه الصورة. أيها الأحبة. نحن نرى موقعها حسب بعدها عنا لأنها التقط لنا هذه الصورة اليوم. ولكن الضوء الذي انطلق من هذه المجرة حتى وصل إلينا استغرق آلاف أو ملايين أو مليارات السنوات الضوئية حسب بعد هذه المجرة عنا أو حسب بعد هذا السديم الكوني أو هذه النجوم.
فإن هذه الصورة إذا أردنا أن نطلق عليها تسمية دقيقة يجب أن نقول صورة لمواقع المجرات قبل مليارات السنوات الضوئية وليس للمجرات نفسها.
هذا ما يقوله علماء وكالة ناسا. دعونا نتابع أيها الأحبة. يقول العلماء في وكالة ناسا الأمريكية طبعا بالتعاون مع علماء من وكالة الفضاء الأوروبية، إن أدق وأعمق صورة بالأشعة تحت الحمراء للكون البعيد تم إطلاقها حتى الآن هي هذه الصورة التي من المجرات وهو يزخر بآلاف المجرات وهناك أجسام ضعيفة الإضاءة يعني لم يتمكن العلماء من رؤيتها بعد يعني هذا ليس كل شيء هذه الصورة مبدئيا التقطت ولكن ربما إذا تطور العلم سيلتقط فقط أشياء جديدة أيضا لا نراها الآن.
ومن هنا أيها الأحبة يعني أنا قبل أن أكمل التأمل. لا بد هناك آيات لا بد أن يستحضرها المؤمن. يعني عندما يقول العلماء إن ما نراه في الكون أقل بكثير مما لا نراه يعني الآن نحن عندما ننظر إلى السماء بالعين المجردة. كنا نرى بضع آلاف من النجوم هي طبعا تابعة لي مجرتنا، وربما استطعنا أن نرى بضع مجرات بشكل خافت ضوءها خافت ربما تميزها العين.
عندما تم إطلاق مرصد هابل الفضائي كشف لنا ملايين المجرات ومليارات المجرات لم يكن العلماء يعلمون بها من قبل. واليوم عندما تم إطلاق مرصد جيمس ويب الفضائي. الحقيقة أظهر لنا أيضا أشياء جديدة لم نكن نراها وبعد مائة سنة عندما تتطور أساليب القياس وأساليب الرؤية وتتطور هذه التلسكوبات أكثر سنرى أشياء أخرى.
من هنا أنا لا أستطيع أن أغادر هذه المعلومة قبل أن أتذكر آية في القرآن العظيم الله سبحانه وتعالى يقول فيها فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم
إذا الله سبحانه وتعالى أقسم بالأشياء التي لا نبصر بها وهي أكبر بكثير مما نبصره، لأن العلماء يقولون أيها الأحبة إن كل ما نراه في الكون من مجرات وسدوم كونية وكذا وكذا كل ما تستطيع أعيننا أو التلسكوبات منا أن تراه لا يتجاوز خمسة بالمئة كحد أقصى.
هذا أقصى حد وخمسة وتسعين بالمائة. مادة مظلمة وطاقة مظلمة لا نراها. إذا القرآن هنا دقيق جدا عندما يقول فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون. ماذا. إنه لقول الرسول الكريم يعني هذا القرآن هو قول رسول كريم هو سيدنا جبريل الذي نزل به من الله سبحانه وتعالى علي الحبيب المصطفي الذي بلغنا هذا القرآن، فعندما نرى هذا التطابق وهذه الدقة في وصف الأشياء يجب أن نقول بالفعل أن القرآن كتاب علم يشهد على أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أنزله عز وجل.
دعوني أتابع معكم تأمل المجرات في هذه الصورة. طبعا هذه الصورة أيها الأحبة.
تقول وكالة ناسا إنها تظهر مجرات تشكلت قبل أربعة فاصل ستة مليار سنة، ويقولون إن الضوء استغرق مليارات السنين للوصول إلينا من هذه المجرات.
إذا نحن ننظر إلى الوراء دققوا أيها الأحبة. نحن ننظر إلى الوراء في غضون مليار سنة بعد ما يسمى بالانفجار العظيم. عند مشاهدة أصغر المجرات ومراقبتها.
طبعا يقولون إن هذه الصورة هي دليل مباشر ومادي وملموس على توسع الكون لأن هناك مجرات تظهر وكأن ضوءها منحرف نحو اللون الأحمر.
مما يدل على هروب هذه المجرات بسرعة هائلة جدا وتوسع الكون أو اتساع الكون.
وهنا أيها الأحبة من جديد لا بد أن أتوقف يعني أنا كإنسان كما قلت لكم أستخدم العلم وأستخدم عقلي ولدي القرآن الكريم الذي أكرمنا الله به هو كتاب الحقائق هو فيه الحقيقة المطلقة. عندما أرى العلماء يتحدثون عن شيئين في هذه الصورة أننا الآن ننظر للوراء.
نحن نرى الضوء الذي أطلقته هذه المجرات بعد تشكلها يعني قبل مثلا عشرة مليار سنة أو اثنا عشر مليار سنة الآن وصلنا هذا الضوء هذه المجرة أين هي الآن لا نعلم هل هي موجودة لا نعلم هل انفجرت لا نعلم هل تفككت؟ هل اندمجت مع مجرة أخرى؟ لا نعلم أي شيء. نحن نرى مواقع النجوم موقع الموقع القديم نراه وليس الموقع الحالي. إذا هذه الصورة كما قلت لكم يتحدثون عن رؤيتنا للماضي. نحن نرى الماضي أيها الأحبة. هذه الصورة تظهر لنا الكون قبل مليارات السنين.
طيب أنا عندما أرى العلماء يتحدثون عن هذا الأمر لا بد أن أستحضر آية في القرآن الله سبحانه وتعالى يقول فيها "فلا أقسم بمواقع النجوم".
سبحان الله من الذي أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم أن هناك مواقع للنجوم. مواقع بالنسبة لنا تعتبر وهمية ربما غير موجودة الآن. ولكن هو موقع كان فيه النجم. نحن نرى موقع النجم قبل مليارات السنين ولا نرى النجم ذاته لأن الموقع الحقيقي أو النجم ذاته لا نراه أما إذا كنت على الأرض فأنت ترى هذا النجم كما كان قبل مليارات السنوات الضوئية حسب بعده عن الارض .
طبعا لأننا قلنا أن الضوء يسير أيها الأحبة بسرعة ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية تقريبا.
فالمجرة التي تبعد عنا بحدود ثلاثة عشر مليار سنة ضوئية.
هذه المجرة صار ضوؤها بسرعة ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية الواحدة لمدة ثلاثة عشر مليار سنة حتى وصل إلينا الآن إذا نحن نراها كما كانت قبل مليارات السنين.
وبالتالي عندما قال تعالى "فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم"
لماذا يقسم الله سبحانه وتعالى وهو ليس بحاجة للقسم؟ "إنه قرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون "وهم الملائكة الأطهار.
إذاً الكتاب الذي يحدثني عن صورة ما يتحدث عنه العلماء عندما يقولون نحن ننظر إلى الوراء ولا نرى النجوم الحقيقية نرى مواقعها. إذا هذا الكتاب يستحق الاحترام يستحق أن نؤمن به يستحق أن نشهد بإعجاب،
"لكن الله يشهده بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا"
القضية الثانية
أيها الأحبة التي وضحت من خلال هذه الصورة هي قضية توسع الكون لأن هذه المجرات كانت ذات يوم في كتلة واحدة ثم انفتحت وتشكلت المادة والضوء وكذا كذا حتى وصل الكون إلى ما نراه عليه الآن،
العلماء يتحدثون عن بنية الكون القوية جدا والمتينة. إذا هاتين حقيقتين. اللتين تظهرهما هذه الصورة حقيقة بناء الكون الشديدة وحقيقة توسع الكون
لخص القرآن هاتين الحلقتين في آية واحدة قال سبحانه وتعالى. "والسماء بنيناها بأيد "أي بقوة أو بشدة "وإنا لموسعون". سبحان الله حقيقة بناء الكون وحقيقة توسع الكون لخصها القرآن في كلمات قليلة أقل من سطر بسورة الذاريات "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون".
هذا التطابق كامل بين العلم. والقرآن يشهد على أن القرآن كتاب علم
سبحان الله. يعني من كان يتخيل زمن النبي عليه الصلاة والسلام مثل هذه الحقائق. هذا التطابق كامل بين العلم. والقرآن يشهد على أن القرآن كتاب علم أيضا أيها الأحبة ليس مجرد كتاب للتبرك وكتاب للتبرك والعبادة والأخلاق والسلوك وحل المشاكل، ولكن بالإضافة لذلك هو كتاب علم أيضا لأن فيه علم الله. والذين يقولون القرآن ليس كتاب علم هؤلاء فعلا لم يدركوا أسرار القرآن. لم يدركوا هذه الأسرار لازالوا خارج بحر القرآن. لذلك عندما تتعمق في بحر القرآن. أنت ترى هذه العلوم تتجلى بشكل واضح. دعوني أتابع معكم تأمل هذه الصورة الرائعة في هذه الصورة أيها الأحبة نرى هنا بعض المجرات المنحنية، وهذا ليس الشكل الطبيعي لها مجرات منحنية يقول العلماء بفعل الجاذبية المحيطة بهذه المجرات. يعني هذه المجرات أيها الأحبة البعيدة جدا تعمل مثل عدسات جهاز تعمل بالجاذبية. نحن نعلم الضوء عندما يأتي عبر عدسة مثلا يتغير شكله يتشوه. فكأن كل مجرة هي عدسة تشوه حقول الجاذبية المنتشرة في الكون، فنحن عندما ننظر إلى هذه المجرات نراها على شكل أقواس هكذا نراها مشوهة. هذا يثبت وجود قوى الجاذبية التي تحكم الكون والتي القرآن أطلق عليها العمد. العمد التي لا نراها، ولكنها موجودة هي التي يمسك الله بها هذا الكون. تأملوا معي هذه الآية الكريمة يقول سبحانه وتعالى "الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش. وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصله الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون". انظروا إلى الدقة في وصف أعمدة الجاذبية التي تسيطر على الكون والله يمسك السماء بهذه الأعمدة بقانون الجاذبية، فوجود هذه الجاذبية أصبح حقيقة يقينية نحن نراها من خلال تشوه أشكال هذه المجرات البعيدة.
وبالتالي الله عز وجل هنا يحدثنا عن أعمدة لا نراها بغير عمد. ترونها يعني هناك أعمدة ولكن غير مرئية هي الجاذبية. هذا أحد يعني التأويلات. طبعا هي أعمق من هذا بكثير. طيب أنا عندما أرى هذا التطابق بين العلم والقرآن لا بد أن أشهد أن هذا القرآن هو كلام الله الحق تبارك وتعالى. دعوني أتابع معكم تأمل هذه الصورة المبهرة فعلا للعلماء. إن إحدى المجرات الظاهرة في هذه الصورة تبعد عنا بحدود ثلاثة عشر فاصل واحد مليار سنة ضوئية، أي أن هذه المجرة نراها عندما تشكلت بعد خلق الكون مباشرة. وهنا أيها الأحبة يجب أن أعود للقرآن الكريم لا بد وأنا أرى أقوال العلماء هذه يتحدثون عن الكون المبكر، وكيف تشكلت هذه المجرات قبل أكثر من ثلاثة عشر مليار سنة.
المؤكد اليوم أن الكون له بداية.
وأن بدايته كانت صغيرة جدا ثم انفتح وبدأ بالتوسع، وهنا أنا لدي أية عظيمة لا أستطيع أن أهملها أيها الأحبة أو اتغاضى عنها. الله تعالى يقول" أولم يرى الذين كفروا" الخطاب لهم. سبحان الله والله يعلم أن من سيكتشف هذه الصور وهذه الحقائق هم من غير المسلمين. لذلك خاطبهم خاطبهم هم أولم يرى الذين كفروا يعني الذين كفروا بالقرآن وبرسالة محمد عليه الصلاة والسلام" أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانت رتقا" سدا أو كتلة واحدة، "ففتقناهما "هي إشارة إلى نسيج يتم تفتحه وتمدده وتوسعه. وبالفعل العلماء يقولون هذه الصورة التي نراها هي جزء من نسيج الكون العملاق.
"أولم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما" سدا يعني صفة، لكنهما إشارة إلى قوة التمزق وقوة الفتق "وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون". يعني معقول أن هؤلاء الذين يروا بأعينهم توسع الكون وفتح هذا الكون وتشكل هذا النسيج المحكم وهذه المجرات الرائعة. نعم يعني نحن الآن نراها بأعيننا. والقرآن يقول "أولم يرى" بصيغة تقريبا الماضي "أولم يرى" ليقول لك إنهم سيرون هذا بشكل مؤكد لأن القرآن يستخدم صيغة الماضي للتعبير عن المستقبل ليقول لك إن هذا الحدث سوف يقع بنسبة مئة بالمائة وكأنه ماضي كأنه تم وانتهى. طيب من يستطيع أن يصور لنا هذا التصوير الرائع أيها الأحبة لهذه الحقائق الكونية من يستطيع أن يتحدث أو يتنبأ. هل النبي صلى عليه وسلم تنبأ أن غير المسلمين هم من سيكتشف حقيقة بداية الكون وتوسعه والكون المبكر ومواقع النجوم. والله لا نملك أيها الأحبة إلا أن نشهد على صدق هذا القرآن الذي قال الله فيه، "لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا". نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المفكرين في الكون وعبادة التفكر عبادة عظيمة جدا أيها الأحبة نحن الآن في عبادة تفكر وليس مجرد معلومة نسوق لها.
هذه الصور تزيدنا خشوعا تزيدنا إيمانا بالله سبحانه وتعالى لأن التفكر قد يكون من أفضل العبادات لأنه يعرفك بقدرة الله وعظمة هذا الخالق، كما قال تعالى "صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون". وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق