إلغاء حسابات السوريين من منصة " Binance " ومنعهم من تداول العملات الرقمية
نرى في العصر الحديث انّ الأعمال والتجارة،وغيرها من مصادر كسب االدخل قد اختلفت عن الماضي،فأصبح هناك الكثير من طرق كسب الدخل.
فمن التجارة الإلكترونية والتسويق الإلكتروني إلى وسائل التواصل الاجتماعي،التي فتحت مجالات جديدة للعمل،ذهابا للتداول بالعملات الرقمية،
التي أخذت حيزا كبيرا لها في عصرنا الحالي،ولكن ومع ارتباط كل سبل العمل بالسياسات الدولية نجد أن القرارات الإقتصادية تبقى مرتبطة ارتباطا
لصيقا بالقرارات السياسية، والتي تؤثر على الدول التي تعاني من مشاكل سياسية ومنها سوريا والتي لطالما عانت من قرارات اقتصادية اثرت على
السوريين في شتى بقاع العالم.
المنصة الأكبر في حجم التداول"Binance"تلغي حسابات السوريين
انتشرت في الأيام الماضية الكثير من الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي مفادها:أن منصة "Binance" قد قامت بإغلاق حسابات السوريين
ومنعهم من التداول.
وتعتبر هذه االمنصة من أكبر منصات التداول من حيث حجم التداول فيها وبعد استقصاء الأمر تبين بالفعل،أنّ منصة"Binance" ووفقا لمسؤولي
الدعم في هذه المنصة قد فرضت العديد من القوانين الصارمة، والتي مفادها إغلاق حسابات التداول لمن يحملون الجواز السوري وذلك في بقاع
العالم وليس للمقيمين ففقط في سوريا.
وإذا نظرنا بتمعن للقرار فنجد وفق ماأكد مسؤول قسم ادعم في االمنصة، أنّ القرار كان استجابة للتوصيات القادمة من أكثر من جهة من الجهات
الدولية االرسمية ولاسيما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكذلك مكتب مراقبة الأصول الأجنبية والذي يتبع لوزارة االخزانة الأمريكية.
هل إلغاء حسابات السوريين في منصة " Binance "يصبّ في صالح المنصة!
من المؤكد أنّ إلغاء حسابات السوريين لن يصب في صالح منصة مشهورة كمنصة"Binance" والتي تعمل دائما على محاولة
كسب عدد متداولين اكثر، ولاسيما مع المنافسة الشديدة مع منصات تداول العملات الرقمية الأخرى ،وهذه االخطوة من شأنها نقل
هذا الكم من المتداولين السوريين من هذه المنصة لمنصات أخرى منافسة.
لكن"Binance" تجد نفسها مضطرة للقيام بهذه الخطوة وذلك خوفا من تقييد الوصول لخدمات االمنصة في العديد من االدول
في حال عدم تنفيذ المنصة لهذا القرار.
ومن جانبها قامة المنصة ووفقا لمسؤول الدعم بالإيعاز للمتداولين السوريين بضرورة سحب الأموال الخاصة بهم من المنصة أو حتى
نقلها لمنصات أخرى لاتقيد وصول السوريين لخدماتها.
ماهو السبب وراء هذه الخطوة؟
في الأشهر الفائتة ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، كان هناك تخوف عام من
محاول روسيا الافلات من العقوبات الاقتصادية العالمية التي فرضت عليها،وذلك بانتقالها من استخدام العملة العادية للعملات لرقمية
لتحاوول تجاوز الحظر المفروض عليها،ولاسيما بعد ان استهدف االاتحاد الأوربي وأمريكا ووكندا وإنكلترا لاحتياطيات روسية من العملات
الاجنبية يقدر بنحو 640 مليار دولار وكان ذلك من خلال منع البنك المركززي الروسي من نشر احتياطي العملة الصعبة لديه،والذي من شأنه
أن يخفف تأثير العقوبات المفروضة على الجانب الروسي .
ونجد الأمر ذاته بالنسبة لإيران حيث تعمل إيران على بيع انتاجها من مصادر االطاقة،باستخدام العملات الرقمية ومنها"البيتكوين" مما
يساعدها على تجاوز العقوبات الدولية المفروضة عليها.
مما يعود عليها بعائد سنوي كبير وخاصة بعد قيامها بتعديين "البيتكوين"، وفقا تقارير لشركة "Blockchin Elliptic" والتي تعمل على
مكافحة مايتعلق بالجرائم والطرق غير االشرعية في استخدام االعملات الرقمية.
ولو عدنا للقضية السورية لانجد وفقا للتقارير الدولية أي أدلة على استخدام النظام السوري للعملات الرقمية هربا من االعقوبات الاقتصادية
التي يتعرض لها النظام السوري،حيث يمكن للعملات الرقمية ان تكون حلا لتجاوز العقوبات التي يفرضها النظام المصرفي الدولي،
بما يؤمن من طرق بديلة لإجراء االمعاملات.
ولكن في المقابل نجد أنّه ووفقا لتقرير حول أكثر الدول بحثا عن العملات االرقمية في االانترنت نجد أنّ سوريا قد حلت بالمركز العاشر،
في البحث عن العملات الرقمية مثل البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية الأخرى، ونجد أيضا أنّ حجم التداول بين السوريين كبير جدا
في منصات تداول العملات االرقمية المختلفة.
وفي تقرير لبعض الصحف االعالمية نجد فيه أنّ الدول غير المستقرة وكذلك ذات مستويات منخفضة من حرية الإنسان، أو التي تحيا
اضطرابات سياسية كثيرة أتت في مراكز متقدمة في عمليات البحث عن العملات الرقمية في الانترنت .
نظرة تاريخية عن"Binance"و"البيتيكوين" :
إذا نظرنا لكل من المصطلحين الذين ذكرناهما نجد وفي معلومات مختصرة عن كل من "Binance"و"البيتكوين"
نجد أنّ الأولى هي عبارة عن منصة لشراء العملات الرقمية المختلفةحيث توفر هذه االمنصة طرق كثيرة
ومريحة من أجل الدفع، تشمل الحوالات البنكية والدفع النقدي وكذلك بطاقات الائتمان.
وليس هذا فحسب بل تقبل المنصة أيضا الدفع بعدد منوع من العملات ومنها الدولار الأمريكي واليورو واليوان االصيني الدولار الأسترالي
والروبية الهندي وغير ذلك من العملات المستخدمة.
وهذه المنصة بدأت في عام 2018 ويتبادل فيها المتداولون العملات الرقمية وهي الأضخم من حيث حجم التداولات التي تتم فيها للعملات
الرقمية في العالم.
أمّا البيتكوين فهي عملة رقمية يتم تداولها إلكترونيا،وكذلك المضاربة عليها، هي كحال العملات الإلكترونية لا تخضع لسيطرة
دولة أو مؤسسة بحد ذاتها.
وقد ظهرت في عام 2009 عن طريق مجموعة من الأشخاص ودخلت حيز التداولات الرسمية في عم2017،
كاول عملة رقمية تستعمل في البورصة بشكل رسمي.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق