استنشاق الكحول يُعد طريقة جديدة من طرق الإدمان، يلجأ إليها بعض المدمنين للحصول على نفس تأثير شرب الكحول دون التأثر بطعمه الغير محبب لهم، كيف يحدث هذا؟ وما هو تأثيرها على الصحة؟! سنتكلم تفصيلًا عن استنشاق الكحول في هذا المقال.
ما هو استنشاق الكحول؟
استنشاق الكحول هو طريقة يلجأ إليها بعض متعاطي الكحول هروبًا من طعم الكحول الغير محبب لهم عند شرابه، يتم استنشاق الكحول بعدة طرق وهي:
- تسخين الكحول واستنشاق بخاره.
- استخدام الثلج ووضع الكحول على قالب الثلج ينتج عنه بخار يتم استنشاقه.
- البعض أيضًا يستخدم بخاخات علاج حساسية الصدر كوسيلة لوضع الكحول بها واستنشاقه.
هذه الطريقة من إدمان استنشاق الكحول وجد أنها تؤتي مفعول أسرع من تناول الكحول العادي، مما يجعل الخطر منها كبير، وليس كما يظن البعض أن تأثيره أخف. وفيما يلي حدث حول ذلك.
ماذا يحدث عند استنشاق الكحول؟
عند استنشاق الكحول، يدخل مباشرة إلى الرئة مما يجعل الرئة تضخ الكحول عن طريق الدم إلى بقية أعضاء الجسم ومن بينهم المخ، حيث وجد أنه يدخل إلى المخ بسرعة كبيرة بهذه الطريقة مما يجعل تأثيره المخدر يظهر سريعًا على الشخص المتعاطي، مما يُعجّل بظهور اضرار الكحول مسبباً خللاُ على جميع أجهزة الجسم الحيوية كما سنرى فيما يلي.
ما هو التأثير الضار من استنشاق الكحول؟
استنشاق الكحول يجعل التأثير الضار له أكبر من تناوله كشراب، وذلك لأنه كما ذكرنا يُضَخ من الرئة إلى الدم مباشرة دون أن يدخل الجهاز الهضمي ويحدث فقد لجزء منه، وأبرز أضرار استنشاق الكحول هي:
1- زيادة فرصة حدوث تسمم الكحول:
بسبب وصوله سريعًا إلى المخ وكذلك وصوله إلى الدورة الدموية تزداد فرصة زيادة نسبة الكحول في الجسم وقد تصل إلى التسمم به، تظهر أعراض تسمم الكحول كالآتي:
- ترجيع.
- اصفرار الجسم أو ظهوره باللون الأزرق.
- حدوث تشنجات بالجسم.
- برودة الجسم ونزول في درجة الحرارة.
- صعوبة في التنفس أو عدم انتظام النفس.
- فقدان الوعي.
هذه الأعراض خطيرة جدًا، عند ظهورها لأحد مستنشقي الكحول يجب التوجه فورًا إلى الطوارئ.
2- أضرار استنشاق الكحول على الجهاز التنفسي
أضرار استنشاق الكحول على الجهاز التنفسي سواء عن طريق تسخينه أو عن طريق التبريد هي:
- تلف كبير في الرئة، لأنه يؤدي إلى التهاب أو تآكل بها.
- التأثير على الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى صعوبة التنفس بشكل كبير، ومازالت الأبحاث بخصوص هذا الموضوع غير مكتملة بعد.
3- زيادة خطر إدمان استنشاق الكحول
نتيجة سرعة وصول الكحول إلى المخ عبر الاستنشاق فإن مسألة التعود على إدمان الكحول أيضًا تحدث أسرع من تعاطي الكحول عن طريق الشرب.
وفقًا للدراسات التي أجريت بهذا الشأن وجد أن هناك علاقة طردية بين سرعة التعود على المواد المخدرة وسرعة وصول هذه المواد إلى المخ.
لذا إن استنشاق الكحول يزيد من خطر التعود على إدمان الكحول أسرع من تناول الكحول بالطريقة العادية، لذا يجب الانتباه لخطر هذه الطريقة وخطر الكحول بشكل عام على الجسم.
4- حدوث أضرار بالمخ
يكون الضرر الحاصل على المخ أيضًا كبير عند استنشاق الكحول بسبب سرعة الوصول و الارتباط بمستقبلات المخ مما يسبب الضرر والأذى بها، خاصة عند المراهقين والأطفال لأن خلايا المخ لديهم لم تكتمل بعد.
يكون ضرر الكحول على المخ حسب كمية الكحول التي يستنشقها الفرد و المدة التي تناول فيها الكحول، يكون الضرر كالآتي:
1- أضرار على المدى القريب
تحدث هذه الأضرار على المخ بعد فترة قصيرة من بداية إدمان استنشاق الكحول وهذه الأضرار سهل العلاج بمجرد التوقف عن الكحول يعود المخ لطبيعته، هذه الأضرار هي:
- اضطرابات في الذاكرة.
- عدم الاتزان.
- لعثمة في الكلام.
- صعوبة في الإدراك و صعوبة القيام بالعمل.
2- أضرار على المدى البعيد
هذه الأضرار تحدث مع طول فترة إدمان استنشاق الكحول وزيادة معدل الكحول في الجسم، يكون من الصعب عودة المخ لطبيعته بعد التوقف عن تعاطي الكحول في هذه الحالة، هذه الأضرار هي:
- انكماش في خلايا المخ وضمور بها.
- حدوث نقص في الثيامين أو فيتامين b1 مما يؤدي إلى حدوث متلازمة ڤيرنيك كورساكوف، أعراض هذه المتلازمة تكون كالآتي:
- اضطراب حركة العين.
- مشاكل دائمة في الاتزان الذهني.
- مشاكل بالحركة والتوقف وعدم القدرة على التحكم بحركة الجسم.
- الشعور بالارتباك.
مشاكل دائمة بالكلام والتعلم والذاكرة.
أضرار استنشاق الكحول على الحامل
تناول الكحول للحامل هو أمر شديد الضرر سواء عن طريق شرب الكحول أو استنشاقه، معظم الدراسات توصي بضرورة توقف الكحول أثناء الحمل لأنه يضر الجنين أثناء الحمل كما يمتد الضرر إلى بعد الولادة أيضًا.
تناول أو استنشاق الكحول أثناء الحمل يؤدي إلى وصول الكحول للجنين لأنه يعبر المشيمة، ويؤثر في تطور الجنين وبما أن استنشاق الكحول يزيد من الضرر فإنه يزيد الكمية الواصلة للجنين، واضرار استنشاق الكحول على الحامل هي:
- ولادة مبكرة للجنين.
- يولد الجنين بنقص ملحوظ في الوزن عن الطبيعي.
- مشاكل في الصحة الجنين العقلية والبدنية والمعروفة بـ متلازمة الجنين الكحولية.
متلازمة الجنين الكحولية
تحدث بسبب تعرض الجنين داخل بطن الأم إلى الكحول سواء عن طريق الاستنشاق أو التناول، تؤثر على عقل الجنين وصحته ومشاكل الإدراك والتعلم، كما يلي:
- مشاكل بالنوم والأكل.
- مشاكل في السمع والرؤية لدى الطفل.
- مشاكل التعلم والإدراك حتى في أبسط الأشياء.
- نقص الوزن عن الطبيعي.
- مشاكل التعلم والانتباه في الدراسة.
- مشاكل في التعامل مع الآخرين وعدم القدرة على التواصل مع المجتمع.
الأطفال أصحاب متلازمة الجنين الكحولية يحتاجون إلى الرعاية الطبية والنفسية مدى الحياة ويظهر التأخر الدراسي وعدم الانتباه عليهم في سن مبكر، لذا يجب التوقف عن الكحول أثناء فترة الحمل والأفضل مدى الحياة لتجنب الضرر منها.
علاج استنشاق الكحول
تختلف طريقة علاج استنشاق الكحول باختلاف درجة الإدمان الواصل إليها المريض، وعلاج استنشاق الكحول حسب الحالات المختلفة هو:
1- تسمم الكحول
حالة طارئة تحدث عند تناول أو استنشاق جرعات كبيرة من الكحول، هذه هي حالة طوارئ يجب التوجه فورًا إلى الطوارئ بأقرب مستشفى لإسعاف المريض.
2- علاج إدمان الكحول
تختلف درجة العلاج على حسب كمية الكحول في الجسم والمدة اللازمة لسحبها في الجسم، قد يتم العلاج بالمنزل، وقد يحتاج المريض المكوث بالمصحة لعلاج هذا الإدمان. يتم العلاج كالآتي:
- إزالة السموم او الكحول من الجسم ويقوم الطبيب المختص بذلك داخل المصحة المخصصة لعلاج الإدمان، يحتاج الطبيب لاستخدام بعض الأدوية المهدئة للمساعدة في علاج أعراض الانسحاب من الجسم.
- وضع خطة جيدة للعلاج عن طريق فريق متخصص لعلاج حالات الإدمان والتعامل مع هذه الحالات بشكل مناسب.
- العلاج النفسي حيث يحتاج المريض لفترة علاج نفسي سواء فردي أو مع جماعات من نفس الفئة، يكون هذا تحت إشراف الطبيب النفسي داخل المصحة.
- تناول الأدوية التي تساعد في التوقف عن تناول الكحول وتقلل رغبة المريض في تناول الكحول لأنها يمنع الشعور الجيد الذي يسببه الكحول وبالتالي يساعد على كره الشخص للكحول.
- تقديم الدعم النفسي للمريض من الأهل والأقارب والأصدقاء وأيضًا الأطباء المختصين بذلك.
- علاج المشاكل النفسية لدى الفرد والتي أدت لتناوله الكحول، أيضًا المشاكل الأسرية إن وجدت يجب حلها مع استشاري مشاكل أسرية.
- الاهتمام بنظام التغذية المناسب مع العلاج عن طريق وجود أخصائي تغذية علاجية للمساعدة في مثل هذه الحالات.
- أيضًا قد يكون الطب البديل وتمارين اليوجا وغيرها مفيدًا في علاج الإكتئاب المصاحب للعلاج وعلاج أعراض الانسحاب.
كل بروتوكولات العلاج هذه تستوجب البحث عن أفضل المستشفيات المتخصصة في علاج تلك الحالات والتي يتوفر بها الأطباء أصحاب الكفاءة والخبرة وجميع التخصصات المطلوبة لذلك، كما تمتلك تصريحات من وزارة الصحة بذلك للعلاج بشكل جيد.
الأسئلة الشائعة
هل استنشاق الكحول مضر؟
نعم إن استنشاق الكحول يعد من طرق إدمانه بل وأخطر من تناوله لأنه كما ذكرنا في المقال يدخل الرئة مباشرة ومنها إلى الدورة الدموية والمخ بسرعة كبيرة ويسبب أضرار كبيرة بالجهاز التنفسي والمخ والجسم وقد يصل إلى التسمم بالكحول كما ذكرنا بالمقال.
هل استنشاق الكحول يسكر؟
نعم يسكر بشكل سريع جدًا حيث أنه يعبر إلى خلايا المخ بسرعة كبيرة ويؤثر فيها بشكل كبير.
هل استنشاق الكحول يسبب كحة؟
نعم يؤثر على التنفس ويسبب الكحة لأنه يسبب الأذي للرئة وقد تلتهب، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس والكحة الشديدة عند استنشاقه كما ذكرنا سابقًا بالمقال.
هل استنشاق الكحول له استخدام طبي؟
نعم قد يستخدم بخار الكحول مع بخار الماء والإيثانول في الأكسجين لعلاج بعض الوذمات الرئوية، أو يمكن استخدام بخار الكحول لإذابة وطرد البلغم، وأيضًا يستخدم في علاج أعراض انسحاب الكحول من الجسم ولكن كل هذا تحت إشراف الطبيب المختص.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق