طريقة الاتصال بالله

 

ماهو الاتصال؟

 

   معنى الاتصال بشكل عام ليس المقصود به الاتصال التليفونى فقط، وإنما الاتصال معناها إنك تتواصل مع شخص موجود فى مكان بعيد عنك بحيث تتحدث معه ويسمعك.

 

فكان قديماً التواصل بين الناس كان عبر الرسائل فقط، وبعدها ظهر التليفون؛ وبعد التكنولوچيا ظهرت أنواع كثيرة ومختلفة للاتصال بين الناس، فبإمكانك التحدث لشخص وتراه فى نفس الوقت رغم وجوده فى بلد بعيدة عنك بألاف الكيلومترات.

 

ورغم طرق الاتصال المتنوعة والحديثة سيظل الاتصال بالله من أقوى وأحدث طرق التواصل على الإطلاق، فأنت لو دعوت الله فى سرك سيسمعك، لو ذكرته بدون صوت فى نفسك أيضاً سيسمعك بل ويشعر بك، حتى الصلاة عندما ترى والدك يقف يصلى بجانبك فى صلاة غير جهرية تعجز عن سماعه، أما الله السميع العليم يسمعه بوضوح.

 

كيف تتصل بالله؟

 

إذا أردت الاتصال بالله فهو سهل جداً، فالله سبحانه وتعالى أتاح لنا الاتصال والتواصل معه بأكثر من طريقة، فالصلاة طريقة تواصل، والدعاء طريقة تواصل، والذكر أيضاً،  فتستطيع التواصل مع الله فى أى وقت، وعلى آية حاله. 

 

فإذا كانت الصلاة تلزمك بأن تكون على وضوء؛ وأن تلتزم  بوقفه أو جلسه معينه، وأن تتحدث بالآيات القرآنية، فإن الدعاء يعطيك الحرية فى التحدث مع الله بكلماتك أنت، ولا تلزمك بوضوء وإن كان مستحب،  أماالذكر فلا تلزمك بوقفه معينه ولا بوضوء، وبكلمات يسيره حددها النبى (صل الله عليه وسلم) مثل سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر وغيرها، فتستطيع  ذكر الله وفى نفس الوقت تجنى الكثير من الحسنات. 

ومن كرم الله بنا أنه أعطى لنا الحرية أن نذكره فى أى موضع، فتستطيع أنه تذكر الله قائماً أو جالساً أو حتى نائماً،  ومن يذكر الله يكن فى معيته بإستمرار.

 

طريقة الاتصال بالله
طريقة الاتصال بالله

 

 

وتعتبر الصلاة من أعظم طرق الاتصال بالله عزوجل، لأن الصلاة تعتبر وسيلة اتصال قوى ومباشر بالله، فأنت عندما تصلى تكون بين يدى الله، وعندما تسجد تكون قريب أكثر من الله سبحانه وتعالى،  ولهذا يتعمد الشيطان أن يمنع الناس من الصلاة ليحرمهم من الاتصال والتقرب إلى الله.

 

 ويحاول الشيطان جاهداً عندما يقف العبد يصلى أن يوسوس له ويشغله بهمومه أو بأولاده أو بعمله أو بموقف حدث معه مسبقاً ضايقه أو يذكره بشىء مهم  أو… ألخ حتى يفسد عليه التركيز فى الصلاة، وعندما يفقد العبد تركيزه فى الصلاة، يفسد خشوعه، ويظل خلفه حتى يجعله لايدرى ماذا يقول! وعندما يصل العبد لهذه المرحلة تصبح صلاته بلا فائدة مجرد حركات يؤديها بجسده بدون روح.

 

لهذا حاول أن تخشع فى الصلاة حتى تجنى حكمتها، وتستفيد منها، وعندما يأتى فى ذهنك أى أفكار، أو وجدت نفسك تذكرت مشاغلك أو موقف ما أعلم أنه من وسوسة الشيطان؛ فأستعيذ بالله فوراً حتى تعود لخشوعك فى الصلاة، وهذا هو الحل الذى ذكره الله فى كتابه العزيز فى قوله تعالى: "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (36) سورة فصلت 

 

فالغرض من الصلاة هى راحة العبد وفرصه له لطلب المدد والعون من ربه، والحفاظ على الصلاة هى بمثابة الحفاظ على العلاقة بينك وبين ربك.

 

 ومماسبق يتضح لنا سبب اتجاه بعض العلماء الفقه لقول أن تارك الصلاة كافر، لأن المؤمن المفترض عليه ليس فقط أن يحافظ على الصلاة بل ويسعى لتقوية الصلة بينه وبين ربه، فكيف لمؤمن بالله يعيش بدون اتصال بمن يعينه؟! كيف لإنسان مؤمن لا يحاول أن يتواصل بمن فى يده فك كربه؟! ويتجه ويلجأ ولغيره،  فنحن الذين فى حاجه للصلاة وليس العكس، لأن الله عز وجل فى غنى عنها.



ماسر العظمة فى الاتصال بالله ؟

 

سر عظمة الاتصال بالله  هو أنه سبحانه وتعالى لم يجعل هناك أى وسيلة بيننا وبينه، فمقدورك الاتصال بالله مباشرة، بدون حاجه لوسيط أو أذن من عالم أو فقيه أو صالح ولا حتى نبى.

 

 فباب الله مفتوح دائماً، والدليل قوله -تبارك وتعالى:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [سورة البقرة:186].

 

كما أن العظمة لا تتوقف عند هذا الحد بل تمتد لتصل لرحمة الله المطلقة بعباده، حيث إنك تستطيع أن تتصل بالله فى أى وقت تشاء، فمن أصعب المواقف التى تمر بها فى حياتك حينما تتصل بشخص أنت بأمس الحاجه إليه وتجده مشغولاً! فماأصعبها لحظة!  

 

طريقة الاتصال بالله
طريقة الاتصال بالله

 

 

أما الاتصال الوحيد الذى يستحيل أن تجده مشغولاً هو الاتصال بالله سبحانه وتعالى، فهو دائماً متاح لعباده، نهاراً أو ليلاً بمقدورك الاتصال بالله فى الوقت الذى تريده، والعجيب إنك ستجده فى انتظارك، فصلى ولا تؤخر صلاتك مهما كنت مشغولاً، صلى فالصلاة هى أقوى وسيلة للتواصل مع الله، ألم تلاحظ  تنوع الصلوات؟ فهناك صلاة الحاجة التى تُصليها لطلب شىء معين تريد تحقيقه أو تقضى حاجه معينه لديك، وصلاة الاستخارة التى تصليها عندما تكون فى حيرة من أمرك، وتريد أخذ رأى أكيد، وصلاة التوبة التى تصليها عندما تتوب إلى الله وتستغفره، وصلاة الاستسقاء التى نصليها ليفيض الله علينا بالمطر وقت الجفاف، وصلاة الخوف فى الحرب.

 

مرضك أو عجزك لا يمنعاك من الاتصال ؟

 

وبمناسبة حديثنا عن العظمة فهى تمتد لتشمل معها الرحمة فى التيسير على العباد، فهيئة الصلاة تجوز أن تتغير حسب حالة الإنسان الصحية، فلو كنت مريض فيجوز لك أن تصلى وأنت جالس، كما ذكرنا فى مقالة لنا بعنوان لماذا الصلاة مهمة؟ حيث وضحنا تيسير الله سبحانه وتعالى على عباده؛ لدرجة لو الفرد مريض لدرجة العجز تماماً عن الحركة يجوز أن يصلى وهو مستلقى على السرير.

 

فمن رحمة الله بنا أنه أزال كل العراقيل التى تمنعنا من الاتصال به، فلا مرض ولا عجز ولا شلل، يقدرون على منعك من الاتصال بالله عز وجل، فحتى لو جاء وقت الصلاة ولم تجد ماء فشرع الله المسح على التراب (التيمم). 

 

وعليك أن تدرك إن أى عراقيل تجدها فى الاتصال بالله تيقن إنها افتعالات من الشيطان، فلا تستسلم للمبررات، فصلى حتى لو مريض، حاول أن تتصل بالله كثيراً حتى لو مشغول، فلو كنتِ تقفين للطهى أو غسل الصحون أو تنظيف البيت بمقدروك الاتصال بالله بالذكر فقط، فقول سبحان الله أو استغفر الله لن يعيقك ولا يشغلك.

 

وكما بينا فى مقالة أسرار التقرب إلى الله، أن ذكر الله من أسهل طرق الاتصال بالله، فأذكر الله فى المواصلات أو اثناء وقفك فى الطابور لقبض المرتب أو المعاش، فلا شىء يمنعنا عن الذكر، فنحترس من الشيطان لأنه من ينسنا. 

 

والجدير بالملاحظة أننا نضييع فرص لا تقدر بثمن عندما نفوت صلاة فرض على وقتها، والمشكلة الحقيقة تكمن فى نظرتنا للصلاة التى يلزم أن تتغير،  فلا تنظر للصلاة كواجب عليك تريد التخلص منه لتشاهد مباراة كرة قدم أو تكمل عملك أو تنام لتستريح، أو لتُطعم الأولاد، ولكن انظر لها بأنها نداء من الله عز وجل، وإنك تذهب لتتواصل مع الله فى حياتك وتشكو له همومك، وتطلب منه  احتياجاتك، وأن يعينك.

 

الخلاصه في طرق الاتصال بالله

   وخلاصة ماسبق علينا أن نستغل طرق الاتصال بالله ولا نسمح للشيطان أن يشغلنا لنترك الصلاة التى تعتبر أقوى اتصال بالله، ولا نتوقف عن الاتصال بالله فلندعوا الله، ولا نيأس من تأخر القبول،  ولنذكره فى كل وقت وعلى أى وضع كنا فيه، جالسين أو نائمين، فمهما كنت مشغولاً تقدر على التواصل مع الله سبحانه وتعالى، فلنذكر الله. 

 

   بقلم: منة الله بنت محمد 

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك