التهاب الدماغ أسبابه وعلاجه

ما هو التهاب الدماغ؟

التهاب الدماغ(Encephalitis) هو التهاب خلايا المخ، أو هو اضطراب، أو مرض، أو تلف المخ قد تكون حالة دائمة، أو مؤقتة تصيب تركيب المخ ووظائفه،  وتكون الإصابة بالتهاب الدماغ نتيجة عدوى مباشرة للدماغ،  فتسبب ما يسمى بالتهاب الدماغ الأولي(الحاد)، أو نتيجة عدوى غير مباشرة للدماغ(فيه تبدأ العدوى في أي مكان في الجسم ثم تنتقل إلى الدماغ نتيجة استجابة الجهاز المناعي للعدوى)، فتسبب ما يسمى بالتهاب الدماغ الثانوي(التهاب الدماغ ما بعد العدوى). 

يعد التهاب الدماغ مرضا خطيرا نادرا ما يصيب الإنسان، ففي الولايات المتحدة يكون معدل الإصابة بالتهاب الدماغ 1 من كل 2000000 شخص كل سنة. قد يكون التهاب الدماغ مهددا للحياة فى بعض الأحيان فعندما يهاجم المرض الجسم يصبح خطيرا ويسبب تغيرات شخصية، ونوبات عصبية، وأعراض أخرى تعتمد على الجزء المصاب من الدماغ.

 وقد يحتاج إلى الإقامة في المستشفى من أجل الرعاية وتلقي العلاج، لذلك ينبغي استشارة الطبيب فورا إذا شعرت بأعراض التهاب الدماغ.

اقرأ أيضا: ارتفاع ضغط الدم للحامل.

أسباب التهاب الدماغ

يوجد العديد من الفيروسات التي تسبب التهاب الدماغ، لذا نقسم الأسباب المحتملة إلى ثلاثة مجموعات:

1-الفيروسات الشائعة

أكثر الفيروسات الشائعة التي تسبب التهاب الدماغ هو فيروس الهربس البسيط، عادة ما ينتقل فيروس الهربس من العصب إلى الجلد مسببا قرحة الزكام(القرحة الباردة)، أو يطلق عليها بثور الحمى. ولكن في حالات نادرة ينتقل فيروس الهربس إلى المخ بدلا من الجلد مسببا التهاب الدماغ والتي تظهر على هيئة نوبات عصبية، أو تغيرات عقلية، ومن الممكن أن تؤدي إلى غيبوبة، أو إلى الموت.

عندما يصيب الفيروس المخ عادة ما يؤثر على الفص الصدغي(temporal lobe)، وهو جزء من الدماغ الذي يتحكم في الكلام والذاكرة. ومن الممكن أن يؤثر أيضا على الفص الجبهي(frontal lobe)، وهو جزء من الدماغ المسؤول عن الإحساس والسلوك. لذلك يعد التهاب الدماغ الناجم عن فيروس الهربس يكون خطيرا، وقد يؤدي إلى تلف الدماغ والموت.

هناك بعض الفيروسات الشائعة الأخرى التي تسبب التهاب الدماغ مثل:

• النكاف(mumps).

• فيروس إبشتاين-بار(Epstein-Barr virus).

• فيروس نقص المناعة البشري(HIV).

• الفيروس المضخم للخلايا(cytomegalovirus).

2- فيروسات الطفولة

أصبحت هذه الفيروسات نادرة اليوم، ويستطيع اللقاح أن يمنع الفيروسات التي تسبب التهاب الدماغ، وتشمل:

• فيروس الجدري.

• فيروس الحصبة.

• فيروس الحصبة الألمانية. 

3- فيروسات الأربو فيروس

هي فيروسات تحملها الحشرات مثل البعوض والقراد، ويعد التهاب دماغ الأربو فيروس شكلا آخر من أشكال التهاب الدماغ الفيروسي. هناك العديد من الأربو فيروس، ويعتمد نوعها على نوع الحشرة التي تحملها، وتكون العدوى بالأربو فيروس موسمية تظهر في الصيف وبداية الخريف، وتشمل أنواعها:

• فيروس التهاب دماغ كاليفورنيا.

• التهاب دماغ القديس لويس.

• فيروس غرب النيل.

• فيروس حمى كولورادو القرادية.

• التهاب الدماغ الخيلي الشرقي.

• مرض غابات كياسا نور.

اقرأ أيضا: انتشار الفيروسات و صناعة المضادات الحيوية.

أنواع التهاب الدماغ

يوجد نوعين رئيسيين لالتهاب الدماغ، ويشمل:

• التهاب الدماغ الأولي: تظهر نتيجة عدوى مباشرة للدماغ والحبل الشوكي.

• التهاب الدماغ الثانوي: تظهر نتيجة عدوى غير مباشرة للدماغ حيث تبدأ العدوى في أي مكان في الجسم ثم تنتقل إلى المخ.

اعراض التهاب الدماغ

تختلف أعراض التهاب الدماغ من أعراض خفيفة إلى أعراض شديدة فقد تكون:

أعراض خفيفة 

• حمى.

• صداع.

• تقيؤ.

• تصلب الرقبة.

• نعاس وخمول(إنهاك وإعياء).

أعراض شديدة

• غيبوبة.

• نوبات عصبية.

• تهيج وعدم الارتياح.

• حساسية للضوء.

• فقدان الوعي.

تظهر أعراض مختلفة على الرضع والأطفال الصغار، وتشمل:

• تقيؤ.

• بكاء مستمر.

• تصلب الجسم.

• ضعف الشهية.

• انتفاخ اليافوخ(البقع اللينة في فروة رأس الرضيع).

هل التهاب الدماغ معدي؟ 

يعد التهاب الدماغ كمرض لم يكن معديا، ولكن الفيروسات التي تسبب التهاب الدماغ هي التي تسبب العدوى. ولكن ليس معنى العدوى بالفيروس أن تُصاب بالتهاب الدماغ.

هل التهاب الدماغ خطير؟

يعد التهاب الدماغ  نادرا ما يصيب الإنسان ولكنه خطير جدا، وقد يصبح مهددا للحياة ومن الممكن أن ينتهي بالموت لذلك قد يتطلب الإقامة في المستشفى لتلقي الرعاية  والعلاج المناسب. وأكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهاب الدماغ هم:

• كبار السن.

• الأطفال ذات عمر عام.

• الأشخاص الذين يعانون بضعف المناعة.

• أماكن انتشار القراد والبعوض: الأشخاص الذين يعيشون، أو الذين يسافرون إلى المناطق التي ينتشر فيها البعوض والقراد هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الدماغ. حيث يعمل كلا من البعوض والقراد على حمل الفيروسات ونقلها من خلال لدغة الإنسان وهذا ما يسبب حدوث المرض. وتكون الإصابة في فصل الصيف وبداية فصل الخريف، لأن الحشرات تكون نشيطة في هذا الوقت.

على الرغم من أن لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية(MMR vaccine) له تاريخ طويل من الفاعلية والأمان إلا أنه من الممكن أن يسبب التهاب الدماغ في حالات نادرة. تقريبا ما يصاب طفل من كل ثلاثة مليون طفل من الذين يتلقون اللقاح سنويا. على الرغم من ذلك تضارب الإحصائيات الأطفال الذين لا يتلقون اللقاح.

 فلابد من تلقي اللقاح، فقد أثبتت الإحصائيات انخفاض معدل الإصابة بالتهاب الدماغ بعد تلقي اللقاح(معدل الإصابة بالتهاب الدماغ قبل توفير اللقاح كان أكثر انتشار بمعدل ثلاثة آلاف مرة).

مضاعفات التهاب الدماغ

عندما يشخص المريض بالتهاب الدماغ المزمن، قد تكون هناك مضاعفات ناتجة من التهاب الدماغ وتشمل:

• فقدان الذاكرة.

• تغيرات سلوكية وعقلية.

• صداع.

• تعب وإجهاد.

• الضعف البدني.

• الإعاقة الذهنية.

• عدم التناسق العضلي.

• مشاكل في الرؤية، والسمع، والتحدث.

• غيبوبة.

• صعوبة في التنفس.

• الموت.

في حالات نادرة من التهاب الدماغ قد تؤدي إلى تلف الدماغ الدائم، أو فقد الحياة. وعادة ما تتطور هذه المضاعفات عند كبار السن، أو الذين لديهم أعراض تشبه الغيبوبة، أو الذين لم يتلقوا العلاج الصحيح.

اقرأ أيضا: النقرس.

تشخيص التهاب الدماغ

إذا كان لديك أعراض التهاب الدماغ ينبغي عليك التوجه للطبيب فورا، ويستطيع الطبيب تشخيص المرض من خلال:

1-التاريخ المرضي للشخص 

يستفسر الطبيب عن الأعراض التي تشعر بها، أو المكان الذي تعيش فيه وخاصة إذا ينتشر فيه البعوض والقراد، أو إذا تم اتصال بينك وبين حيوان مصاب بالعدوى الفيروسية، أو إذا كان يوجد تاريخ مرضي في العائلة. 

2-إجراء بعض الفحوصات التي تساعد على تشخيص المرض وتشمل:

• اختبار الدم.

• تحليل السائل النخاعي(البزل القطني).

• تصوير الدماغ من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي(MRI)، أو الأشعة المقطعية(CT). 

• التخطيط الكهربائي للدماغ(EEG).

• خزعة الدماغ(Brain biopsy).

تساعد هذه الفحوصات الطبيب في:

• التأكد من الإصابة بمرض التهاب الدماغ.

• معرفة وتحديد نوع التهاب الدماغ.

• المسبب المرضي لالتهاب الدماغ.

اقرأ أيضا: الممارسة العامة للخدمات الإجتماعية مع مرضي الفشل الكلوي.

علاج التهاب الدماغ

قد يحتاج المريض للإقامة في المستشفى لتلقي العلاج لتجنب المضاعفات الناتجة عن التهاب الدماغ. ويعتمد العلاج على الحالة العمرية للمريض، وعلى سبب ونوع التهاب الدماغ. باختلاف سبب التهاب الدماغ تتغير طريقة العلاج كالآتي:

1-العدوى البكتيرية

يتضمن العلاج مضادا حيويا وريديا.

2-العدوى بفيروس الهربس

يتضمن العلاج رعاية داعمة ومضاد للفيروسات مثل الأسيكلوفير.

3-علاج يركز على تخفيف الأعراض

على الرغم من أن الأدوية المضادة للفيروسات تعالج التهاب الدماغ الناتج عن فيروس الهربس إلا أنه لا يؤثر على الأنواع الأخرى لالتهاب الدماغ، لذلك نستخدم علاج لتخفيف الاعراض وتشمل:

• الراحة.

• المسكنات.

•  أدوية الكورتيكوستيرويد: لتخفيض التهاب الدماغ.

• التنفس الصناعي: يساعد على التنفس.

• مهدئات: للأرق، وعدم الارتياح، والعدوانية.

• أدوية مضادة للتشنجات: تساعد على السيطرة على النوبات العصبية.

• سوائل بالحقن الوريدي.

• حمام إسفنجي فاتر.

• توفير الترطيب.

قد يتطلب تدخل جراحي في بعض الحالات. حيث يتعافى الكثير من المرضى عند تلقي الرعاية المناسبة، ولكن يعد الأطفال وكبار السن لديهم نسبة خطورة عالية من الإصابة بتلف الدماغ.

علامات الشفاء من التهاب الدماغ

على الرغم من أن العديد من المرضى يتعافون من التهاب الدماغ بدون أي عواقب، إلا أن بعض المرضى يُصابون بتلف وتدمير في الخلايا العصبية، ويؤدي إلى تأثير طويل المدى، ويطلق على هذا التلف إصابة الدماغ المكتسبة(ABI). 

اقرأ أيضا: أفضل الأطعمة لزيادة الوزن

طرق الوقاية من التهاب الدماغ

ليس كل أنواع التهاب الدماغ يمكن الوقاية منه. لذلك يمكن التقليل من مخاطر التهاب الدماغ من خلال:

• تناول طعام صحي.

• التقليل من تناول الكحوليات.

• تجنب التعرض للمواد الكيميائية السامة.

• النظافة الشخصية.

• تلقي اللقاح ضد الفيروسات المسببة للمرض وخاصة المقيمين والمسافرين للمناطق التي ينتشر فيها البعوض والقراد.

• إذا كنت تعيش في المناطق التي ينتشر فيها البعوض والقراد: ينبغي استخدام طارد للبعوض، وارتداء ملابس ذات أكمام طويلة، وارتداء البنطال.