الحرب التى خاضتها مصر بدون سلاح

لعل أشهر صورة فى احتفاليات عيد تحرير طابا هى صورة الرئيس الاسبق الراحل السيد / محمد حسنى مبارك ، وهو يحمل علم مصر ويقبله ويرفعه على أرض طابا فى 19 مارس عام 1989 ، خلال 7 سنوات بذلت مصر حربآ دون أستخدام سلاح و دون قطرة دم واحدة ، كانت حرب دبلوماسية سليمة خالصة .

 

كان هدف مصر هو استرداد كل شبر من ارض الفيروز دون التضحية بسنتيمتر واحد من أرضها ، لعلها أهم مفاوضات ومباحثات قامت بها مصر على مستوى العالم حتى يومنا هذا ولن ينساها العالم أجمع .

 

بعد أنتصارات حرب أكتوبر المجيدة عام 73 سعت مصر بقيادة رئيسها الزعيم الراحل /  محمد أنور السادات على استعادة كل شبر من أرض سيناء و أنسحاب اسرائيل الى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين التى ترسمت فى 9 فبراير عام 1907 ، وبلغ عدد الأعمدة المقامة آنذاك 91 عمودا للحدود بدءآ من العمود الأول عند ميناء رفح على تل الخرايب وحتى أخر عمود رقم 91 على رأس طابا .

 

ففى عام 1977 كان أشهر حدث وهو زيارة الرئيس الراحل / أنور السادات والوفد المصرى الى الكنيست الأسرائيلى ، لبحث مسألة السلام واستعادة الحدود ومنذ هذا الوقت لم تهدأ مصر حتى استعادت أخر شبر من أرض الفيروز فى 19 مارس عام 1989 تحت قيادة الرئيس الراحل / محمد حسنى مبارك .

 

عقدت معاهدة السلام بين مصر و اسرائيل فى مارس عام 1979 ونصت المادة الأولى على أن تنسحب اسرائيل من سيناء الى الحدود الدولية سالف ذكرها .

 

وفى أكتوبر عام 1981 بدأت اللجنة المصرية بالتدقيق والبحث عن الحدود الشرقية فوجدت بعض انتهاكات اسرائيلية حول 13 علامة حدودية أخرى ، أرادت ضمها الى أراضيها .

 

ومن هنا أعلنت مصر أنها لن تفرط فى سنتيمتر واحد من أراضيها ، وبدأت معركة الاسترداد السلمية .

 

وفى مارس 1982 عقدت مصر عدة أجتماعات رفيعة المستوى لبحث حل الأزمة حول العلامات ال 13 سالفة الذكر ، فطالبت مصر باللجوء الى التحكيم الدولى لحل النزاع كما نصت المادة ال7 من معاهدة السلام .

 

ولكن فى 13 نوفمبر عام 1982 اسرائيل تلاعبت بشكل غريب اذ تم أفتتاح فندق سونستا طابا ، وأنشاء قرية سياحية كما قامت ببعض الأعمال الأخرى كنوع من فرض سيادتها على طابا .

 

وفى 13 مايو عام 1985 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 بتشكيل اللجنة القومية لطابا برئاسة عصمت عبد المجيد وعضوية 24 خبير .

 

فقد عهدت وزارة الخارجية بمهمة أعداد المذكرات الى لجنة مشارطة التحكيم برئاسة نبيل العربى ممثل الحكومة المصرية أمام هيئة التحكيم فى جنيف وبعضوية كلا من : 

من وزراة الخارجية ( ابراهيم يسرى ، بدر همام ، حسن عيسى ، أحمد أبو الخير ، محمود عثمان ، عز الدين عبدالمنعم ، وجيه حنفى ، أحمد فتح الله ، محمد جمعة ، حسين مبارك ، محمود سامى ، فايزة أبو النجا ، أحمد ماهر ، مهاب مقبل ، ماجد عبدالفتاح ) ، من وزارة الدفاع ( عبد الحميد محسن حمدى ، فاروق لبيب ، خيرى الشماع ) ، من وزارة العدل ( أمين المهدى ، فتحى نجيب ) ، من وزارة البترول ( أحمد عبد الحليم ، صلاح حافظ ) ، ( مفيد شهاب ، يونان لبيب رزق ، أحمد صادق القشيرى ، يوسف أبوالحجاج ، سميح صادق ، صلاح عامر ، وحيد رأفت ، محمد الشناوى ، جورج أبو صعب ، طلعت الغنيمى ، محمد بسيونى ، حسين حسونة ، محمد عبدالفتاح محسن ) .

 

وأعلنت اسرائيل فى 13 يناير عام 1986 موافقتها على اللجوء للتحكيم الدولى ، وشمل الاتفاق على مهمة المحكمة الولية فى تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف بين الطرفين .

 

 

وتكونت لجنة الدفاع المصرية من الدكتور ( دريك باوت ) أستاذ القانون الدولى ، فى حين استعانت اسرائيل بالدكتور ( لوتر باخت ) أستاذ القانون الدولى أيضا .

 

فى حين تشكلت هيئة التحكيم الدولية من 5 أعضاء هم ( الدكتور حامد سلطان ) عن الجانب المصرى ، وعن اسرائيل ( روث لابيدوت ) ، ( بيليه رئيس محكمة النقض الفرنسية السابق ) ، ( شندلر أستاذ القانون الدولى بسويسرا ) ، ( لاجرجرين رئيس محكمة ستوكهولم ) .

 

وفى أول ديسمبر 1986 كانت أول الجلسات ، وفى مايو 1987 بدأ تقديم المذكرة الافتتتاحية ، ثم فى أكتوبر 1987 تلقت المحكمة المذكرات والردود لكلا الطرفين .

 

وفى يناير 1988 اتفق الطرفين على تقديم مذكرة ختامية ، أضافة الى جولتين من المرافعات الشفهية فى مارس و أبريل من نفس العام .

 

و أستمرت المرافعات 3 أسابيع حتى صدور الحكم لصالح مصر فى 29 سبتمبر 1988 ، داخل قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمى فى جنيف ، بأغلبية 4 أصوات و الاعتراض الوحيد من الجانب الاسرائيلى ، ووقع الحكم فى 230 صفحة .

 

وبعدها تم الأعتراف دوليا و اسرائيليا بالسيادة المصرية على طابا . 

 

وكانت أسعد لحظة لأنتصار مصر واسترداد أخر شبر من طابا عندما تم تنزيل العلم الاسرائيلى،ورفع العلم المصرى السيد الرئيس الاسبق الراحل / محمد حسنى مبارك. 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك