تعرف علي الفرق بين الحلم والرؤيا
منذ القدم، وتطرق الفكر الإنساني دائماً للبحث عن مكنونات الأشياء والبحث عن الماورائيات والتي لم يجد لها إجابات واضحة ومعقوله.
فذهب تارة إلى أنها رسائل من النفس أو الروح، وذهب آخرون إلى أنها نتيجة تركيبات صممها العقل الباطن جراء مايقابله المرء في حياته اليومية من ضغوطات وأحداث متسارعة وضغوطات شتى تعصف به في الحياة.
الفرق بين الرؤية الصادقة والأدغاث:
ذكر العلامة ابن سيرين والنابلسي وغيرهم من رواد تفسير الاحلام أن هناك فروق وعلامات واضحة جلية بين الرؤيا الصادقة والأدغاث.
أما الرؤيا فتكون واضحة حلية ويتذكرها الرائي بعد الاستيقاظ من النوم. وأيضاً تتسم بوضوح وتماسك الموضوع والحدث المرئي. ولها أوقات من الليل تزداد صحتها وصدقها، كأن يراها النائم وقت الفجر وذهب بعضهم أن رؤيا النهار أصدق.
أما الأدغاث فتكون مواضيع متنوعة وليس بينها ترابط منطقي في الأحداث وتكون مشتتة وفي كثير من الأحيان ينساها الرائي بعد الاستيقاظ من النوم.
هل يشترط النوم على طهارة لكي تكون الرؤيا صادقة؟
أجاب رواد علم التفسير بأنه قد لا يكون النائم على طهارة وتصدق رؤيته. وذهب هؤلاء إلى أن الدليل على ذلك رؤيا ملك مصر أمنحوتب عندما رأى في منامه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات وهو لم يكن موحداً بالله فهو لم يكن على طهارة. وقد فسرها نبي الله يوسف عليه السلام وقد صدقت تلك الرؤيا.
وعن كيفية تفسير الاحلام، فقد ذكر المفسرون أن تأويل الرؤيا يختلف حسب طبيعة الرائي وأحواله وصفاته من حيث السن والجنس والحالة الصحية والاجتماعية. فقد تختلف تفسير نفس الرؤيا لشخص أعزب عن شخص آخر متزوج.
كمثلا، إذا رأى شخص أنه مات وكان مريضاً فإنه قد يموت حقا قريباً، أما إذا رأى نفس الرؤيا شخص صحيح ليس به مرض فقد تدل رؤياه على خير قد يأتيه أو رزق أو طول حياة للرائي.
وأيضاً، قد تدل رؤيا القصاب(الجزار) على أنه ملك الموت أو سداد الدين للرائي. فانظر إلى حال الرائي، فإذا كان بصحة جيدة غير مريض فالأقرب للتأويل أنه سداد ديونه.
وذهب بعض المفسرين إلى اختلاف طبيعة الرؤيا على حسب حالة الرائي الصحية. فقالوا بأن الشخص المصاب بأمراض المياة مثل الجيوب الأنفية أو سلس البول أو ارتشاح الكبد يرى الماء في منامه كثيراً والشتاء.
وذهب هؤلاء إلى أن الرؤيا يتم تأويلها إلى العكس. بحيث أن السرور في الرؤيا قد يُفسر على أنه حزن قد يصيب الرائي. والحزن في المنام يدل على السرور. والخوف أمن، والأمن خوف.
هل تصدق الرؤيا للطفل الصغير؟
ذهب المفسرون إلى أن رؤيا الصبي الصغير تكون أصدق على أية حال. وقد أرجعوا ذلك لأن الطفل الصغير مازالت روحه نقية لم تمتلئ بعد بمنغصات وضغوط الحياة فتكون رؤياه صادقة لا لبث فيها.
هل تختلط الرؤيا الصادقة والأدغاث؟
أجاب علماء التفسير بأنه قد تختلط بعض الرؤى الصادقة بالأدغاث. فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فهو قد يتدخل في الرؤيا الصادقة التي تبشر المرء بخير بحيث تختلط عليه الرؤيا ولا يعرف أهي خير أم شر فلا يترك له فرصة للبشرى. وهذه مهمة أصيلة للشيطان حيث قال الله تعالى في كتابة الحكيم " إنما النجوى من الشيطان" صدق الله العظيم.
ومن هذا المنطلق،ذهب المفسرون إلى قاعدة أساسية تقضي بأن الرؤيا تنقسم إلى قسمين رئيسيين وهما؛
رؤيا الخير، ورؤيا الشر.
واجتمع الفقهاء والمفسرون إلى أن الرؤيا الخير فهي من الله أي أنها رؤيا صادقة ورؤيا الشر فهي من الشيطان.
ويستطيع الشيطان أن يتمثل في أي شخص أو شيء في العالم عدا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي أنه لا يستطيع أن يتمثل في صورته أبدا.
لذلك أصدق رؤيا يراها الإنسان على الإطلاق هي رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
حيث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال" من رآني في المنام فقد رآني حقا، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق