الدعاء علاج يخفى علي ممارسي العادة السرية

الدعاء علاج يخفى علي ممارسي العادة السرية

 

الدعاء علاج يخفى علي ممارسي العادة السرية
الدعاء علاج يخفى علي ممارسي العادة السرية

 

 

لا شك أن الدعاء له فضل عظيم عند الله تعالى ورسوله فهو الذي أخرج يونس من بطن الحوت لما نادي ربه في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين , ونجي الخليل من النار لما قال حسبي الله ونعم الوكيل , ونصر الله به حبيبه في غزوة بدر والأحزاب وغيرهما من الغزوات  , ورزق الله زكريا بيحيى لما نادي ربه لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين , فحري بنا أن نتسلح بهذا السلاح العظيم المعين , لكي ننجو من أي ضرر واقع ومعصية نالت من الفؤاد  . 

 

فسل ربك بصدقٍ وإلحاح أن يبعدك عن هذه العادة السيئة كما باعد بين المشرق والمغرب وتذكر :  {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [البقرة: 186] .

 

ورحم الله بن القيم  القائل : الدُّعَاءُ مِنْ أَنْفَعِ الْأَدْوِيَةِ  وَهُوَ عَدُوُّ الْبَلَاءِ، يَدْفَعُهُ، وَيُعَالِجُهُ، وَيَمْنَعُ نُزُولَهُ، وَيَرْفَعُهُ، أَوْ يُخَفِّفُهُ إِذَا نَزَلَ، وَهُوَ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ. كَمَا رَوَى الْحَاكِمُ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ، وَعِمَادُ الدِّينِ، وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» . 

ويذكر الإمام بن قيم الجوزية ,  مقامات الدعاء مع البلاء فيقول رحمه الله : وَلَهُ مَعَ الْبَلَاءِ ثَلَاثُ مَقَامَاتٍ 

أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ أَقْوَى مِنَ الْبَلَاءِ فَيَدْفَعُهُ.

الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ أَضْعَفَ مِنَ الْبَلَاءِ فَيَقْوَى عَلَيْهِ الْبَلَاءُ، فَيُصَابُ بِهِ الْعَبْدُ، وَلَكِنْ قَدْ يُخَفِّفُهُ، وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا.

الثَّالِثُ: أَنْ يَتَقَاوَمَا وَيَمْنَعَ كُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ. انتهى 

الداء والدواء (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)صـ10.

 

ولا شك أن العادة السيئة بلاء كبير واقع على الإنسان فعلى العبد أن يدع ربه بصدق وإلحاح أن ينجيه من هذه الخبيثة , ويطلب أسباب استجابة الدعاء , ويبعد تماماً عن موانع استجابة الدعاء  فعليه أن يأكل حلالاً  فيترك الأكل الحرام والعمل به وعليه بفعل الطاعات وترك المنكرات , ويعلم أنه ربما استجابة الدعاء تأخذ وقت ما لحكمة ما فلا يتعجل الإجابة على ربه وليصل رحمه . 

 

فلقد قال حبيبنا صلى عليه صل الله عليه وسلم  فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي» . 

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْهُ: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يُسْتَجَابُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ» .

وفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أيضاً  مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ، لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [الْمُؤْمِنُونَ: 51] وَقَالَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [الْبَقَرَةِ: 172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟» . 

 

وعلى العبد أن يراعى مواقيت استجابة الدعاء سواء في الثلث الأخير من الليل أو عند الآذان وبين الآذان والإقامة وتحري  ساعة الاستجابة في يوم الجمعة وغير ذلك من أوقات الإجابة كنزول الغيث , وأهم من ذلك أن يتحقق  عند العبد أثناء دعائه الخشوع والذل والتضرع والخوف والافتقار بين يدي مولاه سبحانه مستقبلاً القبلة على طهارة .

 

هيا أُخيَّ هيا كريمتي ابكوا إلى الله في السجود بين يدي الله فإن أقرب ما يكون العبد  من  الله وهو ساجد , هيا قولوا يا رب لقد فعلت بنا العادة ما فعلت لقد تركنا الصلوات بسببها , لقد وقع في قلوبنا اليأس وضعف في الشخصية وقلة في الحيلة,  لقد فقدنا بسببها الثقة في أنفسنا ذهبت بالحياء من الوجوه ضيعت الهمم تركنا الواجبات وتكاسلنا عن المطالب,  سوَّفنا الأعمال وضاعت بسببها الآجال , نعم والله وبدون مبالغة , يا رب أعنا على تركها , هيا ابكوا إلى ربكم والحوا في الدعاء فلن ينجيكم إلا الله إن علم منكم الصدق في الطلب ( ترك العادة) مع طول الطلب ( الدعاء ) وإن جمعتم بين القلب واللسان معاً  في الدعاء . 

 

وكتبه : عمر عرفات .

 

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر

كاتب ، ماجستير في الحقوق.

مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك