الذكرى ال٤٩ لنصر أكتوبر
سيناء الأرض الطاهرة التي استولى عليها العدو الإسرائيلي الغاشم وأقام سدًا من الرمال وظن أنه حصنًا منيعًا له يحميه وأسماه خط بارليف العظيم، ولكنه لم يعلم أن مصر رجالها أسود ووحوش تتخطى الصعوبات وتحطم المستحيل فقد استطاعت أبطال قواتنا المسلحة المصرية عبور قناة السويس بنجاح وتدمير خط بارليف المنيع وهجمت على الأعداء في معاقلهم فقتل من قتل وأسر من أسر وحرروا الأرض الطاهرة وظفروا بالنصر محققين أروع البطولات وفي هذه الأيام نحتفل بذكرى تحرير سيناء المجيدة في السادس من أكتوبر عاشت مصر وعاش جيشها الجسور.
الحروب العربية الإسرائيلية:
خاض العرب أكثر من حرب مع الجيش الإسرائيلي منها:
- حرب فلسطين ١٩٤٨.
- حرب السويس ١٩٥٦.
- حرب الستة أيام ١٩٦٧.
- حرب الاستنزاف ١٩٦٧- ١٩٧٠.
- حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ أو حرب العاشر من رمضان عام ١٣٩٣.
حرب الاستنزاف (١٩٦٧- ١٩٧٠):
تعد حرب الاستنزاف جزء من الصراع العربي الإسرائيلي أطلق عليها الإسرائيليين اسم حرب الألف يوم أما مصطلح حرب الاستنزاف أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على الحرب التي اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفتي قناة السويس.
أحداث حرب الاستنزاف:
في يوم ١/٧/١٩٦٧ تقدمت المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد فقامت قوة من قوات الصاعقة المصرية للتصدي لها بنجاح وسميت تلك المعركة رأس العش.
خلال الأشهر التالية تصاعدت العمليات العسكرية خاصة بعد مساندة بعض العرب لدول المواجهة أثناء مؤتمر القمة العربية في الخرطوم ورفض إسرائيل قرار مجلس الأمن ٢٤٢ والذي نص على انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عقب انتصارها الخاطف على العرب خلال حرب يونيو١٩٦٧ فقد استولت اسرائيل على شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية والضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني آنذاك بالإضافة إلى قطاع غزة الذي كان يخضع لحكم عسكري مصري حينها.
استمرت الحرب لمدة ثلاث سنوات استهدفت خلالها إسرائيل المدنيين المصريين لإخضاع القيادة المصرية وكانت تستهدف المدنيين بمقاتلات الفانتوم الأمريكية في حين استخدم المصريون صواريخ الدفاع الجوي السوفيتي في رد العدوان الإسرائيلي على المدنيين.
في السابع من أغسطس عام ١٩٧٠ انتهت المواجهات بقبول الرئيس جمال عبد الناصر والملك حسين مبادرة روجرز بوقف إطلاق النار سادت بعدها حالة اللا سلم واللا حرب لمدة ثلاث سنوات.
لكل ماسبق تم التنسيق بين مصر وسوريا لشن هجومين متلازمين على إسرائيل في آن واحد أحدهما هجوم مصري على جبهة سيناء المحتلة والآخر هجوم سوري على هضبة الجولان المحتلة.
حرب أكتوبر ١٩٧٣:
يوم السادس من أكتوبر١٩٧٣ الموافق العاشر من رمضان ١٣٩٣ وفي تمام الساعة الثانية ظهرًا حانت ساعة الصفر التي انتظرها الأبطال المصريين سنوات للأخذ بالثأر من غريمهم الجيش الإسرائيلي الذي استولى على شبه جزيرة سيناء خلال حرب ١٩٦٧ فقد علمت الأسود المصرية الشجعان درسًا لإسرائيل لن تنساه مدى الدهر.
في تمام الساعة الثانية انطلق هجومين مفاجئين متزامنين أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة والآخر للجيش السوري على هضبة الجولان المحتلة.
عقب بدء الهجوم حقق الجيش المصري والسوري أهدافهم من شن الحرب على إسرائيل فقد عبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت خط بارليف وتوغلت شرقًا ٢٠ كيلومتر داخل سيناء.
القوات السورية أيضًا استطاعت التوغل داخل هضبة الجولان حتى وصلت لساحل الحولة وبحيرة طبريا.
على الجهة الأخرى تمكن الجيش الإسرائيلي من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية لقناة السويس وحاصر الجيش الثالث الميداني إلا أنه فشل في تحقيق أى انتصارات عسكرية فلم يستطع الاستيلاء على مدينة السويس ولا مدينة الاسماعيلية وحتى لم يستطع تقهقر الجيش الثالث الميداني للضفة الغربية مرة أخرى.
أما الجيش السوري فقد تراجع عن هضبة الجولان وأحكمت إسرائيل سيطرتها على هضبة الجولان مرة أخرى بالإضافة لتوغلها٥٠٠ كيلو متر بعد هضبة الجولان وكان ذلك هو انتصار إسرائيل على الجيش السوري.
استمرت حرب أكتوبر حتى يوم ٢٤ أكتوبر حتى تم اتفاق بين الطرفين الجيش المصري والإسرائيلي على وقف إطلاق النار، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ من جانب الجيش المصري حتى يوم ٢٨ أكتوبر.
الأهداف التي حققها الجيش المصري من حرب أكتوبر:
- عبور قناة السويس بنجاح.
- تحطيم خط بارليف الذي كان حلم إسرائيل في الحماية.
- اتخاذ أوضاع دفاعية وعدم التراجع أو الاستسلام.
أحداث مهمة بعد حرب أكتوبر:
- في ٢٦ مارس ١٩٧٩ تم عقد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل.
- في ٢٥ إبريل ١٩٨٢ استردت مصر كامل سيادتها على سيناء وقناة السويس ماعدا طابا.
- في ١٩ مارس ١٩٨٩ تم تحرير طابا عن طريق التحكيم الدولي.
الاحتفال بانتصارات حرب أكتوبر:
في إطار الاحتفالات بنصر أكتوبر والذي يوافق يوم الخميس السادس من أكتوبر لعام ٢٠٢٢ تحدث رئيس استطلاع المدفعية ببورسعيد اللواء أركان حرب عوض صبحي خلال مداخلة هاتفية لقناة اكسترا نيوز الفضائية عن الموانع التي أعدتها إسرائيل لحمايتها ظنًا منها أن الجيش المصري لا يستطيع اختراقها فقد اعتمدت على:
- مانع مائي قوي.
- مواقع حصينة ضد مدفعية الطيران.
- ساتر ترابي على حافة القناة.
- في شرق بورسعيد موقع به ٤ مدافع عيار ١٥٥ وكمية من الذخيرة تكفي لتدمير مدينة بورسعيد كلها.
- عدد ٦ مطارات.
- نقط إنذار.
- أبراج مراقبة.
- مراكز قيادة وسيطرة واحتياطيات تتحرك لنجدة المناطق الحصينة شرق القناة.
- احتياطات تكتيكية تتحرك لاستعادة الأوضاع عند الهجوم.
كان هناك قلق بالجيش الثاني الميداني على مدينة بورسعيد فحضر المشير عبد الحليم أبو غزالة لدراسة منع الجيش الإسرائيلي من استخدام هذه المدفعية والذخيرة وقرر عدم ضرب هذا الموقع الحصين من أعلى وأنتج ستار من النيران القوية أمام فتحات هذه النيران الموجودة داخل المدافع الحصينة لمنعها من قصف النيران على المدينة وقد سبب ذلك للجيش الإسرائيلي خسائر فادحة ومنع المدافع من إطلاق أي مدفعية او أي طلقة.
كلمة الرئيس السيسي في احتفالات نصر أكتوبر:
الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في بداية الندوة التثقيفية للقوات المسلحة احتفالا بالذكرى ٤٩ لانتصارات حرب أكتوبر قال في كلمته:
- أوجه التحية لرجال حرب أكتوبر والجيل الذي حقق النصر لمصر في حربها ضد العدو الإسرائيلي.
- أقدم اعتذاري لمحاربي وقادة النصر إن كان هناك أى تقصير من الدولة تجاههم.
- لنا عظيم الشرف أن نلتقي بالرجال الذين قدموا لبلادنا العزة والكرامة والشرف دون مقابل.
وبكلمات سيادة رئيس الجمهورية نكون قد وصلنا لختام حديثنا اليوم عن الاحتفالات بنصر أكتوبر العظيم خلال الذكرى التاسعة والأربعون للنصر.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق