الطريق إلي الثراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
منذ زمن بعيد ، و في حقبة زمنية مختلفة تماما عن ما نحن فيه الآن ، يذكر روبرت كيوزاكي المؤلف الشهير و الذي تحقق مؤلفاته اعلي المبيعات علي مستوي العالم و الذي مازال معروفا حتي الان ، يروي قصة ً حين كان في التاسعة من عمره.
يقول ، "كنت أنا و صديقي نعمل كل يوم سبت 3 ساعات مقابل 30 سنت ، و كنت شغوفا بقراءة مجلات الاطفال ، فكنت أعمل لأجل أخذ المال و شراء المجلات لقرائتها ، عادةً ما انتهي من القراءة يوم الإثنين أو الثلاثاء من كل أسبوع ، و اجلس في ضجر ٍ و ملل إلي السبت الذي يليه حتي احصل علي المال مرة أخري ،"
ظل يعمل روبرت و صديقه علي هذا المنوال لمدة 4 أسابيع حتي غضب ، فمن المفترض ان يذهب لهذا الرجل كي يعلمه كيف يصبح ثريًا ، لا أن يستغل طفلين في تنظيف متجره اسبوعيًا مقابل أقل من نصف دولار.
فلا هو علمهم الثراء ، و لا أعطاهم راتبًا كافيًا ،
فقال" ذهبت و كلي غضب لمكتب هذا الرجل ، و انتظرنا حتي انتهاء الطابور ، و بعد خروج آخر موظف و قد حان دورنا ، ظل يتكلم في الهاتف لمدة طويلة وأنا استشيط غضبًا بالخارج ، حتي فتح الباب و اذن لنا بالدخول ،
قال : سمعت انكم غير راضين عن راتبكم ،
قلت : نعم ، وأنا هنا ، إما أن تزيد من راتبي ، و إما أن استقيل ، الآن....
فضحك ، ثم جلس يحاضرنا في جملة "ان الأثرياء لا يعملون من أجل المال" ،
بل إن الأثرياء لديهم مالٌ يعمل من أجلهم.
بعد انتهاء تلك الجلسة ، خرجنا أنا وصديقي و قد اتفقنا ان نعمل بدون راتب - حتي العشر سنتات - لأن الأثرياء لا يعملون من أجل المال ، و في أحد الايام اثناء عملنا في المتجر ، وقفت سيارة صاحب المتجر لأول مرة يزورنا فيها ، اصطحبنا في رحلة مشي قصيرة و احضر لنا المثلجات ، و جلسنا في حديقة عامة ، علمنا حينها أنه يريد أن يعلمنا شيئًا ، قال : ما اخبار العمل في المتجر ؟
قلنا : بخير ،
قال : فما رأيكم في ان تحصلوا علي دولار واحد مقابل العمل في المتجر ؟
فعلمت أنه يريد أن يختبرنا بالاغراء بالمال ، فقلنا : لا
قال : فما رأيكم بثلاثة دولارات؟
قلنا : لا
قال : عشرة دولارات
فجلسنا أنا وصديقي لفترة من الوقت نفكر في مدي ضخامة هذا العرض!!
حتي ذابت المثلجات في أيدينا.
فقلنا : لا
فقال هكذا قد نجحتم و تكلمنا قليلًا ثم عدنا إلي المتجر ،
في يوم من الايام وقفت شاحنة امام المتجر ، و نزل المندوب ومعه صناديق بها مجلات للأطفال للبيع ،
وقال للسيدة مديرة المتجر ان آخر صندوق هذا للعرض فقط و قانونًا لا يجوز بيعه ، وافقت السيدة و استلمت الصناديق ، فقامت بوضع صندوق العرض هذا بالمخزن.
فاستأذنّاها في ان نأخذ هذه المجلات ، قالت : حسنًا و لكن هذه المجلات ليست للبيع ،
قلنا نعم لن نقوم ببيعها ،
اخذنا المجلات ، وقمنا بتنظيف جزء من مرآب منزل صديقي ووضعنا به الأرفف و قمنا بعرض المجلات بها.
و قمنا بدعوة أطفال القرية ، فصار الطفل يدخل ويدفع 10 سنتات ، و يبقي بالداخل ساعتين يقرأ فيهما ما يشاء من المجلات ،
و قمنا بتعيين أخت صديقي الصغيرة لتدير هذه المكتبة المصغرة ، مقابل دولار واحد.
وبعد فترة قصيرة ، صرنا أنا وصديقي نحصل علي 9 دولارات في الاسبوع بدون عمل أي شيئ ، بالإضافة إلي العمل في المتجر بالمجان "
هذا عزيزي القارئ هو تجسيد حقيقي لمقولة" الأثرياء لا يعملون من أجل المال " و كيف ان طفلان بعمر التسع سنوات ان يقوما بجني مبلغ كهذا في الخمسينيات من القرن الماضي!!
كل هذا من فكرة بسيطه ، لذا فلتفكر ، و لتتعب في البداية لتوظف مالًا يعمل من أجلك.
هذا كان مقال اليوم يا صديقي ، اتمني ان تكون قد استمتعت بقرائته.
يمكنك متابعتي علي فيسبوك من هنا : https://www.facebook.com/profile.php?id=100005318805988
للمزيد من المقالات في نفس المحتوي " تطوير الذات و إدارة المال لتكوين الثراء"
أراكم علي خير إن شاء الله في المقال التالي... والي لقاء آخر ان شاء الله.
المصادر :
1- الاب الغني والاب الفقير
2- فكر وازدد ثراءً
3 - أسرار عقل المليونير
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق