العادة السرية من الناحية الطبية
يقول احد علماء السلف : أن المنى غذاء العقل ونخاع العظام وخلاصة العروق .
ورحم الله بن سينا القائل : احفظ منيّك ما استطعت فإنه *** ماء الحياة يصب في الأرحام .
هذا وللاستمناء أضرارٌ كثيرةٌ ومختلفةٌ , ومتنوعةٌ بتنوع الأشخاص وتَغيَّر طبيعة ممارستهم للاستمناء الذاتي , ومدي قناعتهم بهذه الوسيلة لسد حاجتهم الغريزية وشبع رغباتهم الجنسي , وتوقف جموح شهواتهم وتلهبها , لا سيما ومعظم الأطباء المعتبرين يقرون في مراجعهم بشذوذ الاستمناء عن الطريقة الطبيعية لشبع حاجة البشر الجنسية والتي تتمثل في اتصال الرجل بالمرأة عن طريق الجماع الشرعي .
فالعادة السيئة تعتبر في كتب الطب من الطرق الشاذة في الممارسة الجنسية، ودائماً الممارسة الشاذة تشعر صاحبها وبحق بالذنب والندم لا سيما إنْ شعر أنها تخالف عقيدته وقناعاته لكونها ممارسة ضارة لا سيما فيما هو متعلق بعد الانتهاء منها مباشرةً من آثار نفسيةٍ سيئةٍ أو لكونها محرمة وتعتبر معصية ،علاوة لعدم سد رغباته كما كان يظن قبل إدمانها وطلبه المزيد منها بلا أدنى فائدة نحو الإشباع الجنسي والاكتفاء الذاتي .
هذا والأطباء يؤكدون أن للعادة السيئة أضراراً صحيةً كثيرةً ، حاليًا في وقت الشباب، ومستقبلاً بعد الزواج , سواء كانت نفسية أو عضوية , ملموسة أو غير ملموسة .
فعندما نعلم أن العادة السيئة عبارة عن إثارة جنسية ونوع من الممارسة الجنسية غير الطبيعية , علاوة على وجود آثار نفسية كثيرة خاصة بهذه الفعلة المذمومة , ونلاحظ ذلك واضحاً أكثر عند التعود على ممارستها والحصول على هذا النوع من الإثارة بهذه الطريقة المضرة نعلم وقتها بأن للعادة السيئة أضراراً شتى .
والنظر هنا يكن من الناحية الصحية من كون الاستمناء ضار من عدمه ولا شك أن المرجع في ذلك الأطباء أهل العلم والاختصاص فإن قيمة كل أمرىء ما يحسن .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : وأما الرادع الحسي : فليسأل الأطباء ، حتى يتبين له أنها من أضر ما يكون على البدن ، وإن كان الإنسان يجد فيها راحة ، لكنها راحة يسيرة يعقبها ضرر كبير . ولقد قال لي بعض الناس : إنه ابتلي بهذا ، فابتلي بالوساوس الشيطانية والعياذ بالله ، والمضايق النفسية . وهذا ليس ببعيد ؛ لأن الله تعالى حكيم ، جعل هذه النطفة لها محل معين : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) [البقرة:223] ، وعلى الإنسان أن يتصبر ، ويتصبر ، ويتصبر ، ولقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام دواءً ناجحاً وهو الصوم ، فقال : ( يا معشر الشباب ! من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء)" انتهى من " اللقاء الشهري " (61/ 24) بترقيم الشاملة آلياً .
وأن المنتشر لدى العامة والموروث عنهم والثابت علمياً أنَّ هذه العادة ضارة أشد ضرار , وما كان مضرًا طبيًا فهو محظور شرعًا، وهذا محل اتفاق بين الفقهاء كما ذكر الشيخ الدكتور مصطفى الزرقا رحمه الله .
وقد الله تعالي : [وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ] ( النساء: 29) وقال سبحانه : [وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ] (البقرة : 195)
وقد أخرج بن ماجه من حديث عباده بن الصامت وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) وقد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع : عن عُمُره فيمَ أفناه ؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟ رواه الترمذي، وهو صحيح .
هذا وقد ثبت علمياً بشهادة أهل التخصص والمعرفة , أضرار شتي للاستمناء بدنية ونفسية فردية وأُسرية , وعلية فهو محظور شرعاً فالأصل في المضار التحريم فلا ضرر ولا ضرار .
هذا وأعلم أن النفس أحد أصول وضرورات خمس , اتفقت الأديان السماوية وأصحاب العقول السليمة على احترامها وصيانتها , ويجب المحافظة عليها ويحرم الإضرار بواحدة من هذه الضرورات الخمس : الدين، والنفس، والعقل , والنسب أو العرض، والمال , قال الشاطبي في الموافقات: اتفقت الأمة ـ بل سائر الملل ـ على أن الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس ـ وهي الدين والنفس والنسل والمال والعقل ـ وعلمها عند الأمة كالضروري، ولم يثبت لنا ذلك بدليل معين ولا شهد لنا أصل معين يمتاز برجوعها إليه، بل علمت ملاءمتها للشريعة بمجموع أدلة لا تنحصر في باب واحد ....أهـ.
وإليكم أقوال أطباء في العادة السيئة
1-من مارس العادة السرية بكثرة كان قليل القدرة علي الاتصال الجنسي الطبيعي بعد الزواج , وذلك بسبب اعتياده ممارسة المسألة الجنسية في جو يختلف اختلافاً جوهرياً عن الجو الطبيعي وبذلك يكون الإدمان في الاستمناء قبل الزواج سبباً من أسباب عدم توفر السعادة الزوجية
( الدكتور القوصي .... أسس الصحة النفسية... بتصرف يسير ص 466 ) ويقول أيضاً في مواضع مختلفة في نفس المرجع :
-الاستمناء مضر ولا شك , غير أننا نبالغ عادة في تصوير درجة أضراره بمن يمارسه مبالغة تجعل أثر ضرره في الناشيء أثراً مضاعفاً .
-من أضرار الاستمناء أنه ينشط إفرازات الغدد التناسلية مما يزيد في الحاجة إليه بعد ممارسته ومما يسهل تكوين العادة ورسوخها , فتصير مسندة - بجوانب العوامل الأخرى – إلي حاجة فسيولوجية جسمية يترتب عليها احتمال الإفراط فيها .
-الذين يميلون للاستمناء أميل للاتصاف بأغلب خصائص الانطواء النفسي .
-يلاحظ أن ممارسي الاستمناء هم أكثر شقاءً وفراغاً من غيرهم ويعجزون عن ملء فراغهم بإنتاج يجلب لهم الاحترام لأنفسهم واحترام الغير لهم , وقد لوحظ أن القردة نفسها لا تمارس الاستمناء إلا في حالة الحبس وعدم توافر الفرص للنشاط الحر الواسع المدى .
2- التمسك بهذه العادة يهدم أركان الحياة الزوجية . ( الدكتور جرجس – في كتابه الثقافة الجنسية ص73)
3-من القواعد العامة أننا إذا دققنا في الشبان المستسلمين للعوائد السرية , وفحصناهم من جهة الدماغ , وجدناهم محدودي الفهم , منحطين عن مستوي درجة رفاقهم , ولا حظنا أنهم عاجزون عن بلوغ مركز في الهيئة الاجتماعية
( الأستاذ الطبيب - las eque- في كتابه مقبرة الرجال أو مساوىء الدعارة في نظر العقل والعلم )
4-أن المساكين المستبعدين للعوائد الرزيلة يفقدون القوة الجسدية والقوة الأدبية , وما عادوا يصلحون لشيء فلا أهلية لهم في الاجتهاد , ولذة العمل , فهم يضجرون ويضيعون أوقاتهم في التماس اللهو واللذة ويقعون غالباً في فضائح لا اسم لها ( الدكتور جورج سربيلد – نفس المرجع السابق )
5- ليس من الصعب علي الرجل أن يخالف نفسه عن المباشرة الجنسية إلي أن يتزوج , ولا عبرة قط بترهات بعض مثيري السوء الذين يدعون – بلا حياء – أن إشباع الشهوة البهيمية , وإرضاء النزعة الجنسية ضروري لحفظ الصحة وقوام الحياة , فهو زعم باطل من الوجهة الطبية وأكابر الأطباء أثبتوا العكس ( الطبيب أ. س . سلمون – نفس المرجع السابق )
6-الإفراط في ممارسة هذه العادة يقلل من قدرة الإنسان الذهنية ويعطل نشاطه فيما يقوم به من أعمال ( دكتور هوايت – المشكلة الشبابية لعوض سمعان ص 14)
7-أن هذا الإفراط يضعف الأعصاب , ويسبب المخاوف فيصبح أسير العادة أكثر تعرضاً من غيره للوساوس والأوهام , ومن ثم يهيج ويضطرب ويكتئب وييأس لأقل الأسباب ( الدكتور كلارك – المشكلة الشبابية ص14)
8-الإفراط في ممارسة العادة السرية يؤدي إلي تركيز النظر في الذات , لذلك فإن أسيرها كثيراً ما يكون أنانيا منطويا علي نفسه . وقد يحصر أفكاره في الحالة الصحية لأعضائه التناسلية ,فتنتابه لذلك نورستانيا جنسية , ومن علاماتها : الخوف , والخجل , والاضطراب , واحتقار النفس ( دكتور برادة في كتابة التربية الجنسية )
9- الإفراط في ممارسة العادة السرية يجلب الخمول والكسل فمن ألفها يصبح بطيء الفهم ضعيف الذاكرة , عاجزاً عن حصر أفكاره في أعمالة , وإذا قام بعمل يستلزم مجهوداً بسيطاً , شعر بالتعب والعناء , لذلك كثيراً ما تستولي عليه الكآبة , فيهجر المجتمعات , ويفضل حياة العزلة والانزواء .( دكتور روبنسن – المشكلة الشبابية ص13)
10-العادة السرية تحول دون إقدام أسيرها علي القيام بالأعمال الهامة , لأنها تسلبه الثقة بالنفس والقدرة علي ضبط الإرادة , لذلك كثيراً ما يكره الحياة ويتبرم منها , كما يلازمه الشعور بالنقص , فيحاول تغطية موقفه بالتظاهر بالكمال , ومن ثم يلجأ إلي الرياء الخداع في معاملته مع الناس . ( دكتور شكري جرجس – في كتابة الثقافة الجنسية )
11-من استدام علي الاستمناء أصاب جسمه هزال وساقه انحلال , وعينيه غور مع إحاطتها بهالة زرقاء , واصطبغ وجهه بلون أصفر فيه زرقة , وتبلجت يداه وأنكمش جلده وأصاب جسمه قشعريرة عند توجيه أي سؤال إلية , مع انخفاض الرأس , والعضو التناسل ضعفاَ متناهياً . ( الشيخ الجرجاوي في كتابة حكمة التشريع وفلسفته ص295:297 , نقلا لما قرره الأطباء تحت عنوان – حكمة تحريم الاستمناء بالكف )
وكتبه : عمر عرفات
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق