الفراغ يقتل صاحبه ومن أسباب الاستمناء
لابد لكل مسلم أن يكون له هدف في الحياة أو أكثر يسعى للحصول عليه ويبذل فيه الغالي والنفيس من أجل الوصول له وهمم العباد تختلف ونياتهم , كذلك فمنهم من يسعى لهدف يرضى ربه وتنتفع به أمته وأهل بيته , ومنهم من يسعى إلى هدف لا يرضى الله تعالى ولا تنتفع به لا أمته ولا أهل بيته المسئول عنهم .
فشيخ الإسلام بن تيمية والإمام الطبري والإمام النووى رحمهم الله تعالى لم يتزوجوا لأجل العلم ,كان لهم هدف شغلهم عن هذا ويرجع السبب في ذلك كله إلى رغبة هؤلاء العلماء في التفرغ لطلب العلم الشرعي، ولبذل مزيد من العبادة لله سبحانه وتعالي فهؤلاء لم يكن لديهم عوز جنسي أصلاً، وإنما كانت الفكرة والنظرة في حكم النكاح على أنه نافلة وليس فريضة، وأن التعلم والتعليم أفضل درجة عند الله تبارك وتعالى منه، فهم قدموا هذا على ذاك .
نعم فإن تحديد هدف كبير يكون سبباً في عدم فعل بل والتفكير في العادات السيئة لأنه ببساطة لم يتوفر عندك فراغ لها فقد شغلك ما هو أعظم بكثير , وهذه ليست دعوة للعدول عن الزواج إلي غيره من علو الدرجات وإنما أمثال متعلقة بالبحث ليس إلا .
وتدبر هذه الكلمات يقول سيدنا على بن أبى طالب رضي الله عنه : قيمة كل أمريء ما يحسنه كما في مفردات ألفاظ القرآن .
لذلك أيها الأحباب لابد من هدف نسعى لتحقيقه لابد من شغل الفراغ بما ينفع في إتقان بعض الأعمال والقراءة المثمرة ومشاهدة البرامج النافعة وتعلم لغة جديدة للدعوة أو للعمل والتفوق في المجالات المختلفة المباحة من تعليم أو تنمية موهبة وغير ذلك , مع إشغال أكثر وقتك في عمل خير كالدعوة إلى الله، أو السعي على الأرملة والمسكين، أو في عمل مباح من الأعمال التي تكسب بها رزقًا حلالا , وغير ذلك من الأعمال والاهتمامات التي ينتفع بها الإنسان في الدنيا والآخرة , والتي تعطل عندك التفكير في مثل هذه المعصية بل اجتهد ألا يكون لك وقت فراغ لها , وإنما إذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب , وهذا هو حال الصالحين ،من يعبد الله بعلم اليقين حتى يأتيه عين اليقين .
وكتبه : عمر عرفات
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق