الفرق بين الرجولة الحقيقية و الرجولة المزيفة

الرجولة المزيفة وخطورتها

حين تولد الأم طفلها "الصبى" تقوم هى والأب بالتعامل معه على أنه رجل، ويبدأون بتربيته ونشأته على معلومات مغلوطة مثل؛ أن الرجل لا يبكى، ويفترض أن يكون قويا فى تحمل الألم!! وأن يكون شجاعا بما يكفى لو ذهب فى الظلام!! مما يترسخ فى داخله أن لديه قوة خارقة وليس إنسان. أدى ذلك إلى ظهور عدم الإتزان النفسى، والخلل على تربية الذكور. وبحكم التكوين الوظيفى للرجل فى بنيان وقوة جسده وعضلاته وصوته الغليظ وخشونته، عكس الصفات الأنثوية تماما، يعكس ذلك على أن الأفضلية له بإستغلال إمكانياته فى الفرض والسيطرة، وسلب الحقوق. 

وتبدأ وتظهر هذه السلوكيات بين البنت وأخيها على أنه "أنا الأقوى، أنا الأحق" ومع هذه النشأة تمتد ثم بين الأزواج، بمعاملة الزوجة على هذا النحو. بالسيطرة والفرض والإجبار والتحكم، وتبقى هى متقبلة على أنه هو الرجل وهو الأقوى وله الحق فى ذلك حتى وإن وصل الأمر للضرب. 

توارثت الأجيال هذا النموذج التربوى فى تربية الذكور على أن هذه السلوكيات من طبيعة الرجل. ويأتى جيل بعد جيل بعد جيل..بعد جيل وتظن الرجال المزيفين أن بهيئتهم الشكلية لهم الأولوية فى كل شئ. فتجدهم فى الغالب والموروث معتقدين أن على النساء أن يخدموهم ويقدموا لهم الراحة الأبدية !! وتجده عندما يتقدم لخطبة إمرأة ليس للمشاركة الأسرية وتحمل المسؤولية معا..إنما غالبيتهم يريدون واحدة توضع فى البيت، ومن تستطيع أن تلبى إحتياجاتهم وإشباع رغباتهم. وهم منطلقين مستمتعين بمختلف أشكال الترفيه فى الحياة، وبعدم تحملهم مشاركة زوجاتهم الصعوبات. مثلا؛ ينزعج من ضجيج الأطفال فى المنزل، فيذهب هو إلى خارج البيت ليريح رأسه مع الاصدقاء، أو القهوة، أو فى خروجة ما. ويتركها هى تتحمل وتواجهة المتاعب وحدها. 

على أساس أنه رجل ويستطيع أن ينفس عن ضيقه!! يحق له أن يضربها، أو يغضب ويصيح وعليها السمع والطاعة وإلا ستكون زوجة مقصرة. وكثير منهم يعتقد أن الزوج له الحق أن يضرب زوجتة..لماذا؟؟!! قد تعاقدت على شراء عبيد؟!! ام عقد زواج ومشاركة الحياة سويا؟!!

وقس على ذلك أمثلة كثيرة..يدخنون بزعم أنهم رجال، بينما هى يعد عيبا رغم أن الصحة تشمل الجميع. أمور كثيرة تبنتها الرجولة المزيفة وما هى إلا صفات ذكورية بعيدة كل البعد عن صفات الرجال الحقيقيون، وبعيدة عن قول الله تعالى "ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف" وقول الرسول الكريم "رفقا بالقوارير" والغريب أن من يتوهمون أنهم رجال يطالبون بحقوقهم المشروعة..اى على الزوجة أن تعطى حقوق زوجها!! وهذا حقهم بالطبع؛ ولكن أين هى حقوقها منك كزوج؟؟ فهى إنسانة قبل اى شئ، ويحق لها الإحترام كما يحق لك أنت.

مواصفات الرجال الحقيقيون

ونأتى للرجولة الحقيقية تجدها فى الإحترام، المشاركة، والقوامة. ويخبرنا الله تعالى "الرجال قوامون على النساء" لماذا؟؟ لأن من طبيعة تكوين الرجل لديه القوة الجسدية والطاقية ليقوم بحماية النساء من اى مخاطر، أو من اى شئ تصعب عليها المرأة مواجهته بحكم بنيانها الجسدى الضعيف. فكلمة قوامون تعنى..اى هم الرجال القائمين على خدمة وراحة النساء، وتجد الرجل بطبيعته الطاقية لديه قوة جذب مال أعلى من المرأة، لأنه هو الذى عليه الإنفاق. فأمد الله الرجال بهذه الخاصية ورفعهم درجة على النساء حيث قال عز وجل "وللرجال عليهن درجة" ليكون الأمر متوازن وكلا منهم يعرف دوره ووظيفته فى هذه الحياة.

الرجل الحقيقى فى إحترامه للمرأة، وبالأصح بإحترامه لنفسه أولا. ويرى فى قوته أن يخشى اى ضرر قد يوقع منه على هذا المخلوق الأنثوى الضعيف، فتجده يتعامل مع الأنثى بشكل عام بأسلوب راقي ومهذب حتى وإن كانت طفلة. فعظمة مقام الرجل تكمن فى إحترامه للمرأة. وتجد لديه من السلوكيات التى تدل على نشأته على الفطرة السوية، ليس فقط فى تعامله مع المرأة، بل فى تحمله للمسئولية أيضا. وحين يرغب بالزواج يأخذ على عاتقه الجدية، وما يتوجب عليه فعله من حقوق وواجبات.

تجده فى مشاركته مع المرأة للأمور المنزلية، ومساعدتها فى تربية الأولاد، ولا يرى فى ذلك تنازل عن هويته كما يظن الرجل المزيف، بل متزن يعرف ما له وما عليه، وذكى ليجعل حياته هادئة ومستقرة بعيدة عن أجواء التحكم والسيطرة. وأيضا يعرف مواطن قوته بالتالى يعرف مواطن إحتياجات المرأة. تبدو فى سلوكياته بالإهتمام، وأن يصلها شعور الطمأنينة بحنيته، وحنان الرجل حين يشع وكأنها إستحوذت على العالم كله. فالرجل الحقيقى يكفيه منه الأمان، وكذلك صبور، ويخشى أن يرفع صوته أمامها تحسبا أنه يتعامل مع مخلوق رقيق. 

خاتمة..

وكما ذكرت أن الرجل الحقيقى لإحترامه لنفسه أولا، وعظمة مقامه تكمن فى إحترامه للمرأة ثانيا، فشكرا لك عزيزي الرجل لوجودك بكل توازن وتناغم مع هذه الحياة. ونصيحتي لكل مربى.. علموا أولادكم كيف يكونوا رجال.

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر

أنا منى..باحثة عميقة فى علم النفس وعلم الطاقة الحيوية، أهتم كثيرا بمجال التنمية البشرية وتطوير الذات ونقل مما علمنى ربى لنشر الوعى والنور بين الناس.

مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك