بينما تتربص جراثيم فاءقة الخطر بالمستشفيات وتعود امراض قاتلة للظهور مثل السل ؛فان العالم في امس الحاجة الى مضادات حيوية اقوى.
لكن الموارد المخصصة للتوصل الى علاجات جديدة بدات تنضب .وتتعلل شركات الادوية بهبوط العاءد المالي وتركز الان على الامراض المزمنة مثل ارتفاع الكولستيرول في الدم ؛ اذ ان المصابين بهذه الامراض يستمرون في تناول الادوية عدة سنوات مما يحقق ارباحا اكبر من المضادات الحيوية التي تشفي امراضا في اسبوعين او ثلاثة اسابيع. ويسبب تقلص الترسانة الدواءية قلقا متزايدا لدى المسؤولين الصحيين ؛ويثير نقاشا حادا بين المشرعين و شركات الادوية في سبل زيادة الاستثمارات في هذا المجال .
وقال ريتشارد لانج خبير الادوية بمنظمة الصحة العالمية في جنيف "ان النقص النسبي في ابحاث الادوية المضادة للميكروبات يبعث على القلق وهو يرجع جزءيا الى العاءد المالي الناتج عن استخدامها "واضاف "من الواضح ان هناك مخاطرة محتملة بسبب تزايد مقاومة الجراثيم للادوية بحيث لن تجد مضادات ميكروبية فعالة في المستقبل" وقالت احدى جمعيات الامراض المعدية ان المستقبل ينذر بعاصفة تلوح في مجال الامراض المعدية .
ان الشركات لا تبتكر اي دواء الا اذا تاكدت من امكان تحقيق مبيعات مرتفعة تحددها ولذالك تتخلى عن المضادات الحيوية .وبينما تحقق عدة شركات للادوية نموا في المبيعات تتجاوز نسبته عشرة في الماءة ؛فان سوق المضادات الحيوية ضعيفة ويمكن ان تتقلص ببدء بيع منتجات رخيصة لا تحمل العلامة التجارية.
وفي الوقت الراهن تغيرت كل الموازين واصبحت كل شركات الادوية تتسابق فيما بينها بعد ظهور كوفيد 19 الذي اجتاح العالم ونشر الرعب في كل بقاع العالم حتى اصبحت شركات عدة تسارع لايجاد لقاح فعال يستطيع ايقاف هذا الوباء الشبح الذي قلب موازين العالم .
لقد توصلت عدة شركات للادوية ومختبرات راءدة الى انواع من اللقاحات ضد هذا الوباء الا ان الامر ليس بهذه السهولة ؛فقد ظهرت وما تزال تظهر عدة متحورات اخرى لهذا الوباء .
والنتيجة تهافت الدول على اللقاحات وهذا ما تريده شركات الادوية للعمل اكثر والربح المتزايد .والسؤال المطروح هنا هو اين الانسان في هذا كله؟
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق