بعد كل هذه السنين لاتزال المرأة مقهورة
تعتبر المرأة من العوامل المؤثرة في بناء وتطور المجتمع، ولم تتأخر المرأة عن سعيها في المنزل والعمل، ولاتزال في خطى التطور الذي تشهده مختلف نواحي الحياة في الوقت الراهن، وبذلت في تحقيق ذلك الكثير من الجهد النفسي والجسمي، بل وأسرفت في كثير من الأحيان بالعطاء من جهدها ووقتها وروحها وعواطفها ولم تدخر شيئًا لنفسها.
الحديث عن المرأة وحقوقها لا ينتهي سواء أكان هذا الحديث غرضه حصول المرأة على حقوقها، أم غرضه سيئا وهو إبعاد المرأة عن دورها الريادي في بناء المجتمع، وجعلها شخص متخليا عن طبيعته الفسيولوجية والنفسية، التي تساعدها على القيام بمهامها مجرد آلة.
يعتقد الكثير بأن الإسلام ظلم المرأة؛ قد أخطئوا كثيرًا، فإن الإسلام هو الذي أنصف المرأة، ورفع مكانتها.كانت المرأة مظلومة في الجاهلية بين العرب، والإسلام هو الذي رفعها، وعظم شأنها، وأعطاها حقوقها، فجعلها أمًا كريمة، وزوجة كريمة، وبنتًا مرحومة معطوفًا عليها، ينفق عليها، ويحسن إليها، حتى تستقل بنفسها، الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق ونذكر منها :
المساواة في الخلق :
قال تعالى:" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا"( الأعراف:189).
قال تعالى"وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى "{آل عمران:36}
المساواة في تطبيق أركان الإسلام
" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "(التوبة:71).
وأعطى الإسلام للمرأة الكثير من الحقوق مثل
الحق في التعليم:
جعل الإسلام طلب العلم فريضة علي المسلم والمسلمة ،والسيدة نفيسة تتلمذ على يديها لإمام الشافعي.
الحق في الميراث :
كانت المرأة قبل الإسلام لا ترث ، فجاء الإسلام ليقرر حق المرأة في الميراث:" لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا"(النساء :7)
المساواة في الحياة السياسة:
ويذكر في السيرة أن المسلمين تجاوزوا أخطر أزمة في بداية تاريخ الإسلام يوم صلح الحديبية بحكمة امرأة ومشورتها وهي أم المؤمنين أم سلمة – رضي الله عنه
بعد كل هذا من تكريم للمرأة نجد الدراما المصرية تعرض دائمًا صورة للمرأة عبارة قهر و ذل أعرف أن هناك حالات كثيرة لظلم المرأة والدراما تعكس صورة المجتمع والعمل الدرامي ماهو إلا حكاية حقيقة أضيفت له بعض التحسينات حتى لا يتحول العمل الدرامي إلى جلسة حزينة سوف نذكر حالتين من واقع الدراما
أولًا فاتن أمل حربي كانت متزوجة من سيف الدندراوي كل نقاش بينهما تصاحبه لكمة من سيف لزوجته خبطة ، ضربة ويخرج الزوج من المنزل غاضبًا بل ينصحه الأصدقاء وأمه بالزواج من أخرى لان له حقوق نعم له حقوق وواجبات لكن حق الزوجة أين ذهب؟ وأصبحت مطلقة ولكي تحصل على حقوقها ذهبت إلى القضاء رفعت 14 قضية على طليقها لتحصل على حياة كريمة ولكن للأسف حياة كريمة والمرأة لا يجتمعان
ثانيًا روح في مسلسل بطلوع الروح اتخذ الزوج اكرم من ابنه سيف وسيلة للضغط على زوجته لان ببساطة الزوج لم تعجبه تصرفات زوجته فيقرر ان حياته كلها كفر وضلال ويخبرها أيضا انه سيذهب بها إلى الجنة هل نسى هذا الزوج قول الحق قال تعالى ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾.الكهف (29). كان على الزوج اتخاذ اجراءات كثيرة لكي تهتدي زوجته وتطبق أركان الإسلام ويكون ذلك عن حب أين المودة والرحمة الموجودة بينهما من ذلك الإجبار ، الزوج اتخذ من نفسه قاضيًا وأصدر حكمًا واجب النفاذ غير مسموح بالطعن عليها لم يتعلم كيف كانت الدعوة الإسلامية في بدايتها؟ أنها كانت سرًا. إذا كان الزوج غير قادر على إقناع زوجته فهناك حلًا آخر وهو التسريح بالمعروف.
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهنَّ خُلقن من ضلعٍ، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركتَه لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنِّساء خيرًا".
الحديث يلفت الإنتباه إلى ضرورة مراعاة مشاعر المرأة ، وضرب مثالًا بالضلع الذي هو معوج ليحمي الصدر والقلب، فالضلع الأعوج ينكسر إن حاولت تقويمه أو معاملته بالقوة، وهكذا المرأة، فلا بد أن تعاملها بلطف في كل حال. والإعوجاج هنا صفة مدح للمرأة لأن هذا العوج في حقيقته هو استقامة المرأة لمهمَّتها في الحياة.
تعتبر المرأة العمود الفقري للمجتمع فقد أثبت أنها قادرة على تحقيق النجاح في مجالات الحياة ولا ننكر دورها في تربية النشء والإسلام كرمها ،ولابد من فتح حوار بين الأزواج بطريقة هادئة طريقة تساعد على حل المشكلات حتى تسير سفينة الحياة بسلام.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق