هي مدينة كانت طي النسيان لسنوات طويلة اغلب الناس حول العالم لم يسمعوا باسمها من قبل ولم تعرف الا في الآونة الاخيرة،بعدما اصبحت عاصمة لأكبر وأخطر تنظيم متطرف عرفه العالم
الا وهي مدينة الرقة السورية التي كانت احدى ثلاث مدن تقع في الجهة الشرقية من البلاد وكان يطلق عليها المناطق النائية وكانت تعتبر من المناطق الغير متطورة والبعيدة عن الحضارة والتعليم
حتى في الجامعات الحكومية يكون لابناء هذه المحافظة مفاضلة خاصة لدخول الجامعات يطلق عليها مفاضلة المناطق النائية
حتى الموظفين لدى المؤسسات الحكومية يحصلون على بعض الحوافز كونهم يعملون في تلك المناطق النائية
موقعها:تقع الرقة على ضفة نهر الفرات الشرقية شمال سوريا وتجاورها مدينة حلب من جهة الغرب ومدينة دير الزور من جهة الشرق بالإضافة الى اتصالها بالبادية من الجنوب ويمر منها طريق يصل بين مدينتي حلب ودير الزور وحدودها الإدارية تصل الى الحدود التركية ففي مدينة تل ابيض التي تتبع ادارياً للرقة يوجد معبر تل ابيض الحدودي بين تركيا وسوريا
مقومات الحياة:يعمل اكثر من ثلثي السكان في مجال الزراعة كونها تقع على نهر الفرات مما يجعل المياه متوفرة لسقاية المزروعات اكثر من غيرها من محافظات البلاد وخاصة بعد بناء سد الفرات اكبر سدود سوريا الرقة تعتبر السلة الغذائية للبلاد لوجود اغلب مشاريع الري فيها واستصلاح مساحات واسعة مم الاراضي بعد بناء السد
ويعمل قسم من السكان في رعي الاغنام وتربية المواشي وفيها القليل من حقول النفط الصغيرة
ويوجد في المدينة فرع لجامعة حكومية تسمى(جامعة الفرات)نسبة لنهر الفرات بالإضافة لجامعة الاتحاد الخاصة
ومن اشهر الشوارع في المدينة شارع تل ابيض الذي يعتبر الشارع الرئيسي
بالإضافة لوجود متحف قديم اسمه(متحف الرقة)
ومن معالمها الاثرية:قصر البنات وسور الرقة وباب بغداد وآثار الرصافة وقلعة جعبر
ومن معالمها جسر الرقة القديم(جسر المنصور )
وتتميز هذه المحافظة بفلكلور غنائي شعبي باللهجة الفراتية(الشاوية)
وتستضيف المحافظة عددا كبيرا من ابناء المحافظات الأخرى من التجار وأصحاب رؤوس الأموال
وتطلق على هذه المدينة بعض الالقاب كدرة الفرات ومدينة هارون الرشيد
الرقة في الأحداث السورية:بعد اندلاع الاحداث السورية بقيت هذه المدينة بمعزل عن الاحداث لعدة أشهر ولكن سرعان ما تغير الوضع وسيطرت فصائل المعارضة المسلحة على المدينة ولكن هذه السيطرة لم تدوم طويلاً وفي عام 2014 سيطر تنظيم داعش المتطرف على كامل المدينة وبدأ اسم المدينة يظهر امام وسائل الاعلام وبدأت من هنا شهرتها التي وصلت للعالمية والتي لم يبق احد لم يسمع بعاصمة داعش بعد ان كانت من المدن الغير معروفة
ومن حينها بدأ التنظيم المتطرف يعمل على جعلها عاصمة له من خلال حشد مقاتليه الى المدينة وساعد التنظيم في ذلك المعبر الحدودي مع تركيا لأن تركيا كان لها الدور الأكبر في إدخال عناصر التنظيم الى الاراضي السورية
ممارسات التنظيم في المدينة: بدأ التنظيم بنشر فكرة في المدينة من خلال خطب الجمعة ووسائل إعلامه
والدورات الشرعية التي يطلقها عبر مكاتبه الدعويه
ومن خلال بناء معسكرات لاطفال عناصر التنظيم الذي اطلق عليهم اسم(اشبال الخلافة)
وقام التنظيم بفرض الزكاة على التجار ورؤوس الأموال والمزارعين بالإضافة الى إجبار الرجال على تربية ذقونهم وتقصير لباسهم وكان كل شخص يقوم بحلاقة الذقن يقوم عناصر التنظيم المتمثلين بجهاز الحسبة لديهم بجلده امام الناس في الساحات العامة وفرض على النساء ارتداء اللباس الشرعي
وقام التنظيم بتطبيق بعض الحدود كقطع يد السارق وجلد الزاني وشارب الخمر
بالإضافة إلى منع بيع التبغ والادخنة في المتاجر ومن أفظع الممارسات واكثرها تدميراً لجيل تلك الفترة هي إغلاق المدارس والجامعات مما ادى دمار مستقبل الكثير من الشباب
وعلاوة على ذلك قام التنظيم بمنع السفر الى خارج مناطق سيطرته بحجة ان كل منطقة خارج سيطرته هي ديار كفر وعلى كل قاطنيها الهجرة الى ديار الإسلام
بالإضافة لقطع الاتصالات ومنع تشغيل التلفاز وحصر الاتصالات ضمن صالات انترنت محددة ويقومون بتسجيل اسم كل شخص يدخل هذه الصالات
وكان التنظيم يقوم بجلب النساء كسبايا حرب من المناطق التي يقاتل بها التنطيم بالإضافة الى جلب اموال وآليات يقومون ببيعها كغنائم على حد وصفهم
وفي 2016اعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي عن إطلاق حملة تحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش استغرق تحرير الرقة حوالي عام وبعدما احكمت القوات المدعومة من التحالف الدولي سيطرتها على المدينة وانهاء سيطرة التنظيم عليها ظلت المدينة تعاني من اثار الدمار الذي طالها بسبب المعارك الدائرة بالإضافة الى خطر الألغام التي زرعها التنظيم
سيطرة قسد: بعد تحرير المدينة تشكل مايعرف باسم مجلس الرقة المدني الذي يحوي الى عدة لجان خدمية خاصة كلجنة التربية ولجنة الداخلية
ويضم هذا المجلس شخصيات معروفة من ابناء المدينة يقومون بتسيير الامور الخدمية كحكومة امر واقع ثم قامت بعض المنظمات بمساعدة السكان في ترميم المباني وتقديم مساعدات غذائية وغيرها
ولكن بعد كل هذا الدمار بدأت المدينة باستعادة بعض مظاهر الحياة فالآن تشهد حركية عمرانية جيدة نوعاُ ما وقامت لجنة التربية والتعليم التابعة لمجلس الرقة المدني بترميم وفتح المدارس
بالاضافة الى اعادة تشغيل الاتصالات في المدينة عن طريق لجنة الطاقة والاتصالات
وفضلا عن اعادة تشغيل الكهرباء ومشاريع الري وتعبيد الطرق
فحال المدينة اليوم مقصد لاغلب سكان المحافظات الاخرى لوجود المشتقات النفطية والعمل فالوضع الاقتصادي فيها افضل من غيرها من محافظات البلاد الاخرى
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق