تناول الطعام وعلاقته بممارسة العادة السرية
قال الله تعالى: [وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ] {الأعراف:31}، وقال النبي صلَّى الله عليه وسلم:" ما ملأَ ءادميّ وِعَاءً شَرّاً مِن بَطنِهِ بحَسْبِ بنِ آدمَ لُقَيمات يُقِمنَ صُلبَهُ فإن كانَ لا محَالةَ فثُلُثٌ لطَعامهِ وثلُثٌ لشَرابهِ وثُلُثٌ لنَفَسِهِ" رواه الترمذي وغيره وقال حديث حسن .
وقول منبع العلم صلي الله عليه وسلم: بحَسْبِ بنِ آدَمَ لُقَيمات أي يكفِيه لقَيمات وهي ما دونَ الأحَد عشَر. يُقِمنَ صُلبَه أي تحفَظ لهُ قُوَةَ جسَدِه.
ففى هذا الحديث يذم رسول الله الإكثار من الأكل بدون حاجة ماسة إليه , والإسراف فيه إلى حد الشبع والامتلاء ولا شك لما فيه من شر ومفاسد دينيه وبدنيه .
حيث أنه (ما ملا بن آدم وعاءً شراً من بطنه( والشر هنا متمثل في أمور عدة ، فقسوة القلب وجلب الكسل بل ثقل الجسد وقلة نشاطه , وعدم القدرة علي التركيز وتغير العقل , وهذه الشرور تعين علي المعصية وتحببها إلي القلب وتثبط العبد عن الطاعة وتثقلها علي القلب ملك الجوارح وسيدها , وهذا كله ناتج من امتلاء المعدة بالطعام الكثير بدون حاجة ماسة للجسد تذكر .
فلا شك ولا ريب في أن الإسراف في الطعام والشراب أمر سيء ويسبب الأمراض ويشوش أنظمة عمل الجسم العقلية والجسدية .
يقول طبيبُ العرب الحارث بنُ كَلِّدَة : المعدةُ بيتُ الدّاء والحِميَةُ رأسُ كلّ دواء.
وقال أحد الحكماء : لا تَأكُلوا كثيراً فتَشرَبُوا كثِيراً فتَنامُوا كثيراً فتَخسَروا كثيراً.
والإمام الشافعي رحمه الله يقول في الشِبع:" الشِبَع يُثقِل البدَن ويُزِيل الفِطنَة ويجلِبُ النّوم ويُضعِفُ صاحبَه عن العِبادَة" . اهـ
وللجوع وتقليل الطعام فوائد عظيمة منها كما جاء في سبل السلام {الإمام الصنعانى} في النهي عن كثرة الأكل وذم الشبع (2/652) :
ومن فوائده كسر شهوة المعاصي كلها والاستيلاء على النفس الأمارة بالسوء فإن منشأ المعاصي كلها الشهوات , والقوى والشهوات لا محالة الأطعمة فتقليلها يضعف كل شهوة وقوة, وإنما السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه والشقاوة كلها في أن تملكه نفسه , وأول ما يندفع بالجوع شهوة الفرج وشهوة الكلام فإن الجائع لا تتحرك عليه شهوة فضول الكلام فيتخلص من آفات اللسان ولا تتحرك عليه شهوة الفرج فيتخلص من الوقوع في الحرام ومن فوائده قلة النوم فإن من أكل كثيراً شرب كثيرا ونام طويلاً وفي كثرة النوم خسران الدارين وفوات كل منفعة دينية ودنيوية .
فلا ينبغي للعبد أن يعود نفسه ذلك فإنها تميل إلى الشره ويصعب تداركها وليرضها من أول الأمر على السداد فإن ذلك أهون له من أن يجرؤها على الفساد . انتهي
فعلينا بتقليل الطعام لكن بدون ألحاق ضرر بالبدن , أخواتي لا ينبغي التقليل من الطعام والشراب إلى حد الضرر والمشقة وإنما بقدر الكفاية بدون إسراف من غير إلحاق ضرر بالبدن هذا هو المراد والموفق من وفقه الله .
وكتبه : عمر عرفات
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق