ثقافة التدّخُل في حياة الآخرين شئ مُسلّم به في مُجتمعنا

قال رسول الله صل الله عليه وسلم"من حُسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه".

وأيضاً هُناك مقوله شهيره عن التدخل بحياة الآخرين وهي من تدّخل فيما لا يعنيه،سمِع ما لا يرضيه،فلماذا نحنُ كذلك رغم أننا دولة إسلاميه؟

فالإسلام ليس مُجرد ديانه نضعها في خانة البطاقه أو نكون تحت لؤاها ونحنُ لا نُطبق أخلاقيتها،والحقيقه لا أعلم من أين أتت هذه الثقافه،فعندنا بالمجتمع المصري وخاصة أهل الريف يعتقد الجميع أن من حقه أن يعرف كُلَّ شئ يخُص جاره أو قريباً له ويعتبره أمراً مُسلّماً به .

فزوجة الأخ وخاصة إن كان أخاً وحيداً تعتقد أن من حقها أن تعرف كُلّ شئ خاص بأخواته البنات وأبيه وأمُه وعائلته وأيضاً في كثيراً من الآحيان تكون الأخت كذلك أو الأخ،ولا بُدّ أن يعرف الجار ما يدور  عند جاره بالريف والمناطق الشعبيه .

خاصة وإن لم يعرف يحزن ويغضب وكأن الباطل انقلب وأصبح المُخطئ من حقه الغضب،لا أعلم هل هذا عشم في الآخرين ولا إعطاء أنفُسهم حقوق ليست بحقوق،فالبيوت آسرار ولا بُدّ أن يتم الحفاظ علي هذه الآسرار ولا تخرُج خارج باب المنزل،وليس من حق أي شخص حتي وإن كان قريب أن يتدخل في حياة الآخرين،وقد أوصانا رسول الله صل الله عليه وسلم أن من أخلاق المُسلِم الحسِنّه هو عدم التدخل في حياة غيره،فإذا طُبقّت أخلاق الدين الإسلامي الحقيقيه لن يخرج مننا إرهابياً أو مُلحداً أو مُتزمتاً أو فاسداً أو مريضاً نفسياً.

فالإسلام أخلاقه قيمه لا يعلمها إلا من تذّوقها،فكُلما تشربنّا بأخلاقه كلما زاد الوعي وعم السلام وادرك المُسلم وغير المُسلم أن الأخلاق هي قيمة الإنسان الحقيقه،فبدون أخلاق لا توجد إنسانيه ولا رحمه ولا تراحُم ولا حب وخير بين الناس،ويظل كلاً منّا يتدّخل في حياة غيره كأنه واجب بل كأنه فرض عليهم،وإن وُجد في مُجتمعنا إنسان يُريد الخصوصيه والاستقلال عن الآخرين ويعيش في هدوء وحياه خاصه به وبأُسرته أتّهمَ بأنه شخص مُعقدّاً لا يُحب الناس ولا يُريد التعامُل معهم،وهذا أكبر دليل علي أن هُناك إضطراب مشاعر ومفاهيم المجتمع في الخلط بين المُسلم الحقيقي والمريض بثقافته الخاطئه،وبين ما يجب فعله وما لا يجب فعله.

فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم"إنما جئتُ لأُتمم مكارم الأخلاق".

وآخيراً وليس آخراً أن التدّخُل في حياة الآخرين يفقدك الشغف بأحلامك،يجعلك تنسي كُلَّ شئ وتتفرغ لمُراقبة حياة الناس،يجعلك تنسي من أنت وتفني عُمرك وحياتك هباء وتكتشف في النهايه أن العُمر ضاع وفني علي حياة الآخرين وتكتشف أنك كُنت ميتاً ولم تعش يوماً،ولماذا وأنت تستطيع أن تمضي في طريقك ناجحاً،مُبدعاً،نافعاً لدينك ووطنك وأهلك.

أتمني أن تعيش ولا تموت قبل أن تموت.

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

عن الناشر

خريجه آداب قسم علم الاجتماع جامعة القاهره وآداب قسم الإعلام جامعة عين شمس_دبلومة صحة نفسيه وسيكودراما..

مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك