جدري القرود مرض يهدد البشرية ؟ أم اختبار آخر ؟

انتشر في االأونة الأخيرة العديد من الامراض والتي شكلت تحديا للبشرية ومنها وباء كورونا والذي انحسر في الآونة الأخيرة.

واليوم تجد البشرية نفسها في تحدي جديد ألا وهو جدري القرود أو مايعرف بجدري النسناس حيث سنطلع في هذا المقال

عن كيفية وموطن بداية هذا الوباء وطرق الإصابة به، وكذلك طرق الوقاية منه ومدى خطورته وكيفية علاجه.

بداية مرض جدري القرود

لقد بدأ المرض في وقت قريب جدا ولوحظت أول حالة في 6 من الشهر الماضي مايو ، حيث كانت هذه الحالة لمواطن من المملكة المتحدة

بريطانيا، وذلك إثر عودته من جولة سياحية في نيجيريا،حيث لوحظت عليه بعض الاعراض المتفقة مع أعراض جدري القرود.

وعلى غثرها عاد مسافرا لبريطانيا وبعد ذلك تم التحقق من وجود حالات إصابة بالمرض في مناطق مختلفة من إنكلترا وكذلك

خارجها.

ثم لتثبت إصابات بالفيروس في كل من البرتغال،السويد،إيطاليا،بلجيكا،الولايات المتحدة،هولندا وكذلك كندا وإسبانيا .

يعتبر مرض جدري النسناس أو القرود من الأمراض التي موطنها إفريقيا بشكل عام والنيجر بشكل خاص، حيث يعتبر هذا االمرض من الامراض

التي يتسبب بها فيروس ينتقل بشكل رئيسي من الحيوانات للبشر، ولعلّ الكل يعرف مرض الجدري العادي والذي كان منتشرا في الثمانينات

حيث لم يكن يشكل تلك الخطورة التي تذكر.

ولكن الآن ومع تكرار ظهوره بشكل أكبر خطورة واشدّ تأثير أصبح يشكل هاجسا لدى البشر بشكل عام كما كان كورونا .

ينتشر مرض جدري القرود بشكل أساسي في الوسط والغرب من إفريقيا،وذلك بالقرب من غابات إفريقيا الإستوائية حيث الغابات المطيرة

ولم يقتصر حمل ونقل الفيروس على القردة فقط،إنّما هناك مجموعة من الحيوانات التي تحمل وتنقل هذا الفيروس ومنها القوارض.

تتمثل طرق العدوى بفيروس جدري القرود بواحدة من الأشكال التالية:

المخالطة المباشرة للحيوانات المصابة ولمس الدم أو السوائل أو مناطق الإصابات الجلدية للحيوانات الحاملة للفيروس.
لمس الإفرازات المخاطية للحيوانات الحاملة للفيروس أو المصابة به.
ينتقل المرض أيضا عن طريق اكل لحوم او منتجات الحيوانات المصابة بجدري القرود وخاصة غير المطبوخة جيدا.
ينتقل المرض من المشيمة للجنين وكذلك أثناء المخالطة اللصيقة خلال الولادة ومابعدها.

من يسمع بمرض جدري القرود يعتقد أن الناقل الأساسي للمرض هو القرود ولكن في الحقيقة هناك العديد من الحيوانات التي تعتبر ناقلة

وحاملة للفيروس ومنها:

لعلّ هذا المرض وبسبب حداثة ظهوره لم يتم الكشف عن كل الأعراض التي يشعر بها الإنسان أثناء إصابته بالعدوى

ولكن من أكثر الأعراض المنتشرة سنذكر منها مايلي :

الحمى حيث يرافق الغصابة بجدري النسناس ارتفاع بدرجة حرارة المصاب
ألم في الراس وكذلك ألم عضلي عام وتعب جسدي أيضا.
ويليه انتفاخ في العقد اللمفاوية مما يؤثر على نشاط الجسم مما يشعر المصاب بالغرهاق والتعب .
ولعلّ العرض الأكثر شيوعا هو ظظهور طفح جلدي على شكل بثور دائرية محاطة بغلاف خارجي .

ولكن هذه الأعراض لا تظهر مباشرة إنما تحتاج لحوالي عشرة ايام من بعد التعرض للفيروس،ثم تستمر هذه الأعراض من أسبوعين لمدة قد تصل لخمسة اسابيع.

من اجل الحفاظ على صحتك وعدم الإصابة بهذا االمرض يجب عليك أن تتجنب المخاطة االجسدية للمصابين بفيروس جدري القرود،أو حتى الذين

ظهرت عليه أعراض مشابهة لاعراض هذا االمرض، وكذلك غن كنت ممن يعتنون بالمرضى يجب عليك ارتداء قفازات ومعدات حماية،كما يجب الاهتمام

دائما يغسل اليدين وتعقيمهما بعد التماس مع المصابين.

إلى الآن لم يصدر عم منظمة الصحة العالمية، اي علاج ناجع للحماية ممن جدري القرود وخاصة أنّ التطعيم الذي كان يأخذه

عامة الناس للحماية من الجدري العادي قد تم إيقافه وذلك بعد توقف الإصابات بالنسخة القديمة من الجدري آنذاك،وعليه فإنّ هذا اللقاح

غير متاح لعموم الناس الآن مع أنه من الممكن ان يثبت موجودية في الحماية من الإصابة بجدري القرود.

وتعمل االآن بعض االشركات االعالمية لصناعة الأدوية والعقارات على الحصول على الأذونات اللازمة للبدء بإنتاج لقاح

الجدري القديم وكذلك محاولة الحصول على التركيبة الخاصة بهذا اللقاح والذي من المتأمل أن يخفف من وطأة الإصابة بالعدوى.

وتعمل الشركات الأوربية على البدء بانتاج هذا اللقاح ولاسيما بعد انتشار الاصابات بعدد من الدول الأوربية.

وكل ذلك ضمن المحاولات الجادة للتخفيف من أثر الإصابة بفيروس جدري االقرود والوقوف في وجه هذا المرض

ومنعه من أن يكون آفة جديدة تهدد البشرية عامة.

فهل نرى انحسارا سريعا لهذا الفيروس أم يكن تحديا جديدا لقطاع الصحة العالمي ويعود ليؤثر على كلّ نواحي

الحياة الإقتصادية والصحية وغيره.