جريمة ختان الإناث
كما وجدنا عليه أبائنا
توارثت الأجيال على هذه العادة والتى أراها جريمة فى حق الأنثى وإغتصاب لبرائتها، ولا شك لها أثرها السلبى على مجرى حياة المرأة. تجبر فيها الأسر البنات الصغيرات على كشف المنطقة الخاصة بهن، وبدون مراعاة لخدش حيائهن أمام المتواجدين. وفى الغالب تتم هذه الجريمة بجمع مجموعة من الفتيات فى يوم واحد، بعضهن من بنات القرية، أو بنات العائلة. وقد تكون بشكل مفاجئ من قبل الأهل متوهمين أنهم على دراية بمصلحته.
فهذه العادة ما هى إلا من عادات وتقاليد أبائهم وأجدادهم معتقدين أن بقيامهم بقطع جزء من المنطقة الأنثوية لها العفة والطهارة ويقلل ذلك من رغبتها الجنسية للمحافظة على شرف الأنثى.
ويعنى ذلك أن بعد الختان بحسب ظنهم تكون البنت شريفة وعفيفة ومحصنة من أى فعل يخالف الاخلاق. فالأمر لا علاقة له بالشرف والأخلاق الحميدة..!! ما هو إلا وعى جمعى يطبقون ويقلدون هذه العادة بدون وعى، ولا مراعاة شعور هذه البنت البريئة على نفسيتها وعلى حياتها..اى فقط ما وجدنا عليه أبائنا.
الختان من الناحية النفسية
كنت طفلة ذات التسع سنوات، أعيش فى بيت عائلة مع أولاد عمى ومعظمنا من البنات، وكان الأهل يخبروننا بهذه الجريمة على أنها "طهارة" ولابد منها من ناحية الدين. لم أفهم شيئا وكنت خائفة إلى أن جاء هذا اليوم يوم الختان وتجمعت فيه كل بنات العائلة. ولم أجد وصفا لهذا اليوم إلا أنه إغتصاب جماعى.
أجبرونى بعنف شديد، وبلا مراعاة لشعورى، لم أستطع أن أدافع عن نفسى، ولم أنسى ذلك الصراخ الذى كادت أن تتوقف منه أنفاسى. أثر فى نفسيتى ذلك الموقف تأثيرا عميقا مبالغ فيه، مما دفعنى إلى أن أحرر فكرى وأرفض أن أسير على نمط هذا التفكير الظالم.وفقد أصبحت عنيدة، وبدأت نقطة إنطلاقى نحو التحرر، وأن لا أسمح لهذه العقلية وهذه الدرجة من الوعى أن تقودنى.
ولا شك تأثر الكثير من الضحيات بشكل سلبى من الختان، سواء الخوف من الجنس، أو فى علاقتها الحميمية بين الزوج ولا تتم بشكل سليم، أو حتى تأثر لم تبوح به، أو تتحول مشاعرها إلى كره وعناد مع الأهل. لأنه بكل الأحوال موقف له أثره العميق وخاصة أنه يتم فى عمر مخجل.
وكذلك تأثر المجتمعات التى تحلل الختان بطريقة غير مباشرة بدون إدراك منهم أو وعى فى إتباع هذا السير، وغير منتبهين لخطورة هذه العملية نفسيا وجسديا وتشوه هذه المنطقة الأنثوية، وخطورتها على الصحة من نزيف بعض الحالات. إلا أنهم يكررون سيناريو بدون وعى، فتنتشر هذه العادة بين الأجيال، فتزداد السلوكيات الغير متزنة بسبب غياب مفهوم الجنس فى المجتمع.
الختان من الناحية الدينية
فى الحقيقة لم أقرأ إذا كان هناك أحاديث تحث على هذه العادة أم لا..وفى الأصل أنا لا أؤمن بأقوال تتعارض مع كلام الله، وإذا كانت أحاديث تثبت وكلام الله ينفى فالاولى أن نتبع قول الله..أليس كذلك!! قد تكون أحاديث غير صحيحة ومنسوبة للرسول الكريم. فلم يخبرنا الله تعالى فى القرآن الكريم الذى هو المنهج الذى علينا إتباعه أن الختان للعفة !! ولكن قال سبحانه وتعالى عن العفة والتحصين {والذين هم لفروجهم حافظون} {والحافظون فروجهم والحافظات} فالطهارة تبدأ من الداخل، والعفة تبدأ من القلب.
وأن الإيمان بالله وإخلاص العبادة له وحده هو أقوى أنواع تحصين النفس من الوقوع فى اى خطيئة. فهذه جريمة يجب التوقف عنها، وغير الضرر النفسى والجسدى الذى لا يرضى به سماحة الإسلام لما فيه من ظلم.
خاتمة..
عزيزتي وحبيبتي الأنثى الغالية وصيتي لكى أن تحترمى جسدك وتقدسيه ولا تسمحى لأحد أن يمسه بأى ضرر، قوتك ليست فى جسدك الرقيق إنما قوتك فى إرادتك أن تحافظى عليه..كونى قوية دائما.
ووصيتى لكل أم بأن لا تكره فتياتها على هذه العادة السيئة، وإجعلوا العفة والطهارة تنبع من داخلهم من خلال تربيتكم، ليبقوا مطمئنين بجسد أمن.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق