حكاية جنيه إدريس

 

كتب: شريف محمود 

 

سنة 1926 صدرت في عهد الملك فؤاد الأول عملة، العملة دي كانت جنيه ورق، ودي كانت أول جنيه يصدر في العهد الملكي، عادي إيه المشكلة إن ملك يصدر جنيه ورق، ماكل الملوك في أي حتة في العالم بيعملوا كده، لا لا الجنيه ده مكانشي زي أي جنيه ليه بقى؟… تعالى لما أقولك.

طول عمر العملات معمولة عشان يتحط عليه صور ملوك وأمراء وباشوات، وحتى الملكات، لكن الجنيه إللي أصدره الملك فؤاد ده، ولا كان عليه صورة ملك ولا أمير ولا حتى ملكة، أومال مين على الجنيه ده؟

 

بداية الحكاية:

 

بدأت الحكاية في مينا بإيطاليا، المينا دي خرجت منها السفينة إللي كان عليها الأمير فؤاد، بس الأمير كان مسافر في الدرجة الترسو إللي هي أقل درجة موجودة على المركب، وده بسبب إنه كان مفلس، عشان الأمير ضيع فلوسه كلها على القمار والسهر في البارات لحد مابقى متداين على الآخر، فقرر إنه يفلت من الديانة إللي بيطالبوه بفلوسهم وحقوقهم، ويهرب على المركب إللي رايحة لمصر، ومأخدشي معاه غير الخدام بتاعه الأسمر الراجل الطيب عم إدريس الأقصري وإللي كان بيخدم الأمير فؤاد من عشرين سنة بحالهم.

دخل إدريس على الأمير فؤاد وهو في المركب وقاله إنه حلم بحلم جميل، إيه هو الحلم؟

 

شاف عم إدريس الأمير فؤاد إللي مكانشي يعتبر ولي عهد مصر، وده لإن إبن عمه الامير كمال الدين إللي هو إبن السلطان حسين كامل هو الوريث الشرعي لحكم مصر، شاف إدريس الامير فؤاد وهو ملك على مصرفي قصر عابدين وإن الكل بينحني قدامه، وكان الأمير فؤاد مهموم جدا بسبب ديونه وحالته المادية المتردية، فلما سمع حلم إدريس انبسسط وضحك وقال لإدريس، إن لو ده حصل حيحط صورة عم إدريس على الجنيه، طبعا الامير فؤاد كان بيستهزأ بحلم عم ادريس في الوقت ده.

 

مفاجأة غير متوقعة:

 

في نفس الوقت إللي الأمير فؤاد بيسخر فيه من حلم عم إدريس، بيتنازل الأمير كمال الدين عن عرش مصر، وده لإنه شايف إن العرش ده بيسيطر عليه المحتل الإنجليزي، وإنه مش عايز يحكم مصر في ظل الإحتلال ويحتقره الشعب، ونشرت جريدة المقطم خبر التنازل، في الوقت ده وصلت مركب الأمير فؤاد لمينا إسكندرية، وهما في المينا سمعوا بياع الجرايد وهو بيقول إقرا الخبر الامير كمال الدين إتنازل عن عرش مصر، وفضل الامير فؤاد بعيد عن كل الاحداث دي بسبب إن في غيره أولى منه في تولي حكم مصر.

 

إستدعاء مفاجئ:

 

إتفاجئ الأمير فؤاد بدعوة السير وينجت المندوب السامي البريطاني ليه وإللي يعتبر الحاكم الحقيقي لمصر في الوقت ده، ولبى فؤاد الدعوة إللي مكانشي عارف سببها، ولكنه لما راح للسير وينجت لقاه بيعرض عليه حكم مصر، وإنه ميقولشي لحد خالص الموضوع ده لحد مايموت السلطان حسين كامل، فمشي الأمير فؤاد من عند السير وينجت وراح على بيته، وهناك قابل عم إدريس الخدام بتاعه، فإبتسم الأمير فؤاد في وشه، قال الامير فؤاد لإدريس "قوم يا إدريس بك" إستغرب إدريس جدا، لإن مسؤلية إعطاء الألقاب زي البكوية والباشوية دي مبتبقاش غير في سلطة شخص واحد بس إللي هو حاكم مصر صاحب الجلالة الملك، فكرر فؤاد اللقب على عم إدريس، وقال الأمير فؤاد لعم إدريس متستغربشي يا إدريس بك حلمك إتحقق وأنا بقيت ملك مصر، وحتكون صورتك على أول جنيه بتصدره حكومتي، وفعلا ظهر أول جنيه في عهد الملك فؤاد في 1 يوليو سنة 1926 ، وهو عليه صورة عم إدريس، وإتسمى جنيه عم إدريس.

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك