حكم الاستمناء بيد الزوجة ؟

فظاهر قولة تعالي : {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) {المؤمنون:5-7( هو جاوز الاستمناء بيد الزوجة والعكس , فالاعتداء المذكور في الآية يشمل الاستمناء باليد وغيرها واستثنى ربنا الزوجة وملكة اليمين , فيحق للزوج أن يستمتع من زوجته بما شاء إذا اجتنب أمرين: الأول: وطؤها في الدبر. والثاني: إتيانها في فرجها وهي حائض أو نفساء .

لقوله تعالي {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة:222] وبعد النهي عن الجماع واعتزال المرأة الحائض في موضع الاعتزال المنهي عنه وهو مكان خروج الدم (فرج الزوجة ) لمفاسد بدنيه وشرعية لكلا الزوجين , أباح الله تعالي للرجل في فترة الحيض أن يستمتع بزوجته بكل الطرق ومختلف الهيئات مجتنباً وطؤها في الدبر أو إتيانها في فرجها وهي حائض أو نفساء وما عدا ذلك فهو جائز لحديث أنس رضي الله عنه قال : (أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّكَاحَ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

وقول ربنا تعالي (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) يدل علي جواز اختلاف الهيئة والكيفية والحالة التي يكون عليها الوطء ولكن بشرط أن يكون ذلك في موضع الحرث (القبل) فلا مانع من إتيانها من الخلف أو الأمام أو الجانب سواء كانت باركة أو مستلقية وغير ذلك من الطرق لقوله تعالي: كيف شئتم , ويدخل في ذلك الاستمناء بيد الزوجة , والمداعبة التي تكون قبيل عملية الجماع بمختلف الهيئات علي تفصيل مختلف فيه بين الفقهاء لا مجال لذكره هنا .

قالَ الإمَامُ الحجّاوي رحمَهُ اللهُ في كشّافِ القناع (5/188): وللزوج الاستمتاع بزوجته كل وقت، على أي صفة كانت إذا كان في القبل، وله الاستمناء بيدها. اهـ.

  قال الإمامُ مَرْعيُّ الكرْمي _رحمَهُ اللهُ _ كمَا في "غاية المنتهى مع شرحِهِ للإمام الرحيبَاني" (6/225) : { وله ان يستمنى بيد زوجته أو أمته المباحة لأنه كتقبيلها }

قالَ الإمَامُ الشافعيُّ _رَضيَ اللهُ عنْهُ _ كمَا في "الأم" (5/102) فَلَا يَحِلُّ الْعَمَلُ بِالذَّكَرِ إلَّا فِي الزَّوْجَةِ أَوْ فِي مِلْكِ الْيَمِينِ

قالَ الشيْخُ زكريّا الأنصَاري رحمَهُ اللهُ في "فتح الوهّاب"{وليس من المحرم الإستمناء بيد حليلته} .

قالَ الإمَامُ بنُ حَجَرٍ الهيْتَمِي رحمَهُ اللهُ كمَا في "تُحفَةِ المُحتَاج" (3/410) :{الاستمناء : هو استخراج المني بغير جمَاع ، حرَامَاً كانَ كإخرَاجِهِ بيَدِهِ ، أو مُبَاحَاً كإخرَاجِهِ بيَدِ حليْلَتِهِ} .

قالَ الإمَامُ شرفُ الدين المُقري رحمَهُ اللهُ كمَا في "روض الطالب مَعَ شرْحِهِ أسنَى المَطالب" (3/187) : { وَلَهُ الِاسْتِمْنَاءُ بِيَدِ زَوْجَتِهِ وَجَارِيَتِهِ كَمَا يَسْتَمْتِعُ بِسَائِرِ بَدَنِهِمَا }

وإذا قال ذو الحيل وقليل الفهم : إذا كان الاستمناء بيد الزوجة جائز , فهل الاستمناء الذاتي مع وجود الزوجة جائز !؟

قلنا : سبحان الله , وهل الحكمة من تحريم الاستمناء الذاتي كونك منفردا أو بحوزة زوجتك ! فإذا استمني الزوج بيده فحرام , سواء منفرداً أو مع وجود الزوجة , والمتزوجة تأخذ نفس الحكم بلا أدني شك !

وكتبه :  عمر عرفات