( خطورة إدمان العادة السيئة )
بين التفريط والإسراف , والاعتدال والاقتصار , في ممارسة الاستمناء :
كثيرٌ ممن أباح الاستمناء يشكك في أضرار الاستمناء وبعضهم لا يستطيع إنكاراها جميعا كما أنَّ أغلبهم لا يؤمن بحدوث أضرارٍ إلا في حالة الإفراط والإسراف الشديد ( ممارستها مرة يومياً أو ثلاث مرات أسبوعياً ) نافين أي ضرر في حالة الممارسة المعتدلة .
وأنا أريد طرح سؤال بكل صراحة وصولاً للحق والصواب في هذا ليس إلا , مسلماً بصحة قولهم الصحيح , لكن دعني أقول هل يوجد هناك ممارس لمثل هذه الممارسة يستطيع الاعتدال أو هجرها بمجرد قوله : أريد تركها !!!؟
فأنا لا أعلم نوعاً من الإدمان يطلب صاحبه منه المزيد مع انعدام رغبة أحيانا مثل الاستمناء الذاتي والعياذ بالله نسال الله السلامة والعافية , فإن هذه الممارسة تزيد من شدة الشهوة بدلاً من إخمادها ومن ثم يحدث هياج شديد لدى مرتكبيها وإن لم يصل لحد الإسراف بعد , وإن حافظ علي الاعتدال في ارتكابها لفترة ما {وفق زعم حدٍ للإسراف }.
حيث أن الناظر في طبيعة العادة السيئة يعلم بأنها ليست علاقة جنسيه كاملة (غير طبيعيه ) فلا تؤدى إلى الإشباع الحقيقي مما يجعل فاعلها يطلب المزيد منها لكي يصل إلى الإشباع ولن يصل , مما يدفع صاحب العادة السيئة إلى إدمانها لا إلى اكتمال رغبته في الإشباع الجنسي , كما أن سهولة العادة السرية مقارنة بالجماع (لأنها لا تتطلب الطرف الآخر) يشجع على الاستمرار عليها لدرجة الإدمان , إذا نريد أن نقول أن كل ممارسٍ لهذه الفعلة الضارة هو بحق معرضٌ لإدمانها في أسرع وقت وإن زعم البعض العكس , فكل مرتكب للاستمناء الذاتي هو مدمن لها حقا .
حيث إن من أضرارها مزاولتها بعد الزواج وهذا ما يؤكد عظيم سلطانها وتمردها علي ممارسي الاستمناء الذاتي :
كما جاء في كتاب المشكلة الشبابية ص9, فهو كتاب نافع في هذا الباب , يقول الدكتور الشافعي في دليل الصحة الجنسية والتناسلية ص57: ( إذا تكونت عادات غير صحية في الطفولة , فمن الصعب تكوين عادات صحية عوضا عنهاً بعد الزواج , فعادة الاستمناء باليد إذا استولت علي المجموع العصبي ,أصبح من الصعب استبدالها بغيرها )
ويقول الدكتور برادة في التربية الجنسية ص240: (الزواج لا يشفي من العادة السرية شفاءً تاماً ) وبهذا قال أيضا الدكتور شكري جرجس في الثقافة الجنسية ص97:( الزواج والزنا لا يفيدان في معالجة العادة السرية ) لأن ما يعتاد عليه المرء قبل البلوغ يصعب عليه التحول عنه بعد ذلك هكذا ذكر دكتور جبر ضومط في كتابه العادة ونتائجها ص26 .
وجاء أيضا في تربية الطفل ومبادىء علم النفس ص168: إذا سيطرت العادة علي الإنسان , فإنها تجمح به وتخضع إرادته إلي نفوذها , فلا يستطيع أن يعدلها أو يبدلها . انتهى .
فيحدث ظلم الرجل لزوجته وظلم المرأة لزوجها من خلال الإصابة بالضعف الجنسي في حق الرجل والبرود الجنسي في حق النساء نتيجة لعوامل نفسية ، وبسبب التعود الذهني والنفسي على نمط محدد للممارسة الجنسية، خاصة إذا كان هناك إفراط في الممارسة , مع وجود أسباب أخرى وليس الاستمناء بالسبب الوحيد ، وذلك لأن بعد فترات طويلة من الممارسة سيجد الشخص نفسه عاجزاً أثناء الجماع المباح وربما يحدث مشكله في حدوث الحمل عن طريق ضعف المني وقلته مع ندرة ذلك ولكنه واقع محتمل علي كل حال .
فكثير من الرجال يصاب بالضعف الجنسي بسبب هذه العادة ويظهر ذلك جلياً عند الزواج , بل إن الكثير ممن اعتادوا ذلك لم يفلحوا في الزواج، فوقع الطلاق , فمن الممكن أن تكون العادة السيئة سبباً كبيراً في ظلم أحد الأزواج للآخر حيث لا يستطيع أحدهما أو كلاهما أن يشبع الآخر جنسياً بسبب إدمان العادة السيئة والإفراط فيها وهو ملزوم بذلك أي بإشباع أحد الزوجين الآخر فيعد من أنواع الظلم بين الأزواج مما قد يهدد الحياة الزوجية بكل أسف .
فاعلم أن الإسراف في ممارستها يحد من استمتاع الشخص خلال العلاقة الحميمة مع زوجته، ويقلل كثيراً من الرغبة في الجماع المباح , حيث أن إدمان العادة السيئة المعرض له كل ممارس للاستمناء الذاتي , يقلل من مستويات هرمون التوستوستيرون لدى الرجال على المدى البعيد ، و التوستوستيرون هو هرمون موجود لدى الذكور يتم إفرازه من الخصيتين .
وقلة أو ضعف هذا الهرمون يقلل من رغبة الرجل في ممارسة العلاقة الزوجية الحميمة، ويؤثر على كفاءة الحيوانات المنوية , حيث أن قلة نسبة الهرمون بالدم تضعف الرغبة الجنسية ويقلل الإخصاب, ومع زيادة ممارسة العادة السيئة يتم ضرر الخصية أثناء محاولة الاستمناء الذاتي مما يقلل من إنتاج الهرمون فالتهاب الخصيتين يترتب عليه ضعف إنتاج هرمون التوستوستيرون , مما يتسبب في حدوث البرود وضعف الرغبة الجنسية مع الوقت , وخلل وضعف في حدوث الانتصاب وضعف إنتاج الحيوانات المنوية , فإن في العلاقة الزوجية الطبيعية يعمل الرجل على إسعاد وإشباع المرأة و تعمل المرأة على سعادة وإشباع الرجل , بينما في الاستمناء يعمل الرجل على إشباع ذاته فقط مما قد يجعله أقل قدرة على إسعاد أو إشباع زوجته بحكم العادة .
إذا يا أحباب ..الإسراف في ممارسة العادة السيئة يؤدى إلى الضعف الجنسي، حيث يصعب على كلا الجنسين إشباع حاجاتهم الجنسية، فلا يتمكن الذكر من الوصول بسهولة إلى عملية الإشباع أثناء الجماع لسرعة الإنزال والقذف ، وأيضاً تجد المرأة صعوبة كبيرة في الوصول إلى الرعشة والإشباع الجنسي.
وإذا أردنا أن نفسر ذلك علميا فإن ملخصه من التقارير الطبية :
أن العادة السيئة تجعل الشخص يمارس العملية الجنسية بصورة مختلفة عن الواقع، حيث كان يعتمد كل من الزوجين إلى عملية الإنزال غالباً بواسطة الاستثارة السريعة للأعضاء التناسلية، وهو خلاف ما يحدث أثناء العلاقة الحميمية وإن كان الأمر هكذا فإن العلاقة الحميمية تنتهي بمقدمات الجماع لا بالجماع الحقيقي بل من مجرد مداعبة الرجل زوجته , وهذا ناتج من الإصابة مما يعرف بتوحد العلاقة الجنسية , بمعني أن العلاقة الجنسية في ذهن الممارسة للاستمناء الذاتي تصبح عبارة عن علاقة فردية , فهو من يتحكم فيها بشكل فردي فمتى أراد الممارسة فعل وإذا لم يرغب أمتنع عنها , أعني هو المتحكم في موعد وتحديد وقت الإثارة الجنسية فتصبح العلاقة في ذهنه فردية .
وعندما يتزوج هذا الشخص فيتفاجأ بعدم التأقلم علي الحياة الزوجية والوضع الجديد , ووجود طرف أخر في المعادلة لابد أن يحترم , فقد تكون الزوجة في حاجه جنسية بينما الزوج لا يرغب في الجماع , فهنا لابد من احترام رغبه الزوجة , وقد يحدث العكس , وهذه مشكلة كبيرة لمدمني العادة السيئة , والعادة السيئة من طبيعتها متجددة , فالشاب يعتمد فيها علي الخيال الواسع والمتجدد أثناء مزاولته للاستمناء , فكل مرة يصنع لنفسه نموذجاً مختلفاً , بينما العلاقة الزوجية نموذج مختلف تماماً , وفي الغالب عند كثير من الناس موحد لا يتجدد ولا يتغير مثلما كان في الاستمناء , فيشعر الزوج بالملل والضيق وعدم الشعور بالمتع وأن الاستمتاع الأكبر يحدث في الاستمناء ! .
وتزداد المشكلة عندما لا يستطيع الزوج الوصول للذروة مع زوجته , نتيجة لفقد اللذة ودرجة الاستمتاع والمتعة , التي كانت متوفرة في الاستمناء الذاتي , وهذه من المشاكل الكبيرة ومن ثم الإصابة النفسية نتيجة الإفراط في ممارسة العادة السيئة والتوحد في العلاقة الجنسية, والزوجة مدمنة العادة السيئة أيضاً بالمثل لا تصل للذروة أو ما يعرف بالرعشة الجنسية وهزة الجماع .
وكتبه : عمر عرفات
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق