شبح الإفلاس يهاجم العالم
عندما أعلن نائب رئيس الحكومة اللبنانية "إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي"، ووضح إنه سيجري توزيع الخسائر على الدولة ومصرف لبنان والمودعين وأن الخسارة وقعت بسبب سياسات خاطئة لعقود.
وهذه التصريحات أعادتنا إلى شبح ذكريات صعبة تعرضت لها اليونان خلال العقد الماضي، والتي كلفتها إجراءات صعبة للعودة مرة أخرى إلى الاقتصاد العالمي.
وأيضا ما حصل مع الأزمة المالية في الولايات المتحدة عام2008 بسبب إعلان إفلاس مصرف ليمان براذرر، أدى إلى تراجع كبير في البورصات العالمية.
معنى الإفلاس
الحكومة مثل العائلة، لها نفقات ودخل ، وعندما تزيد النفقات على الدخل تحدث المشكلة، وتحاول الحكومة حلها بطرق عدة منها الاقتراض، لكن هذه الطرق قد لا تنجح، مما يؤدي إلى الكابوس المرعب الإفلاس.
يسبق الإعلان الكامل للإفلاس إجراءات كثيرة، قد تهدف بعضها إلى عدم الوصول إلى تسييل الشركة المفلسة وإغلاقها، بل مساعدتها للاستمرار وسداد ما استحق عليها من مبالغ بشكل كامل، لتعود للعمل في وقت لاحق، بحسب قانون كل بلد وإجراءاته.
لكن إذا كان وضع الشركة صعب ولا يسمح بإنقاذها، ولم تستطع الشركة تنفيذ التزاماتها بكل الأحوال، فعندها يتم اعلان الإفلاس.
بمجرد إعلان الإفلاس، تتوقف قدرة الشركة على التحكم بسنداتها المالية، وتصبح هذه المهمة من شأن مؤسسات قانونية في الدولة، أو مؤسسات موكلة بذلك من قِبل المؤسسات القانونية، ويتم احتساب هذه الأصول المالية وتقييمها، لاستخدامها في دفع الديون القائمة على الشركة، أو جزء منها. هناك جانب ليس سيئ من اعلان الإفلاس وهو أن الدولة ستتخلص جزئيا من ديونها ، ولكن آثار اعلان الإفلاس مدمرة وتحدث هزة اقتصادية ويطيح بقيمة العملة.
أسباب الإفلاس
ليس هناك حالات كثيرة في التاريخ لدول أعلنت إفلاسها ، وبالمجمل لا يُعلن الإفلاس إلا في حالات نادرة جداً.
وتعدد أسباب الاضطرار للإفلاس الغريب أنها لا تقتصر على الأسباب الاقتصادية فقط، بل قد يؤدي الانهيار السياسي الشديد إلى الإفلاس أيضاً، خصوصاً إذا ما ترافق ذلك مع إنفاق حكومي كبير، وإدارة سيئة للدين العام، كما قد يساعد الظرف الاقتصادي العالمي السيئ على الوصول إلى تلك المرحلة أيضاً.
في الوضع الطبيعي عندما تتقدم دولة بطلب للحصول على قرض ، يقوم الإقتصاديون بدراسة وضع البلد المتقدم للاقتراض، وعليه يحددون سعر فائدة مناسب للمخاطر التي يحتملها القرض، خطر أن تتخلف الدولة عن السداد مستقبلاً.
وعندما تبدأ حالة دولة ما بالتدهور اقتصادياً، وقبل الوصول إلى مرحلة إعلان الإفلاس، يبدأ المقرضون برفع أسعار فائدتهم، لأنهم يرغبون بالحصول على ربح أكبر مقابل مخاطرتهم الأكبر باحتمالية الوصول إلى الإفلاس.
إعلان الإفلاس يعني زيادة سوء الأوضاع الاقتصادية، مع تضاعف التوتر السياسي داخل البلاد، وإذا قرر البلد عدم سداد ديونه فهذا يعني مشاكل مع الخارج، بينما لو قرر سداد الديون فذلك يعني فرض إجراءات تقشفية، هي مجرد تعميق للإجراءات التي تم تطبيقها سابقاً في الغالب.
بعد الإفلاس، فإن المستثمرين لن يستطيعوا إقراض البلد مرة ثانية ، وعندما يوافق بعض المقرضين على تقديم الديون ضمن أسعار فائدة تعجيزية، ويكون ذلك ضمن شروط صعبة التطبيق، لضمان حقه في المستقبل.
من الدول المهددة بإعلان إفلاسها
سيرلانكا حيث أنها تعيش أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، فهي محملة بديون خارجية تبلغ 25 مليار دولار، منها ما يزيد على 7 مليارات دولار مستحقة هذا العام وحده، في وقت يتراجع احتياطياتها من النقد الأجنبي، وفق "أسوشيتد برس".
احتل متظاهرون مكتب الرئيس غوتابايا راجاباكسا، مطالبين إياه بالتنحي.نتيجة لتردي الأوضاع الإقتصادية التي وصلت إلى حد الاقتراض لشراء المواد الغذائية.
كشفت شركة إيفرغراند العقارية الصينية العملاقة أنها في مرمى الإفلاس بسبب تفاقم ديونها ،على الرغم من اتفقها مع أصحاب سندات بشأن سدادها ولكن ذاك لا يحل مشكلة الشركة بسبب دينها الكبير.
وبعد اتخاذ الاجراءات لتجاوز الأزمة لكن سيبقى لها آثار على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للفرد وذلك بسبب ستضع تحت بند تسديد القروض وفوائد القرض جزء كبير من مواردها مما يجعل هناك صعوبة في الإنفاق على التطوير.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق