شوارع غزة .. إرادة حية تتحدى الحصار والعدوان

شوارع غزة .. إرادة حية تتحدى الحصار والعدوان

ماذا تعرف عن شوارع غزة؟ ألا تعلم بأنها شوارع حسب الطلب؟ وكيف ذلك؟

ألا تعلم بأن غزة محاصر منذ سنين عدة، ماذا فعلت لها؟

ألا تعلم بأنها تساير الظروف والأوضاع؟ فهي في يوم سرادق عزاء، وفي يوم آخر زفة عريس! وهكذا تتقلب مع تقلب الأيام.

تصف هذه خاطرة شوارع غزة .. إرادة حية تتحدى الحصار والعدوان.

ما تمر به غزة من ضائقة متعددة الأشكال والألوان، نتيجة للحصار، والعدوان المتكرر كل فترة وأخرى، ولكن في ظل هذه الذائقة :

                 هل يركع الشعب الفلسطيني للمحتل؟

                 وكيف يواجه أطفاله، هذه المحنة؟

      وكيف تسهم الشوارع في مساندة الفلسطيني في أفراحه وأتراحه؟

شوارع حسب الطلب

يوم لا ينسى

خلوت بنفسي فتسلل إليّ طيف من ذكريات تؤرقني، ذكريات مضت، ولكن تلاحقني أينما كنت، ذكريات العدوان على غزة، فدارت عقارب الساعة، وأعادتني إلى الوراء، إلى هذه الأيام العصيبة.

انفجارات هنا وهناك، ولكن اعنفها في الحي المجاور.

الناس يهرعون إلى الشوارع لمعرفة ما حدث؛ لإنقاذ مصاب، أو انتشال شهيد.

خرجت كما الناس خرجوا، صوت صفارات سيارات الإسعاف تصم الأذان.

الكل يتساءل :

بيت من قصف؟ من جرح؟ من استشهد؟

اتجهت نحو جموع الناس التي التفت حول كومة من الدمار، فمنهم من يبحث عن ناج أو شهيد، ومنهم من يقف واجماً مندهشاً، ومنهم من يبكي من شدة هول الموقف!

تذكرت هذا البيت قبل أن يدمر، والآن كومة رماد.

شارع وملعب

عدت أدراجي إلى البيت أعد الخطا مجهداً، أحمل أعباء تلك المشاهد، ولكن البيت بعيد ، وشوارع المخيم وأزقته تفصلني عنه عشرات الأمتار.

وقفت فجأة ! طفل يقطع خيوط تفكيري، ويعيدني إلى ذاتي، ويرتطم بقدمي، فنظرت إليه، وابتسمت، وهناك على عتبة باب مقابل رأيت شيخاً ناهز الثمانين يبتسم، وهزني صوت طفل آخر يصرخ ويقول: قون (هدف)، نظرت يمنة ويسرة، لم أرى شيئاً .

تصف أوضاع أهل غزة في ظل الحصار

أين الكرة ؟ أين القون؟ أين الملعب؟

صوت كرة يرتطم بجدار بال خلفي .

ياللهول! أزقتنا ملاعب، جدراننا أهداف، أطفالنا أبطال، شيوخنا متفرجون .

أعراس اليوم في الشوارع وغداً سرادق عزاء

شوارع وذكريات

جلت بخاطري في هذا الزقاق، وتذكرت الشهداء الذين سقطوا في هذا الشارع، وبالأمس شيعت جنازة شهيد، و كان هنا سرادق عزاء، وقبل شهر زف عريس في هذا الشارع، واليوم مباراة طفولة .

فيا شوارع فلسطين حملتي الأفراح والأتراح، وارتويت بدم الشهداء، وتصنعين مجدا، فاليوم أطفالاً يركضون وراء كرة، وغداً شباباً يحاربون عدواً.

أخي! كن على يقين أن بعد الحسرة والألم يولد الأمل، وكن ممن يزرع بذرة أمل، ويسقيها بدموع الرجاء، ودم الشهداء.

في وقت حوصر من الأعداء.

أخي! تذكر محنة رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم- عندما خذله أهل الطائف، وعندما ماتت زوجته خديجة- رضي الله عنها- ومات جده عبد المطلب، ولكن كان هناك الإسراء والمعراج.

 

 

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك