غض البصر والعادة السرية
حبيبي الغالي أختي الكريمة لا شك أن إطلاق النظر إلى الصور الخليعة والمناظر المحرمة وكثرة التفكر فيها ومشاهدة الأفلام الفاسدة والمسلسلات الغرامية , سبب عظيم في لا أقول ممارسه العادة السيئة بل في إدمان العادة السيئة والنظر إلى ما حرَّم الله , وليت شعري كيف يزعم البعض أن ممارسة العادة السيئة تخفف من قوة الشهوة ونارها وبعض مرتكبيها مع كل مرة يمارس فيها العادة لابد أن ينظر إلى الصور والأفلام المحرمة فيقع الذنب اثنين , وبدلاً من تخفيف الشهوة يفعل العادة السيئة مرات ومرات , فيقع العبد المسكين المخدوع في إدمان العادة بل والنظر في المحرمات , فهنا اضحك معى وقل .. شر البلية ما يضحك .
حقاً ولا شك مما يعين على ترك العادة السيئة وكثرة التفكر فيها حتى وصل البعض إلى درجة الإدمان الذي لا نجاة منه, هو الامتثال إلى أمر الله عندما نادي المؤمنين بوجوبه
إنه صفة المؤمنين والصالحين من باع الفاني بالباقي والدنيا بالآخرة , نعم إنه لذة في القلب تقع لمن يفعله ويتمسك به ويحققه على الوجه المشروع الكامل إنه غض البصر عن محرمات الله تعالى .
قال تعالى لرسوله في حق الرجال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: 30]،
وقال تعالى لرسوله في حق النساء: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 31]. وقال تعالى {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}
فغض البصر عما حرَّم الله من صفات المؤمنين ولا شك أنه علاج عظيم لترك العادة السيئة إذ بغض البصر يصل العبد إلى العفة وإذا وصل العبد إلى درجة العفة وتسلح بها فلابد أن يصل بها إلى التقوى وما أدرانا ما التقوى ثم إلى الإحسان فيعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فهو يراه , ولا شك أن من عبد الله كأنه ينظر إليه فهو من أهل الجنة الفائزين على كل حال والله أعلم ،،، جعلنا الله وإياكم من أهلها .
وقد أمر الله المؤمنين والمؤمنات بغض البصر فإن في غض البصر الأجر العظيم امتثالاً لأمر الله تعالى , والعبد الذي يغض بصره عما حرم الله فهو من أهل الحياء والعفة والخُلق الحسن والصالحين الناجين من داء الاستمناء وضرره لا محالة .
هذا وأعلم أن غض البصر يحتاج لمجاهدة وسبل للتدرب من النجاة مما امتلأ في شتي بقاع الأرض من فتن ومغريات وتعرية لماء الوجه قبل الأجساد في معظم أماكن الدنيا من أسواق ومستشفيات وجامعات وطرقات وأماكن عامة ومتنزهات , وغير ذلك من اختلاط وعري فاضح في حياتنا اليومية من وسائل مواصلات وشاشة تلفاز وغير ذلك من فتن ومعوقات ، فاتق الله وكن عظيماً فالجنة تحتاج إلي العظماء فلا يستحق الجنة إلا عظيم .
هذا وإياكم وخائنة الأعين , أخواتي هل تعلمون ما معنى قول ربكم {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} وهل العين تخون ! ؟ هيا بينا نرى ماذا كان جواب حبر الأمة وترجمان القرآن على السؤال رضي الله عنه وعن الصحابة جميعا قال: «هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم وفيهم المرأة الحسناء أو تمر به فإذا غفلوا لحظ إليها، فإذا فطنوا غض بصره عنها فإذا غفلوا لحظ فإذا فطنوا غض»رواه ابن أبي حاتم وذكره بن كثير في تفسيره .... 4/ 96.
وعنه انه قال : يعلم إذا نظرت إلى المرأة أتريد بذلك الخيانة أم لا. " وما تخفي الصدور "، أي: إذا قدرت عليها أتزني أم لا.
آه .. يا مسلمون وكم من أعين للمسلمين خائنة {إلا من رحم ربى} والله يعلم ما تخفى الصدور رضي الله عن بن عباس وأرضاه , لحظتم ماذا قال الحبر وترجمان القرآن
ينظر الرجل إذا وجد الفرصة وإذا لاحظ الناس غض بصره لا للخالق إنما من أجل الخلق وإذا غفل عنه القوم نظر مره أخرى نعوذ بالله من خائنه الأعين .
والمرأة والرجل في ذلك سواء فكما رأينا رجالاً كثيرة وقعت في خائنة الأعين رأينا نساءً عديدة وقعت أيضاً في خائنة الأعين ولا حول ولا قوه إلا بالله والله المستعان.
وكتبه: عمر عرفات
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق