كان بنو اسرائيل يتفننون في الجدال وعصيان الله سبحانه وتعالى ، ومن تلك القصص التي عصوا فيها أمر ربهم قصة أصحاب السبت.
كان اليهود قبل بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم يكتمون هذه القصة، لما فيها من التوبيخ والذل لهم على ماجرى مع بعض أسلافهم من بني اسرائيل من الإهلاك والمسخ، إلى أن ذُكرت قصتهم في القرآن الكريم، فكشفت لنا ما كان اليهود يخفونه حول تلك القصة التي تشير إلى انتقام ربهم منهم لما عصوا أمره.
زمان القصة
ترجع قصة أصحاب السبت إلى زمن نبي الله داود عليه السلام ، حيث كان هناك مجموعة من يهود بني اسرئيل يسكنون قرية تدعى أيلة.
مكان قرية (أيلة)
تقع قرية (أيلة) بالقرب من العقبة على الشاطئ بين الطور و مدين على ساحل البحرالأحمر.
كان أهل مدينة (أيلة) يخرجون لصيد أرزاقهم من الأسماك طوال أيام الأسبوع إلا يوم السبت ، حيث كانوا يتفرغون فيه للعبادة، فيصطادون الأسماك ويقتاتون منها ويبيعون منها لبعضهم البعض، وقضوا في ذلك ردحا من الزمان.
تبدل حال القرية
وبعض فترة بدأ هؤلاء القوم يتركون العبادة يوم السبت، وينشغلون باللهو وبالتجارة وارتكاب المعاصي، فأراد الله عز وجل اختبار إيمانهم.
فكانت حيتانهم (المراد الأسماك) تأتيهم بكثرة على الشاطئ يوم السبت، وتغيب باقي أيام الأسبوع.
فأراد أهل أيلة الاحتيال على الله عز وجل ، فكانوا ينصبون شباكهم يوم الجمعة حتى تقع الأسماك في الشباك عندما تأتي يوم السبت، ثم يقومون بلم الشباك وإخراج الأسماك من البحر يوم الأحد.
ذات يوم اشتهى أحد أفراد القرية أكل السمك ، فأتى شاطئ البحر يوم السبت ورأى سمكة كبيرة تسبح قريبا منه، فربط ذيلها بحبل وربط طرف الحبل الأخر بوتد على الأرض ، حتى إذا حل المساء عاد هذا الرجل إلى السمكة وأخذها إلى منزله فنظفها وشواها.
فانبعث من منزله رائحة شواء السمك حول داره فأتاه الجيران يسألونه على ذلك، فأنكر ما فعله.
لما أصروا على معرفة الحقيقة قال لهم (إني وجدت جلد سمكة فأخذته وشويته) ولما جاء السبت التالي كرر نفس الفعلة، ولما اشتم الناس رائحة الشواء عادوا إليه فقال لهم :
(إن شئتم صنعتم كما أصنع) فقالوا له وماذا صنعت؟
المجاهرة بالمعصية
فأخبرهم بما فعل ففعلوا مثلما فعل ونوعوا في استعمال الحيل، فقام بعضهم يوم الجمعة بحفر حفر تتصل بالبحر بواسطة ممرات يسهل سدها فإذا كان يوم السبت وجاءت الأسماك تأتي إليهم من الممرات.
زاد الأمر سوءا بعد ذلك فأصبحوا يصطادون الأسماك يوم السبت علانية، وكان هذا من أعظم مافعلوا.
تحذير علماء بني اسرائيل للفاسقين
أنكر علماء بني اسرائيل عليهم ما صنعوا، ونصحوهم بالانتهاء عما يفعلون من المعاصي وترك الطاعة والتمسك بالصيد يوم السبت.
الإصرار على المعصية
رفض أهل مدينة (أيلة) الانصياع لعلمائهم، فأقام العلماء بينهم وبين هؤلاء الفساق جدارا كبيرا ولم يعودوا يساكنوهم.
انتقام الله عز وجل من العاصين
وفي الليل أتى أمر الله تعالى على هؤلاء الفساق، فانتقم منهم ومسخ شبانهم قردة وعجائزهم خنازير، كما قيل.
أما الصالحون فاستيقظوا وذهبوا لأعمالهم صباحا كما يفعلون ، ولكنم لم يروا أحدا من الفاسقين فاستغربوا فتساءلوا فيما بينهم، وقام أحدهم بوضع سلم على الجدار، وصعد عليه فلما نظر على القوم رأى عجبا، رأى قردة لهم أذيل وخنازير تصدر أصواتا قبيحة.
ففتحوا عليهم الأبواب ودخلوا وصار كل قرد من
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق