في تلك الليلة الجميلة التي يتخللها قمر صافي ونجوم لامعة جلس أحمد ومنى يتسامران ويخططان للعائلة الجميلة التي سيكوناها معا حتى انهما اتفقا على أسماء الأولاد .لكن ما الذي حدث ..اليكم التفاصيل قصة حب تكسر القلوب حزنا....
بدأت القصة عندما نجح أحمد بالبكلوريا وتفوق بعلامات عالية .أحمد يحب مهنة التعليم وخاصة اللغة العربية فهو يسرد القصص والشعر منذ كان صغيرا.كما انه كان من الرواد على مستوى القطر.وبالفعل اتجه إلى الدراسة في محافظة ثانية وتحديدا للعاصمة ليدرس وكي يعمل.
إن أحمد من عائلة ريفية فقيرة ماديا تكسب رزقها من زراعة الارض وتربية القليل من الغنم للحصول على منتجاتها للعيش والاكتفاء الذاتي فقط. ولدى أحمد أختين بالمرحلة الاعدادية.
بدات القصة عندما اكمل احمد سنين دراسته بالإضافة للعمل بعد الجامعة لكي يلبي مصاريف جامعته.وعندما انتهى من تعليمه تم تعيينه استاذا في نفس العاصمة ليعلم المرحلة الثانوية للشباب والشابات في مدرسة مخصصة للايتام.
دخل أحمد الصف بكل حيوية وعرف عن نفسه وكان احمد ذو حيوية وإيجابية عالية يعلو وجهه خالة وعيون زرقاء ملونة وشعر أشقر.وفي إحدى الايام طرق باب الصف واذ بالمدير يدخل للصف ومعه فتاة جديدة واسمها منى. وهنا بدات القصة
منى حافظت على صمتها لمدة اسبوع ولم تتعرف على احد ولم تتحدث مع احد .لاحظ أحمد عدم مشاركة الطالبة أبدا بالدرس دائما تضع قبعة تخفي فيها مظاهرها . منى كانت تبكي في اوقات الفراغ وفي إحدى الأيام وعندما كانت فترة الاستراحة لاحظ استاذها احمد انها تقف لوحدها.سألها يا منى ما بك؟ هل استطيع مساعدتك ولماذا لا تختلطي بصديقاتك كان جواب منى كالتالي:
كيف لي ان اختلط معهن وأنا من الداخل مكسورة انا لا املك اب وحتى أمي رحلت لتتزوج ووضعتني في الايتام.استغرب الاستاذ وقال وجميع الطالبات مثلك وريما معظم الأستاذة مثلك كلنا نفقد ابا او اما هي مشيئة القدر .خاطب الاستاذ احمد منى بإيجابية وقال لها كوني قوية أثبتي جدرتك وتعلمي وكوني مهندسة او دكتورة.ابتسمي للقدر ابتسمي لان غيرك قد لا يجد مكان حتى يجلس فيه او احد يهتم فيه.غدا اريدك بوضع افضل واريد مشاركة بالدرس واريد ان افتخر بعلاماتك.
فكرت منى بحديث استاذها وبدأت تشارك بالدرس وخلعت قبعتها التي تمتلك تحتها الشعر الاسود السابل اللامع والعيون السوداون وسط وجه اسمر ناعم.تابعت منى الدراسة للبكلوريا وتفوقت وارسلت رسالة لاستاذها أحمد تخبره بذلك ..أحمد بارك لها ..أحمد بدأ يعجب بمنى تلك الصبية ذات روح الطفولة.منى المهذبة المتفوقة..
تابعت منى دراستها بالهندسة وبدات تلتقي مع احمد .ويشاركها بالدراسة من تسميع وماشابه .عرفها على أهله..ومنى انشرح صدرها واحبت اهل احمد وزاد الحب والحب...للهيام...تقدم أحمد لخطبة منى وخطبها
ذهب احمد للخدمة الاحتياطية وبعد مرور خمس سنين خلالها اجازات ليلتقي بحبه منى وأغلبها رسائل تواصل بين الحين والاخر.منى اعتبرت احمد الاب والام والحبيب وهو الزوج والعائلة...وفي أحد الايام غاب أحمد عن منى شهرين دون اي رسالة ...فكرت منى اكثر وقررت الذهاب للريف وان تسأل اهله ... اهل احمد أجابوا في دموع وانهيار أحمد اختفى ..احمد مفقود ولا نعلم عنه شيء.
بدات منى تجوب الشوارع تجوب المستشفيات تجوب كل مكان لتسأل عن احمد .بالجرائد بالصحف كل الناس..انهارت منى دون أحمد .وكانت تدعي ليلها مع نهارها لقدوم أحمد بخير وسلامة .
وبعد مرور سنة اعتبر أحمد شهيدا دون جثمان ..منى انهارت ودخلت بحالة اكتئاب متقدمة ..ومن ثم في حالة الكومة لعدة أشهر ..استيقظت بعدها منى من الكومة وبجوارها الطبيب الذي يعتني بها ..وبإختصار سوف يدهشكم تزوجت منى من الطبيب.
نعم ولكن كيف؟ على مدة التواصل مع الطبيب نشأ اعجاب من قبل الطبيب لمنى ..منى وافقت لانها يجب ان توافق ..فما من سند لها غير الله ..واحمد استشهد .كانت تردد دائما عبارة انا لا يليق بي الفرح..وبعد سنة ونصف رزقت منى بغلام..وتوظفت بإحدى مؤسسات الدولة. وإذ بأخت أحمد في نفس المؤسسة سلمت اخت احمد على منى بصمت فارغ .نعم انها صدفة من شخص غالي ..كلما شاهدت منى اخت احمد تعيد لها ذاكرتها بأحمد...وبعدة مرور عدة اشهر .
طرق باب المكتب على منى واذ بشخص يعلو وجهه الشحوب ..شخص ذو شعر يتخلله الشيب من تحت قبعة يخفي فيها ملامحه الحزينة يخفي البؤس والهزيمة.قالت له من انت ..قال لها اعتمدت طريقتك طريقة القبعة لأخفي فيها ملامحي التي كسرتيها والتي هزمتيها.انت والدنيا ضدي ..انت كاذبة وازال قبعته واذ بأحمد.؟ صرخت منى لا يعقلللل اغمي على منى وعندما استيقظت بدات تقول اكنت في حلم ام علم.
اتجهت الي الريف حيث يعيش احمد واذ باحمد يشرب الشاي امام منزله..ركضت احمد انت من انت كيف وبدات تتلعثم الحروف ..انت ميت ..كيف..
وضع يده على فمها وقال انا عايش انا كنت مخطوفا وتعذبت كثيرا وكثيرا نعم .. اخبروكم اني متت نعم فانا كنت ميت والان اموت اكثر واكثر.. بعد ان تزوجتي أخبريني هل يحبك مثلي؟ هل حنون عليكي مثلي؟ انا عشقتك أحببتك أدخلتك قلبي وأغلقت قلبي ..لماذا تزوجتي لماذااااا؟ قالت له انتظرتك وانتظرت كثيرا وسألت كثيرا وما من اجابة سوى انك ميت.
قاطع احمد منى لا بأس لا تحزني فأنا تعرضت للضرب كثيرا وما عدت انجب فقدت قدرتي غلى الانجاب.شيء جيد انك تزوجتي فإن الله راضي عنك لا يريد ان يحرمك الذرية.. ولاني احبك أحب ان يرزقك الله بأطفال مثلك حتى لو لم اكن أب لهم..عيشي بسعادة وانسي كل شيء .فالله اختار لك ان تكوني أما..والله اختارني أن اقف عن ذكرياتك وملامحك الرائعة.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق