قصة مثل مدهشة(جنت على نفسها براقش)
يعتبر المثل العربي"جنت على نفسها براقش" من أشهر الأمثال الشعبية العربية، التي تم ذكرها ورددها العرب قديماً.
نسمع بهذا المثل كثيراً، ولكن، من هي براقش؟ وهل هي إنسان أم حيوان؟ وما قصتها؟
حقيقة المثل وقصته
إنها قصة مثيرة، تناقلها جيل بعد جيل، وغالباً دون معرفة، من هي براقش؟ ولماذا جنت على نفسها، وكيف؟
تؤكد أغلب الروايات بأن براقش لم تكن امرأة، كما ذكرت بعض الروايات، بل هي كلبة أسماها صاحبها براقش.
كانت الكلبة براقش لبيت من العرب، وكانت تحرس بيتهم، الذي كان في قرية جبيلة، يقال أنها في بلاد المغرب العربي.
براقش كانت كما أسلفنا حارسة للبيت، وما حوله من قطاع الطرق واللصوص، ولذلك إذا حضر أو مر بالقرية غرباء، تهاجمهم، وتنبح عليهم كي يفروا، ويبتعدوا عن القرية.
لذلك قام صاحب (براقش) بتعليمها، وكانت تطيعه في أوامره، وعندما يشير إليها، بعدم مهاجمه ضيوفه، وأن لا تؤذي أحداً منهم، وتسمح لهم بالمرور بسهولة.
أما إذا أمرها بمطاردة سواهم من اللصوص وقطاعي الطرق، استجابت وانطلقت خلفهم، وبذلك تفعل ما تؤمر.
الأعداء يهاجمون قبيلة براقِش
وفي أحد الأيام، حدث حادث، لم يكن متوقعاً، إذ تسلل إلى القرية مجموعة من أعداء أهل القرية.
فجأة/ بدأت براقش بالنباح، وذلك لتنذر أهل القرية بهجوم الأعداء؛ وما إن سمع أهل القرية النباح، حتى أسرعوا وخرجوا من القرية.
توجه أهل القرية إلى أحد الكهوف القريبة والتي لا تظهر للأعداء، واختبأوا فيها، لأن أعداد المهاجمين كبير، ولا يستطيع أهل القرية مواجهتهم.
وما إن اختبأ أهل القرية في المغارة، حتى وصل الأعداء إلى القرية، ثم دخلوها، وأخذوا في البحث عن ساكنيها، ولكن لم يجدوا أحداً.
الأعداء يغادرون قرية أهل بَراقش
بعد أن يأس الأعداء من العثور على أحد، قرروا الرحيل عن القرية، وبدأوا في الخروج منها، وكان أهل القرية، يلاحظونهم من بين الصخور.
فرح أهل القرية؛ عندما رأوا الأعداء وهم يغادرون القرية، لكونهم لم يتمكنوا منهم، ولكن كانت هناك مفاجأة، لم يتوقعها أهل القرية.
قطع صمت وسكون أهل القرية الفرحين، نباح الكلبة براقش، التي من عادتها توديع من يغادر ، كما تنبح عند قدومهم.
أسرع صاحب براقش، وأمسك بها محاولاً اسكاتها، ولكنها استمرت في النباح.
في هذه اللحظات، سمع الأعداء نباح براقش، فحددوا مصدر النباح، وبذلك عرفوا مكان احتباء أهل القرية.
توجه الأعداء إلى مخبأ أهل القرية في المغارة، وقتلوا أكثرهم، ومعهم براقش، بذلك كانت سبباً في القضاء على أهلها، وعلى نفسها.
لذلك من عادة أهل المغرب العربي، ترديد هذا المثل،( جنت على نفسها براقش) وذلك كلما مروا على مكان ووجدوه خاوياً.
دلالات هذا المثل
كثير من الناس نظر إلى هذا المثل من زاوية معينة ولذلك حمل هذا المثل دلالتين:
الأولى/ هي أن الشخص قد يصنع عملاً ، وهو يعتقد بأنه حسنً، ولكن العمل كان مردودة سيء، وعاد عليه بالضر والشر.
وذلك، لأنه ربما قدَّم أو صنع معروفاً في غير أهله.
أما الثاني: فهو كونه صنع صنيعاً سيئاً، وهذا الصنيع عاد عليه بالسوء..
حقيقة الأمر/ قد شاع بين الناس، أن مفهوم هذا المثل، يرمي إلى فعل السوء، وأن من قام به لقي جراء فعلته جزاءه.
لذلك، ينبه المثل الإنسان إلى التفكير جيداُ في الأمر، وأن يحسب له بشكل جيد، قبل التصرف فيه.
هذا يعني أن براقش كانت وفيَة لأهلها، ولم تكن في يوم من الأيام خائنة، مع كونها حيوان.
لأن الخيانة عند العرب، والوقوف مع العدو ضدهم كبيرة، حتى ولو كانت من كلبة، فكيف ولو كانت من بشر؟
وفي هذه الأيام نجد الخيانة وموالاة أعداء الله، حرية رأي، ووجهة نظر، عمى الله عيونهم.
فالكلبة براقش كانت تدافع عن أهلها، بما حباها الله من فطرة حيوانية، ولم تقم بما قامت به بخبث وحقارة وخيانة للوطن والدين .
أما نحن اليوم فنجد من هو أحقر من الكلبة براقش، بل ولو كانت براقش حية، فسترفع ضده دعوة أمام محاكم الكلاب، التي قد تنصفها أكثر من المحاكم البشرية.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق