كيف تعرف أنك محسود؟
الحسد من الأمور غير الحميدة والتي تشغل الناس وتجعلهم يتساءلون إن كان قد أصابهم الحسد أو العين وما سبيلهم إلى علاج هذا الأمر إن كان قد وقع بهم؟ وكيف يحصنون أنفسهم فلا تطولهم العين، ولا يعانون من حسد.
ذكر الحسد في القرأن وفي السنة النبوية بشكل واضح لا لبث فيه مما يعني أن هذا الأمر موجود وليس محض خرافات.
أولًا: ذكر الحسد في القرآن الكريم:
- قال تعالى: "ومن شر حاسد إذا حسد" (الفلق: ٥)، وقال تعالى: "ود كثير من أهل الكتاب او بردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير"، وقال تعالى: "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكًا عظيمًا".
الحسد صفة سيئة لمن يحملها وتجلب الهم له والإتشغال بالدنيا وتجعله يخسر دنيته وآخرته، فلا شك أن الحاسد ملام وأنه سيقف بين يدي الله تعالى ويحاسب حساباً عسيراً.
ثانيًا: ورود الحسد في السنه الشريفه
الحسد ذكر على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مراتٍ كثيرة وقد حذرنا منه النبي فقال: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم: لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يخذله، التقوى هاهنا" وأشار إلى صدره ثلاث مرات..
وقال: "لا يؤمن أحدكم حتى يجب لأخيه ما يحب لنفسه".
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الحسد فقال: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"، وقال: "دبَّ إليكم داء الأمم من قبلكم: الحسد والبغضاء، وهي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على ما تتحابون به؟ أفشوا السلام بينكم"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو من ماله ما يعجبه فليدع بالبركة، فإن العين حق"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا".
ومما أمر به صلى الله عليه وسلم إذا كان قد وقع أمر العين أن يغتسل الحاسد ويتوضأ بالماء المحسود..
روى ابن حبان في صحيحه قصة سهل بن حنيف حيث كان يغتسل ذات يوم فرآه عامر بن ربيعة وكان سهل بن حنيف ألبضاً حسن الجلد فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، فمرض عامر ابن ربيعة وإشتد عليه المرض، فجاء إلى الرسول ليخبره بما حدث، فقال: "علام يقتل أحدكم أخاه ألاَّ بركت إن العين حق توضأ له".
علامات الحسد وكيف تعرف أنك محسود:
للحسد علامات كثيرة وتقع عوارضه حيث وقعت عين الحاسد: فإن كان قد حسد لماله وقع أمره في المال وإن كان قد حسد لخلقه ساءت أخلاقه، وإن كانت العين أصابت جسده أصابته الأسقام، ومجمل أعراض الحسد فيما يلي :
١- صداع يصيب الرأس ولا يستجيب للدواء.
٢- ضيق في النفس.
٣- نفور من البيت وإحساس بالضيق.
٤- كثرة النسيان.
٥- كثرة التثاؤب وما يصاحبه من خمول وكسل.
٦- العزلة وعدم الرغبة في الإختلاط بالناس.
٧- آلام بالمعدة.
٨- وجع الظهر وآلام أسفل الظهر.
٩- الإنشغال بالدنيا.
١٠- الحزن والغم.
١١- تراجع المستوى الدراسي.
كيف تعرف أنك محسود وما هي أعراض الحسد الواضحة
فكما نرى الحسد يؤثر على حياة الإنسان ويجعله يعاني الآلام النفسية والجسدية ولذلك نهانا عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأمرنا أن ندعو بالبركة إذا رأينا ما يعجبنا فلا نتمنى زوال النعمة عن غيرنا ونسأل الله أن يهبنا مثلما وهب الآخرين.
أثر الحسد على الحاسد :
مما لا شك فيه أن الحسد يؤثر على صاحبه قبل المحسود وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: "ما رأيت ظالمًا أشبه بمظلوم من حاسد نفس دائم، وحزن لازم، وعبرة لا تنفد"، وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "لا تعادوا نعم الله، قيل له ومن يعادي نعم الله؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله".
فعاقبة الحسد سيئة على الحاسد والمحسود، فانظر في نفسك وفتش في قلبك ولا تجعل للحسد مكانًا فيه، وتحصن بربك فلا يصيبك حسد الحاسدين بمشيئة الله وأمره.
كيف تحصن نفسك وأهلك من الحسد؟
ينبغي علينا جميعًا أن نحصن أنفسنا وأهلينا فلا تصيبنا العين وذلك بأن نلجأ إلى الله، فكل أمر يكون بمشيئته وإذنه، فندعوه أن يحفظنا وذلك بتلاوة القرآن وقول الأذكار والمحافظة على الصلوات الخمس وأن نمنع أنفسنا عن النظر إلى ما عند الآخرين ونطلب من الله ما نريد.
ليس أشر من الحسد من بين الصفات؛ فهو يورث الحقد والبغضاء ويجعل صاحبه في ضيق لازم، ويبعده عن طريق الحق والوقوع في الذنب، وكم من جرائم كان أساسها الحسد، فلا تتبع ظلم نفسك وجاهد أن تنقي قلبك من كل حسد وأن تغمره بالحب لكل الناس وأن تطمع فيما عند الله فما عند الله خير وأبقى.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق