كيف نتعامل مع تساؤلات الطفل والمراهق

  كيف نتعامل مع تساؤلات الطفل والمراهق 

 

كيف نتعامل مع تساؤلات الطفل والمراهق
كيف نتعامل مع تساؤلات الطفل والمراهق

 

 

   التربية الأسرية هي من المهمات الصعبة في الحياة، وهي مقترنة بشكل أو بآخر بالتعليم، ليس فقط المدرسي بل التصرفات والسلوكيات اليومية تجاه النفس وتجاه الآخرين، بدءاً بدائرة المنزل وصولاً إلى دائرة المجتمع الواسعة، التي تشمل كلّ أنماط الشخصيات الواجب التعامل معها.    

 

   لذلك تترتّب على الأسرة عامة، والأم خاصة مسؤوليات جسام في هذا المضمار، من بينها موضوع تساؤلات الأبناء أطفالاً ومراهقين، التي قد يكون بعضها محرجاً اجتماعياً، أو أنّ الأم لا تجد جواباً لها فعلاً لعدم معرفتها أو لسخافة بعض الأسئلة بنظرها مما يدفع بها للسخرية أو الضحك أحياناً.

   بدايةً، يجدر بالأم أن تتجنّب السخرية والاستهزاء من أسئلة طفلها على اختلاف أنواعها، وألّا تسفّه هذه الأسئلة وألّا تحقّرها ولا تتجاهلها، وأن تتقبّل جميع تساؤلات الطفل بصدر رحب وأذن صاغية وأن تشعره بالاهتمام، لأنّ هذا الأسلوب من التعامل قد يكون سبباً من اسباب إعاقة عملية التقدّم والنمو الفكري واللغوي والمعرفي، نتيجة شعور الطفل بالدونية أو بالخجل والحياء الذي يتملكه من جراء طرح هذه الأسئلة، فيضطر إلى إرجائها أو تأجيلها ليجد ضالته عند الآخرين من الأصدقاء أو رفاق السوء ربّما.

 

   ثم هناك ضرورة التحلّي بالصبر لأنّه سلاح مهم يساعد الأهل في محاولة الإجابة على جميع تساؤلات الأبناء صغاراً أو مراهقين، حتى ولو كانت هذه الأسئلة غير مرضية أو مقبولة اجتماعياً، لأنّ إغناء الطفل أو المراهق بالمعلومات والمعارف الصحيحة والسليمة الصافية والنقية أفضل ألف مرة من أن ينال إجابات مختلفة من الآخرين التي قد يشوبها الكثير من الإنحراف!

 

   من هنا يتوجّب عدم ترك تلك الأسئلة التي يطرحها أولادهم من دون إجابة ظناً منهم أنّ الطفل قد نسي، وجهلاً منهم أنّه قد أجلّ طرح هذه الأسئلة ليجد الشخص الآخر من الأصدقاء الذي يقوم بالإجابات المختلفة، على جميع أنواع الأسئلة دون تحفّظ، وهنا مكمن الخطر.

 

   ومن الخطوات الهامّة لنجاح هذه المهمّة: الحوار الهادىء مع الأبناء، مقروناً بمزيد من العطف والحنان والتحسيس بالاهتمام، وأن يبتعدوا عن الزجر واللوم تجاه الأسئلة التي يتم يطرحها من قِبلهم. فالحوار المستمر مع يولّد الأفكار ويكسب المعلومات والحقائق والمدركات المعرفية واللغوية، وفقدانه قد ينعكس خللاً في التوازن النفسي، ويحوّله أداة طيعة لدى رفاق السوء حيث يلقى منهم كل ترحيب وتقبّل وتأييد اجتماعي، وبهذا يكون الأهل سبباً في انصراف الأبناء نحو الأصدقاء، بدل أن يبقى بين أحضانهم وتحت إشرافهم.

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك