كيف يصبح الصيام علاجا لترك العادة السرية ؟!
عباد الله يا من تريدون الخلاص من هذه العادة السيئة الضارة جسدياً ودينياً , عليكم بالعلاج النبوي رحمة الله إلى العالمين حبيب قلوبنا - صلي الله عليه وسلم - القائل. : في الحديث المشهور المتفق على صحته عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع شباب لا نجِدُ شيئاً، فقال لنا رسول الله : «يا معشر الشباب. من استطاع الباءةَ (تكاليف الزواج والقدرة عليه) فليتزوّج، فإنه أغضُّ للبصر وأحصَنُ للفرْج. ومن لم يستطع، فعليه بالصَّوم، فإنه لهُ وِجَاءٌ (حماية من الوقوع في الحرام)». فأرشد الشارع –عند العجز عن النكاح– إلى الصوم، مع مشقّته. ولم يُرشِد إلى الاستمناء، مع قوة الدافع إليه. وهو أسهل من الصوم، ومع ذلك لم يسمح به.
وقد صدق الصادق المصدوق , فهذا العلاج مجرب ومفيد فمن استطاع الصوم ولم يكن عنده مشقة في الصيام مع العمل أو مرض وضعف وما شابه فلا يتأخر لا سيما الشباب .
ودعوني أخواني أقول لكم لقد صدق الصادق الأمين والله الذي لا إله غيره عندما أكرمني الله بصيام التطوع لفترة ما وكنت مكثراً منه والحمد الله رزقني وإياكم الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا وجميع أحوالنا , كنت أمُر في الطرقات فأشعر كأني صائم ولست بصائم , والذي رفع السماء بلا عمد ترونها , عندما كنت في السوق لحاجة ما وربى شعرت حينها كأني صائم , فافعل ما يفعله الصائم وكنت لست صائماً في هذا اليوم , ولما تذكرت بأني غير صائم لم استطع إلا أن ابتسم وأقول صدق رسول الله , إنه الرسول المربى دلنا على العلاج النافع وقد صدق , والله أُخَيَّ لولا الخوف من الفتنة علاوة على حياء يمنعني من رفع صوتي بأعلى صوت عندي في السوق , لكي أقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لفعلت .
فعلينا بالصيام فإنها وصية رسول الله ..، وللأسف الشديد كثير من الناس يزعمون أن نصيحة رسول الله حبيب قلوبنا ليست علاجاً قوياً لترك العادة السيئة فيقولون جربنا الصوم وما نفع وقد كذبوا والله وصدق رسول الله .
وأنا في الحقيقة أريد أن أسأل من يقول بهذا بعض الأسئلة , هل داموا على الصيام أم صاموا أياماً قليلة وأنقطعوا ؟ وفى أثناء الصيام هل صاموا الصيام الحقيقي الكامل الصحيح أم ماذا ؟ وما هي نيتهم عندما صاموا ؟ وما هو يقينهم في قول الحبيب قبل الصيام ؟!!!
لا شك أحبابي من صام وقال بذلك فهذا غالبا ًصام على فترات متباعدة ومع ذلك يريد أن يرى نتيجة مرضيةً ! أو صام يوماً أو خمسةً وترك , وصومه عن المحرمات ينتهي مع صفار الشمس وغروبها ,ويضعف مع أول فتنه يتعرض لها من بعد المغرب والإفطار.
لا سيما والصيام في عهد الرسول تغير عن الصوم في العصر الحديث، فحينها كان الناس يقضون نهارهم في الصوم، ومع آذان المغرب يدخلون إلى البيت، لأنه لا حياة تستمر بحلول الظلام، عكس ما يجري اليوم، حيث تنطلق الحياة بعد آذان المغرب وفى هذا يقول الشيخ عبد الباري الزمزمي أن"من يكفيه الصيام فليصم" .
ثم بعد ذلك كله يريد العبد أن يترك العادة السيئة , لذلك أخي كن عاقلاً أختي كوني صابرةً , فإن الذي قال بذلك إن هو إلا وحى يوحى منبأ من عند رب العالمين مربي أتباعه الموحدين جميعاً إنسهم وجنهم , وليس كلام من يحتمل فيه الخطأ والصواب فعيبٌ عليكم ....اتقوا الله !!
اقرأ يا عبد الله قال جعفر بن يونس الشبلي : " كنت في قافلة بالشام فخرج الأعراب فأخذوها وأميرهم جالس يعرضون عليه، فخرج جراب فيه لوز وسكر فأكلوا منه إلا الأمير، فما كان يأكل، فقلت : له لم لا تأكل؟ قال : أنا صائم، قلت : تقطع الطريق وتأخذ الأموال وتقتل النفس وأنت صائم !! قال: يا شيخ أَجْعَلُ للصلح موضعاً !فلما كان بعد حين رأيته يطوف حول البيت وهو محرم كالقربة القديمة ، ( أي من أثر الاجتهاد في العبادة ( فقلت: أنت ذاك الرجل؟ فقال: ذاك الصوم بلغ بي إلى هذا " انتهى من " تاريخ دمشق " (66/ 51)
بل خذ مني يقيناً بأن كل ما كان بمعنى الصوم وكان من صفاته هو وبحق علاج أيضاً لترك هذه العادة المحبطة , من حفظ اللسان والجوارح عن المحرمات , والطعام والشراب عن الإسراف , وغير ذلك من صفات الصيام , ولا يخفي عليكم عظيم فوائد الصوم الدينية والتربوية والصحية , ولا يوجد عندنا مثقال ذرة شك بأن الصوم كافٍ ونافع
[ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ] [ البقرة : 184]
ولمن التزم به على الوجه الصحيح بضوابطه المحكمة وحكمته المسجلة في خير الكتب المنزلة فإنه وبحق أسرع طريق للتقوى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ] [ البقرة : 183]
وكتبه: عمر عرفات
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق