لا تقع فريسة لعقلية الضحية
سلوكك هو كل شيء. السلوك العقلي، بغض النظر عن الهدف النهائي، إمّا أن يساعدك على بلوغ ما تصبو إليه أو يعرقل تقدّمك وأحد أكثر السلوكيات ضررًا التي يمكن لأي شخص أن يتبناها هو عقلية الضحية.
ما هي عقلية الضحية؟
عقلية الضحية هي عقلية سلبية. إنها تُلقي باللَّوم على الآخرين والظروف لأي تعاسة يشعر بها المرء. إنه سيناريو "توجيه أصابع الاتهام" الذي يُضرب به المثل.
أولئك الذين ينخرطون في عقلية الضحية، ينظرون إلى الحياة من خلال منظار ضيق من التصوّرات المتشائمة، ظانين أن ما يحدث في الحياة مَردَّه لأسباب خارجية. ولا يُعْتَدُّ بالانعكاس الداخلي أبدًا. كونهم ضحية يعني إعفاء أنفسهم من اللَّوم. الخطأ ليس خطأهم - على الإطلاق! وكثيرًا ما يحظى المنخرطون في عقلية الضحية بالاهتمام، التعاطف والتحقق من أدائهم لهذا الدور "يا لي من مسكين".
عندما نقع في شَرَك الضحية، يصبح التركيز على مدى ضعفنا، بدلاً من التركيز على مدى قوتنا.
بينما، لا يولد أحد بعقلية الضحية، فلا أحد مَعْفيّ من لعب دور الضحية أيضًا. إنّ الأجداد الأعزاء الأكبر سِنًّا، الأمهات والآباء المحبّين، المراهقين وحتى أولئك الذين يُعْتَبرون "مستيقظين روحيًا" يسكنون جميعًا في هذا العالم الانهزامي.
والواقع، أن كلّ شخص على قيد الحياة قد لعب دور الضحية أكثر من مرة في حياته.
يريد الضحايا أن يكونوا مستعدين عقليًا للأسوأ ومع الأسف، بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في دور الضحية، يصبح سلوك التخريب الذاتي هذا أكثر قوة عندما يبدو أن الأمور تسير في طريقهم لأنهم على يقين من أن "الكارثة تنتظر قاب قوسين أو أدنى".
إذن، كيف للمرء أن يتحرر من هذه البرمجة المتشائمة المدمّرة للذات، من نوع "يا لي من مسكين" والتي تمّ تطوير معظمها وتبنِّيها عندما كان طفلاً؟
كل شيء يبدأ من البيت مع تصوراتك/ كيف ترى نفسك. هل تعتبر نفسك ناجيًا أم ضحيةً؟
الناجون يعانقون الحياة ويتدفقون معها. إنهم يعيشون في الحاضر ويمتلكون زِمام أمور حياتهم. وهم يدركون تمامًا أنهم وحدهم مسؤولون عمّا يحدث. هم يعلمون أن تحمّل مسؤولية حياتهم، وأنهم مُخوَّلون بتغيير حياتهم.
الضحايا، من ناحية أخرى، منغمسين في الشفقة على أنفسهم ويتجادلون مع الحياة ويدفعونها إلى الوراء. إنهم يتشبثون بالماضي، معتقدين أنهم عاجزون عن تغيير الظروف - مفتاحهم لتجنب المسؤولية. إنهم يعيشون دفاعيًا ويظلون مُجمَّدين في الوقت المناسب ، دون إحراز تقدم لأن تصوراتهم تُهيِّئ لهم أنهم ضعفاء.
تكلفة عقلية الضحية باهظة الثمن. فهو يؤثر سلبًا على كل مجال من مجالات الحياة - المهنية والشخصية. والذين يرون أنفسهم فاشلين، يعيشون دور الضحية لأن الفشل لا يأتي إلا لمَن يستسلمون.
إذا أردنا حقًّا التحوّل من عقلية الضحية، فلابد أن نمتلكها أولاً. لا يمكننا تغيير ما لا نملكه. يتوجب علينا تغيير سلوكنا وأن نعلم أن :التغيير يبدأ بي." علينا أن نتقبّل البقاء ونتخذ خطوات فعلية... مهما بدت صغيرة أو تافهة، نحو هدف ما نتطلع إلى تحقيقه.
والأهم من ذلك، أننا يجب أن نشجّع أنفسنا بعبارات "أنا أستطيع" و "سأفعل" وأن نضع حدًّا للعبارات والمعتقدات المهينة " لا أستطيع" أو "لن أفعل".
وعلينا تبنِّي الامتنان - أعظم السلوكيات. نحتاج يوميًا إلى قضاء بعض الوقت في التفكير في كل الأشياء التي تجعلنا سعداء، وفي كل الأشياء التي تسير على ما يرام في حياتنا. إبقاء أذهاننا/ طاقتنا مركزة على المواقف الإيجابية يساعد على مواجهة عقلية الضحية.
في النهاية، يجب أن نمجِّد أنفسنا بنفس الدرجة من الاحترام والحب التي نحاول منحها للآخرين. حينها فقط ستتحول عقولنا وأفعالنا من شخصية الضحية إلى وضع البقاء على قيد الحياة.
الحق أنه، لا نستطيع السيطرة على تصرفات الآخرين أو كل الظروف التي تظهر في حياتنا، لكن يمكننا السيطرة على كيفية تفاعلنا معهم. ليس علينا أن نكون ضحايا. إنّه اختيار. وأيًّا كان ما يعترض طريقنا، فلابد وأن نعتبره تحديًّا وليس عُذرًا.
أتبحث عن شريك قوي للمساعدة في محو شرائط الضحايا السلبية التي تدور مِرارًا وتكرارًا في رأسك؟ لا تنظر أبعد من صالة الألعاب الرياضية المحلية خاصتك. إنّ تدفق دمك وبدء "هرمونات الفرح والشعور بالسعادة" من خلال التمارين الصعبة هي إحدى أفضل الطرق للتغلب على السلبية، وهزيمة عقلية الضحية ووضع نفسك على المسار السريع للشعور بالصحة البدنية والعقلية والعاطفية.
"أنت نفسك، مثل أي شخص آخر في الكون بأسره، تستحق حبك وعاطفتك."
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق