لغز سيبريا الكبير (2)

حادث تونجوسكا 1908م

كوليك : أبو اللغز الذي فشل في حله !

 

كان أول من أبدي اهتماما محمودا بذلك اللغز هو العالم الروسي " ليونيد كوليك " Leonid Kulik ، الذي ترأس فريقا علميا اتجه في عام 1921م إلي حوض نهر بودكامينا تونجوسكا Podkamennaya Tunguska River ،وحيث أن " كوليك " لم يتعمق حتى منطقة الإنفجار نفسها وأكتفي بمعاينة المناطق المحيطة والخراب الذي لحق بها ، والاستماع إلي شهادات السكان المحليين فقد تبني حينها نظرية أولية تصف ما حدث في تونجوسكا بأنه ناجم عن ارتطام نيزك بالأرض وتحطمه ، وربما عاني " كوليك " من نقص في التمويل مما دفعه إلي الاكتفاء بتسجيل ملاحظات خارجية إلي حد ما عن الحدث الغريب !

أما رسميا فقد بدأت البعثات المدعومة والمكلفة رسميا بعد ست سنوات أخري ، أي في عام 1927م ، هذه المرة وبرئاسة " كوليك " أيضا توغلت بعثة حتى نقطة الانفجار ، حيث كان يتوقع العثور على فوهة أو حفرة ضخمة في الأرض متخلفة عن اصطدام النيزك بالأرض ، بيد أن شيئا من هذا لم يكن له وجود ، وبدلا من ذلك وجدت أشكال غريبة للأشجار المدمرة والمحترقة ، والتي تمتد على مسافة عشرات الكيلومترات ،بل إن بعض المناطق انتزعت فيها الأشجار تماما ونبتت أشجار جديدة بدلا منها ، مما يدل على عنف الانفجار وقوته التدميرية الهائلة ، في حين واصلت البعثة التجول متتبعة آثار الدمار حتى منبع نهر تشوغوما وهنا تغير المشهد كلية ، فقد بقيت جذوع الأشجار المحترقة لكنها كانت متجهة بشكل قطري بعيدا عن المركز ، وقد دفع ذلك " كوليك " إلي الاعتقاد بأن هذا هو مركز سقوط النيزك ،فتابع طريقه منتظرا الوصول إلي الفوهة أو الحفرة المأمولة التي تدل على سقوط الجسم النيزكي من السماء ، لكنه وجد في المركز مزيدا من الأشجار المدمرة مع حفر كثيرة يغمرها الماء ،وقد أعتبر " كوليك " أن هذه هي نقطة الحدث ، وأن هذه الحفر المملوءة بالماء هي الفوهات الناتجة عن ارتطام النيزك بالأرض .

غير أن البعثة الرسمية الثانية التي قادها ، كوليك " أيضا ، وبعد عامين فقط ، كانت جاهزة للقيام بمزيد من عمليات البحث الجادة ، ومجهزة بمعدات مناسبة ، ومن خلال عملية الحفر الدؤوبة ثبت لهم عدم وجود أية بقايا أو شظايا تابعة للنيزك المزعوم .. كما أن تفسيره السابقة لسبب وجود الحفر التي شاهدوها في مركز الانفجار لم يكن أبدا على صواب ، بل لقد دلت أبحاث علماء الجيولوجيا والتربة أنها ناجمة عن عمليات طبيعية مرتبطة بترسب الفحم النباتي .

أي أن البعثة الرسمية لعام 1929 أثبتت ببساطة فشل كل محاولة في الحصول على دليل يثبت أن ما حدث في سيبيريا عام 1908م كان مجرد ارتطام نيزك بالأرض !

إذن فهل اختفت هذه الأدلة ، أو انتزعت من هنا عمدا لسبب ما ، أم أن حادث تونجوسكا لم يكن ناتجا عن نيزك من الأساس ؟!

الجزء القادم :

 محاولات لشرح اللغز : ما الذي حدث هناك بالضبط ؟!

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك