ما بين الحب والحرب الجزء الأخير

قصة ما بين الحب والحرب الجزء الأخير

 

مراد:ايه الاخبار ي فارس اتأخرت عليا ف اللي طلبته منك. 

فارس :انا بحاول بس العيله دي الوصول ليها صعب انا عارف انك اخترتني اعملك المهمه دي لما عرفت صلتي بمحمد بس هو مش مديني اي فرصه أاقربله اصلا بس باب اخته كان مفتوح بالنسبالي. 

مراد:انا ميهمنيش محمد ولا أخته انا اللي يهمني اني اوجعه علي عياله واموته بحسرته عليهم. 

فارس:متقلقش ي باشا كل اللي بتخططله ماشي زي ما رسمتله بالضبط وقريب قووي هتسمع اخبار حلوه. 

يغلق فارس المكالمه التي ذكرته بأن ما يعيشه مع ناهد هو مجرد خطه مرسومه معروفه أغراضها فهذا ما ذكره به عقله اما قلبه فقد تعلق بقلبها فهي ذات القلب الأبيض والعيون البريئه والضحكه الصافيه هي الجمال ف ابسط صوره فكلامها يثلج الصدر وضحكتها يخفق لها القلب وعيونها اشبه في برائتهم بعين طفل فهي من ائتمنتني علي قلبها فيكون هذا هو جزائها جزاء حبها له جزاء ثقتها به ابعدما لون أيامها يعود ليلطخها بالسواد فقد مرت بالعديد من الازمات ف حياتها فلا يريد أن يزيدها عليها لا يريد أن يكون سبب دمعه واحده تذرف علي خديها لكنه لم يكن يخطط لكل ذلك لم يكن يعلم انه سوف يقع ف حبها فهي استطاعت ان تخطف قلبه بخجلها وحيائها لكنه عاد الي رشده ليتذكر مراد وتهديداته فهي لم يعد خائفا علي نفسه هو يعلم جيدا ان مراد اذا اراد أن يؤذي احد فلن يؤذيه هو لكنه سيؤذي عائلته امه واخته فليس له سواهم ف هذه الحياه ومراد يعلم ذلك جيدا. 

محمد :ايه ي عم الهمه دي كلها ف الشغل مش فاضى ساعه حتي تشرب الشاي معايا. 

فارس:اه والله ي محمد الشغل كتير ومش بيخلص والشحنه لازم تتسلم ف ميعادها. 

محمد :تمام ي صحبي بس لازم اشوفك النهارده بالليل ونخرج شويه انت من ساعه ما جيت متفرجتش علي لبنان ولا بنات لبنان هههههه هههههه هههههه. 

فارس غير متحمس :خلاص لو فضيت النهارده هكلمك ونخرج سوا. 

محمد :قشطه جدا هستناك. 

ظل فارس يلوم نفسه مرارا وتكرارا فهو لم ير شيئا سيئا من هذه سواء محمد أو والده او ناهد لكنه سيتسبب لهم ف العديد من المشاكل والازمات سوف يلعن محمد كل لحظه جمعتهم سويا في الماضي او الحاضر سوف يندم أشد الندم انه مد لي يد العون بالعمل ف شركه والده. 

سوف تندم ناهد علي سذاجتها وسرعه انسياقها وراء قلبها. لكن ليس أمامي خيار اخر. 

كلهم يرون انفسهم ضحايا فناهد ضحيه لفارس وفارس ضحيه الفقر الذي القاه ف طريق مراد ومحمد ضحيه قلبه الذي حن لصديقه اما الاب فهو ضحيه رغباته وطموحه الواسع. لكن ف الحقيقه كلهم مذنبون فناهد هي من اوقعت نفسها ف شباكه وفارس استسهل طريق المال فقرر ان يسلك اقصر الطرق اما محمد فلم يشغل باله حتي ف السؤال عن صديقه الذي تغيب عنه سنوات ليظهر فجأه ام الأب فهو المذنب الذي أراد أن يأخذ كل شي ولم ينظر الي احد فالكل عند قدميه. 

محمد :هااااا مقلتليش ايه رايك ف الكافيه. 

فارس غير آبه بما يحدث :تمام ي معلم حلو. 

محمد :مالك ي فارس حاسك متغير في حاجه مضيقاك ف الشغل الفلوس قليله؟ 

فارس محاولا تشتيت انتباه محمد :لا ي ريس فلوس ايه الدنيا تمام اومال فين ي عم البنات الحلوه اللي قلتلي عليهم هههههه. 

محمد :اصبر لسه الليل طويل متستعجلش هههههه. 

فارس يتذكر ميعاد مكالمته مع ناهد :بس انت عارف انا مقدرش أتأخر قووي عشان الشغل بدري. 

محمد :ولا يهمك ي كبير براحتك. 

فارس يشعر بالضيق والضجر:معلش سامحني هقوم انا اروح. 

محمد :طيب استني اوصلك. 

فارس :لا مفيش داعي انا عاوز اتمشى شويه. 

يخرج فارس هائما علي وجهه يلعن الظروف يلعن الايام يلعن كل لحظه جمعته بمحمد وعائلته او ذلك المدعو مراد عندما آتي لم يكن يتخيل ان الموضوع سيكون بهذه الصعوبه وان الخطه التي رسمها له مراد ستأخد منحني آخر وهو شارد الذهن آتته مكالمه من ناهد لتكمل عليه ما يشعر به. 

فارس :ازيك.

ناهد :تمام مال صوتك شكلك مضايقه ف حاجه حصلت لوالدتك؟

فقد أخبر فارس ناهد ان والدته مريضه قلب وتتعب كثيرا وليس معها سوي اخته وانه جاء لبنان بحثا عن عمل يدر عليه المال حتي يستطيع أن يعتني بها.

ناهد :فينك مش بترد ليه. 

وهنا خطرت لفارس فكره يحقق بها ما طلبه منه مراد وينهي هذه الحكايه الي هذا الحد. 

فارس :انا كنت محتاج منك خدمه محدش هيقدر يعملهالي غيرك. 

ناهد :طبعا اي حاجه. 

فارس :طيب انا عاوز الباسبور بتاعك بكره الصبح قبل ما تروحي الجامعه. 

ناهد متعجبه :الباسبور! ليه وهتعمل بيه ايه. 

فارس مدعيا التعب:انا مش قادر اشرحلك دلوقتي انا محتاج استريح شويه بس اوعي تنسي بكره ضروري. 

ناهد متسائله :فيه ايه ي فارس انا مش فاهمه حاجه. 

فارس وقد نفذ صبره :خلاص شكرا ي ناهد مش عاوز حاجه. 

ناهد :استني بس خلاص تمام هقابلك الصبح اديلك الباسبور. 

فارس :هو صحيح الباسبور ساري مش كده؟

ناهد :اه 

فارس :تمام تصبحي علي خير دلوقتي واقابلك الصبح هتوحشيني بحبك قوي. 

ناهد :وأنا كمان بحبك قوي ي فارس. 

فارس متغاضيا :تصبحي علي خير. 

ناهد :وانت بخير. 

كانت هذه أول مره تقولها ناهد لانها لو مره تشعر بها تشعر بكل هذا الحب بداخلها له فقط وعندما سمعت صوته حزينا شعرت بغصه ف صدرها أدركت وقتها انها حقا تحبه انها تريد ذلك الفارس الذي اقتحم حياتها الذي رسم الفرحه علي شفتيها ذلك الفارس الذي جعل قلبها يدق للمره الاولي فهو فقط من استحق امتلاك قلبها وعقلها لذلك ارادت ان تقول له احبك تقول له انها تبادله نفس المشاعر. 

علي النقيض انتفض فارس لكلمتها واهتزر كيانه لها فهو لم يعتد من ناهد علي سماع مثل هذه الكلمات منها ولكنه مستمر فيما يفعله وفيما يخطط له فكلامها لن يجدي معه نفعا فبالنسبه له قد تأخرت كثيرا فغدا صباحا سينتهي كل شئ اعلم انها ستلعنني في كل لحظه اعلم انها لن تفتح قلبها بسهوله مره اخري اعلم انها ستبكي بل وستنهار لكن هي في كفه ميزان واحده مع امي واختي واي منطق هذا الذي يجعلني أرجح كفتها هي علي كفه امي واختي ستمر الايام وستنساني كل ما أستطيع أن أعدك به ي ناهد انه لن يلمس شعره من رأسك لن أكون السكينه التي ستطعنك لكن اعذريني ليس لدي اكثر من هذا لأقدمه لكي سواء ستسامحيني ام لا فستظلين أجمل من رأت عيني ستظلين أجمل ما حلمت به.

محمد :أتاخرت ليه كده ي فارس انت مش عارف ان النهارده لازم الشحنه تكون جاهزه عشان خلاص هتتسلم بكره. 

فارس :معلش ي محمد راحت عليا نومه. لم يستطع ان يقول له انه كان مع أخته كان ينهي كل شي بيده كان يحطم رابط الصداقه الذي جمعهما كان يستعد ليغرس السكين ف صدره. 

محمد :ولا يهمك اجري بسرعه عشان نلحق نخلص. 

فارس :تمام بعد اذنك. 

حاول كثيرا الالتهاء بالعمل محاولا نسيان ما سيحدث متغاضيا كل ما فعله لكنه لم يستطع ظلت الأفكار تنهش ف عقله كالسرطان الذي كاد ان يقتله يتذكر ناهد صباحا الذي أعطته جواز سفرها بيديها لثقتها به كيف سيخون هذه الثقه لم يكن أمامه شي سوي أن يلجأ الي الله لعله يجد له مخرجا. 

الوالد :ايه الاخبار ي محمد كله تمام. 

محمد :تمام ي بابا الشحنه جهزت وبكره هتتسلم ف معادها ان شاء الله. يطرق الباب ليدخل فارس. 

محمد :جيت ف وقتك يذهب اليه محاولا تطويق رقبته بذراعه كنوع من الحميميه فارس تعب معانا الفتره اللي فاتت دي جامد عاوزينله مكأفاه حلوه أو بنت حلوه هههههه. 

الوالد :طبعا ي محمد كفايه انه صاحبك ربنا يخليكوا لبعض ويديم الاخوه بينكوا. 

محمد ملاحظا شرود فارس :مالك ف ايه شكلك تعبان النهارده. 

فارس :اه عشان كده جيت استئذنك امشي وعموما كل شي تمام. 

محمد مستئذنا والده :خلاص تمام بس متتأخرش بكره. 

فارس :أكيد. 

فارس محدثا ناهد ان تذهب الي المطار تنتظره هناك فمهما حدث سوف يكمل ما بدأه فهو ورغم كل الحميميه الذي يعامله بها محمد ووالده وناهد الا انه لا يستطيع أن يتراجع سوف ينهي بيده كل شي سوف يخون صديقه الذي ادخله بيته وعامله كأخيه سوف يدمر والده الذي وثق به وجعله عاملا ف مصنعه والاسواء من هذا وذاك سوف يخون من احبته وجعلته ملكا علي عرش قلبها. 

 

ناهد بصوت مختنق :انا ناهد ي محمد. 

محمد : ناهد انتي فين ايه اللي بيحصل وازاي بترني من رقم مصري. 

ناهد :عشان انا في مصر بس انا مش عاوزاك تقلق عليا اطمن وطمن بابا انا بخير وهرجع طيارتي كمان ساعه. 

الوالد محاولا خطف التليفون من محمد :انتي ازاي سافرتي مصر وليه وفارس هو اللي سفرك فعلا. 

ناهد غير قادره ان تمسك دموعها اكثر من ذلك :انا اسفه قووي ي بابا لما ارجع هحكيلك كل حاجه سامحني. 

وفجأه اختفي مراد ويجلس محمد والوالد غير مدركين لما يحدث. 

مراد :انا هعرف ازاي اندمك علي اللي انت عملته ده ي فارس صدقني هخليك تبكي بدل الدموع دم. 

فارس محاولا استعطافه :انا ماشي وسايب البلد ارجوك انساني وانسي انك شفتي. 

مراد وكأنه لم يسمعه وظل يصب عليه اللعنات وبعدها أغلق المكالمه دون انتظار رد. 

فارس :اسمعني ي محمد انا عارف اني غلطان ومهما حاولت اعتذرلك مش كفايه بس انا فقت انا اللي خليت ناهد تكلمك انا غلطت كتير وخنت الامانه ومصنتش العيش والملح بس حاول تسامحني وخلي ناهد تسامحني هيا كمان لو قدرت. 

محمد دون رد يغلق المكالمه فهو لا يعرف بماذا يرد وماذا يقول  هل يسأله لماذا لم يصن صديقه وشرفه؟ وكيف انتهك حرمه بيته ام يستفسر عن خيانته لصديقه الذي كان يعده أخيه الثاني لكنه آفاق فلولاه لكنا وقعنا تحت أيادي ذلك المدعو مراد ووقتها كانت الخساره ستكون فادحه. 

ناهد وفارس الان وجها لوجه ف المطار لا يستطيعا الكلام فقط عيونهم لكنها تتحدث بالدموع 

فارس :انا لا هبرر اللي عملته ولا هتأسف لاني مهما بررت ولا اتأسفت معتقدش انه هيخليكي تسامحيني بس يمكن اللي عملته لما بعتلك اختي تقابلك ف المطار وتحاول تبعدك عن رجاله مراد يمكن ده يخليكي تسامحيني علي الأقل. 

ناهد صامته فليس لديها سوي دموعها لتتحدث بهم. 

فارس :ارجوكي كفايه وحمدلله علي سلامتك انا راجع مصر ومش هتشفيني تاني ولا هتسمعي صوتي حتي حاولي تنسيني وعيشي حياتك لاني مستاهلش دمعه واحده من عنيكي واوعي تندمي علي طيبتك وقلبك الأبيض هما بس وقعوا ف ايد واحد مش بيقدر اخر حاجه هتفضلي احلي حاجه حصلتلي ف حياتي اشوفك علي خير. 

ناهد غير مصدقه انها النهايه لكنها اكملت طريقها متذكره ما فعله غير آبه بكلامه. 

تعالي ي ناهد ادخلي بابا مستنيكي جوه انا اسفه قووي اني خنت ثقتك اني خذلتك حقك عليا. 

ظلت ناهد جليسه غرفتها فلم تعد تقوي علي الحراك ظلت راقده علي سريرها ضامه بيديها قدميها كالجنين الرافض للواقع الي أن وصلتها رساله من فارس غير مصدقه انه هو انتفضت والقت الموبايل بعيدا وظلت تنتحب فهي لم تعد تريد أن تراه او تعرف عنه شي يكفيه ما فعله بها ولكنها تراجعت عندما تذكرته أمامها وتذكرت انه انقذها ف النهايه فهو لم يسلمها كبش فدا لذلك الندل مراد لتصعق عندما تقرأ رسالته. 

أنا مش عارف محمد قالك ولا لا بس انا متأكد انه مقلكيش لاني واثق ف قلبك الطيب وواثق انك كنتي هتكلميني مهما حصل مراد نفذ تهديده ي ناهد حرمني من امي واختي انا مبقاش فاضلي حد ف الدنيا انا خسرت كل اللي ليا ف الدنيا ومش عاوز اخسرك انتي كمان محمد سامحني انا كنت عارف انه جدع وواثق انه من ارجل الناس وعمره ما خذلني اتمني يكون قلبك زي قلبه بيعرف يغفر ويسامح. 

لتصرخ فجأه من هول الصدمه وكأنها تريد أن يكون ما قرأته غير حقيقي ليسمع صوتها محمد ويتجهه نحوها مسرعا. 

محمد :مالك ي ناهد ف ايه. 

ناهد :هو صحيح اللي حصل مع فارس ده. 

محمد :قصدك بخصوص والدته واخته. 

ناهد :اه 

محمد :ايوه انا اليومين اللي فاتوا كنت ف مصر واقف معاه ف العزا بعد ما كلمني وهو بيعيط ومفيش حد جنبه مقدرتش مروحش بس مرضيتش اقولك لاني عارف انك خلاص مبقتيش عاوزه تسمعي اسمه تاني. 

ناهد محتضه أخيها وهي تبكي :انا بحبه بحبه قوي ي محمد مش قادره انساه مش قادره اكمل حياتي عادي انا مش زعلانه منه انا خلاص سامحته. 

محمد :اهدي خلاص اللي انتي عاوزاه انا هعمله هو احنا عندنا كام ناهد يعني محاولا اضحاكها والتخفيف عنها. 

مرت الايام ثقيله سواء علي ناهد من ناحيه او فارس من الناحيه الاخري كلاهما كان متأملا كان يتمني ان تنقشع الغمه ان يعود كل شي كالسابق وكأن ما حدث مجرد كابوس واستيقظوا منه. 

فارس :احضنيني كمان عشان أصدق. 

ناهد :خلاص طيب الناس بتتفرج علينا. 

فارس :هما بيتفرجوا علي احلي واجمل وارق عروسه ف الدنيا انا مش مصدق ي ناس معقول النهارده فرحنا انا لو فضلت اشكر محمد العمر كله مش كفايه لولاه ولولا اللي عمله مع والدك مكناش وصلنا للحظه دي. 

ناهد :صدقني بابا بيحبك لولا انه سامحك مكنش وافق اننا نتجوز. 

فارس :انا عارف انه بيحبني طبعا عشان يديني بنته اللي اكيد سعادتها وراحتها اهم حاجه عنده ف الدنيا. 

ناهد :انا بحبك قوي ي فارس اوعي تزعلني تاني أو تخلي دمعه واحده تنزل من عيني. 

فارس :دا انتي وعينك في عيني انتي الحب اتخلق عشان عنييييكي اوعدك اني هكون الراجل اللي بتتمنيه ليصرخ فجأه وسط الحضور بحبببببببببك. 

تمت 

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك