ناهد : ايه ده دا هو صورته وصفحته معقول! بعتلي بيقولي ازيك كمان كأننا صحاب طاب ارد اقوله ايه ولا مردش لا انا عاوزه ارد هقوله تمام عادي مفهاش حاجه وبعدين دا صاحب اخويا وأكل ف بيتنا عيش وملح ومصري كمان يعني جدع ولا يمكن هيغدر بيا
فارس :انا عارف اني جرئ وممكن تفهميني غلط بس والله انا نيتي خير
ناهد :تمام
فارس :هو انتي مش حافظه غيرها متحسسنيش اني تقيل وعاوزه تخلصي مني لو كده قولي انا مش هفرض نفسي عليكي
ناهد :لا ابدا مش كده بس انا مش عارفه اقول ايه .
فارس :اقولك انا ي ستي قوليلي عندك كام سنه بتدرسي ايه وهل انا عجبتك زي ما انتي عجبتيني
ناهد :صمتت قليلا وهي تقرأ اخر الجمله احقا ما قرأته ام انها قله النوم
عندي 19 سنه ف كليه صيدله
فارس :بس كده في حته لسه مجاوبتيش عليها؟
ناهد:.......................
وظلوا يتبادلان أطراف الحديث طوال الليل حتي شعروا بالتعب وتأخر الوقت والحاجه الي النوم فأغلقوا هواتفهم ليغرق كلا منهم ف احلام اليقظه فناهد لا تصدق ان ما حدث حقيقه فمن المستحيل ان ترأه ف الصباح مع أخيها وتحبه في المساء ثم ماذا سيكون رده فعل أخيها ووالدها الذي يعمل فارس كعامل ف مصنعه فهو لا يملك شهاده حتي ليتم تعينه كموظف له مكتب ولا تعلم مارأيها هي هل ستظل تدرس الصيدليه لخمس سنوات وتكون نهايتها ان تتزوج عامل لا يملك شهاده
ولكنها طردت كل هذه الأفكار من رأسها لمجرد انها تخيلته أمامها بوسامته وجمال ضحكته وعينيه العسليتين فضحكت وأكملت أحلامها.
أما هو فلا يصدق ان ما يخطط له يسير بمنتهى السهوله وقريبا سيصل الي ما يريد.
الوالد:مالك ي ناهد مش بتأكلي وسرحانه ف ايه
ناهد:هاااا من الحراسه ي بابا بجد حاجه تخنق انا مش عارفه اخد نفسي منهم حاسه اني متراقبه حاولت ناهد ان تشتت انتباههم بما قالته لأنها لا تستطيع أن تقول انه اليوم الثالث ولم تسمع صوته حتي انها ارسلت له رساله لكنه رأها ولم يجيب.
مصطفي:فعلا ي بابا الموضوع بقي زياده عن العادي دا ناقص يدخلوا معانا الحمام مش كفايه اجهزه التتبع اللي ف موبايلاتنا دا حصار.
محمد:انا مع بابا ف الشغل وعارف أن أعداء بابا مستنين فرصه علشان يؤذوه وعارفين ان ولاده هما نقطه ضعفه.
الوالد: ان شاء الله ده هيكون وضع مؤقت وكل شي هيرجع لوضعه الطبيعي قريب.
انصرف الجميع ولكن ظلت ناهد ساكنه مكانها تحرك الملعقه يمينا ويسارا ف الطبق لكن عقلها لا يزال يفكر ويطرح السؤال تلو السؤال لكن بلا اجابه ظلت تلوم نفسها كيف استسلمت بهذه السهوله كيف سلمته عقلها وتعلق به قلبها فهي حتي لم ترأه او تتحدث معه سوي مره واحده فكيف استطاع ان يأخذ كل هذا الحيز من تفكيرها وقررت بداخلها ان تغلق هذا الموضوع وكأنه لم يكن وتعود لدراستها التي اهملتها الايام الماضيه.
ناهد:انت بتعمل ايه هنا ودخلت الجامعه ازاي ووصلتلي ازاي والحارس اللي بره شافك.
فارس :اهدي اهدي بشويش هجاوب علي سؤال سؤال بعمل ايه هنا وحشتيني فجيت شفتي سهله ازاي دخلت ازاي بقي دي لعبتي الموضوع ما اختلفش قوي ف لبنان عن مصر دا بالعكس دا هنا علي نياتهم قووي الحارس اللي بره مشفنيش متخافيش انا لايمكن اؤذيكي.
كان من المفترض أن تلتفت ناهد الي كلماته وكيف استطاع خداع الأمن والكذب والتحايل عليهم أيا كانت نيته فهو كاذب محتال ومخادع لكنها كانت غارقه ف ابتسامته سعيده أنه يستطيع فعل اي شي لكي يصل لها ولكنها افاقت فجأه من سكرتها لتسأله عن اختفائه؟
ناهد:انت كنت فين كل ده وازاي متكلمنيش طول التلات ايام اللي فاتوا دول ومعرفش عنك حاجه .
فارس :ما انتي لو كنتي سألتي اخوكي محمد كنتي عرفتي!
ناهد:انت مجنون اسأل محمد ازاي يعني؟
فارس :اخوكي ي ستي ساحلني ف الشغل وتدريبات هنا وهنا وبرجع اخر اليوم مش شايف قدامي بنام لتاني يوم.
لم يكن ما يدعيه فارس هو الحقيقه هو فقط أراد مثلما يقولون ف مصر" ان يسويها علي نار هاديه"
ناهد:معقول حتي مش فاضي خمس دقايق تكلمني .
فارس :لا طبعا فاضي بس الخمس دقايق دول مش هيخلوني اشبع منك
أحمرت ناهد خجلا فهو استطاع ان يقتحمها ليس كأي احد قبله لم يقطع حديثهما سوي نداء زميلتها فرح عليها
ناهد:انا عندي محضره دلوقتي ولازم امشي
فارس :طيب هشوفك امتي تاني
ناهد:مش عارفه انت عارف اكيد من محمد موضوع الحراسه اللي ماشيه ورانا ف كل مكان لدرجه الواحد مش بيعرف يتنفس
فارس:اه خلاص هكلمك النهارده بالليل ونتفق هتوحشيني
ناهد:تمام...........
يجلس الوالد داخل مكتبه ويتذكر حديثه مع أبنائه ف الصباح ورغبتهم ف التنفس والعيش حياه هادئه بدون توتر وخوف وحراس يتتبعون خطأهم لكن خوفه مما حدث ف الماضي مع والدتهم ان يتكرر ويكون هذه المره الضحيه أحد أبنائه يجعله يستمر فيما يفعله بدون أي شعور بالذنب فحياه أبنائه اهم لديه من كونهم سعداء ام؟
#يتبع
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق