ما بين الحب والحرب

كانت ناهد تنتظر اخويها ف الخارج وهم يحاولان مع والدهما لكي يسامحها ويسمح لها بالعوده للعيش معهم مره اخري ف المنزل بعدما عادت نادمه طالبه العفو. 

مصطفي : بس دي اختنا وندمانه وكفايه اللي حصل معاها علمها درس قاسي قووي. 

محمد:انا معاك انها غلطت ومتستحقش ومتستاهلش حاجه مننا وابسط حاجه اننا نطردها بس فكر كده مصيرها هيكون ايه. 

الاب: انا بنتي تعمل فيا كده انتوا فاكرين انا زعلان عليها بس انا زعلان علي نفسي كمان اني بعد العمر ده كله طلعت معرفش بنتي اللي مربيها علي ايدي انا عمري ما هسامحها. 

محمد :حقك علينا كلنا ي بابا احنا هنجيبها دلوقتي تبوس علي رأسك وايدك وتربيها من اول وجديد كمان لو عاوز. 

تجلس ناهد وهي تتذكر كل ما حدث لها وكيف بغبائها وبعندها أوصلت نفسها الي هنا لم تخنها ذاكرتها لتنسي فكانت تتذكر كل شي بتفاصيله تتذكر اول يوم دخل فيه البيت كتفه بكتف أخيها محمد ليلفت نظرها من اول نظره وكيف لا وهو يحمل صفات فارس أحلامها. 

ناهد :محمد مين ده اول مره اشوفه معاك. 

محمد :ده فارس صاحبي لسه واصل من مصر عشان كده اول مره تشوفيه ليييه. 

ناهد : هاااا مفيش بسأل بس وهو جاي لبنان ليه شغل ولا دراسه. 

محمد : لا شغل وعاوز يستقر ويتجوز لبنانيه ويعيش هنا بعد اللي حكتهوله عن لبنان وجمال بنات لبنان هههههههه. 

ناهد : طاب روح ي محمد لصاحبك ولا استني هما بنات مصر مالهم يعني دا حتي جدعان. 

محمد : لا انتي فاهمه غلط هو عاوز يتجوز واحده ست مش واحد صاحبه هههههه هههههه هههههه.!

ناهد :علي فكره لا انت ولا صاحبك عندكوا ذوق اصلا انا مش عارفه بضيع وقتي واتناقش مع واحد زيك ليييه 

محمد :علي رأيك روحي جهزيلنا الغدا اعملي حاجه مفيده ف حياتك حتي تلاقي حد يتجوزك ونخلص منك 

ناهد:............................. 

احقا هذا ما يسمونه الحب من النظره الاولي ام انها جمله ليس لها أي أساس من الصحه ولكني لأول مره أشعر بمثل هذه الاحاسيس قلبي لا يتوقف عن الخفقان ولاعقلي يتوقف عن التفكير فيه ولا جسدي الذي يريد أن يرتمي بين أحضانه وأعتقد أيضا انه يبادلني نفس المشاعر فعينيه عندما التقت بعيني لم يحاول ابعادها وبينما هي سارحه أتتها رساله علي الفيسبوك 

ناهد : ايه ده دا هو صورته وصفحته معقول بعتلي بيقولي ازيك كمان كأننا صحاب طاب ارد اقوله ايه ولا مردش لا انا عاوزه ارد هقوله تمام عادي مفهاش حاجه وبعدين دا صاحب اخويا وأكل ف بيتنا عيش وملح ومصري كمان يعني جدع ولا يمكن هيغدر بيا 

فارس :انا عارف اني جرئ وممكن تفهميني غلط بس والله انا نيتي خير 

ناهد :تمام 

فارس :هو انتي مش حافظه غيرها متحسسنيش اني تقيل وعاوزه تخلصي مني لو كده قولي انا مش هفرض نفسي عليكي 

ناهد :لا ابدا مش كده بس انا مش عارفه اقول ايه 

فارس :اقولك انا ي ستي قوليلي عندك كام سنه بتدرسي ايه وهل انا عجبتك زي ما انتي عجبتيني

ناهد :صمتت قليلا وهي تقرأ اخر الجمله احقا ما قرأته ام انها قله النوم 

عندي 19 سنه ف كليه صيدله 

فارس :بس كده في حته لسه مجاوبتيش عليها؟

ناهد:....................... 

وظلوا يتبادلان أطراف الحديث طوال الليل حتي شعروا بالتعب وتأخر الوقت والحاجه الي النوم فأغلقوا هواتفهم ليغرق كلا منهم ف احلام اليقظه فناهد لا تصدق ان ما حدث حقيقه فمن المستحيل ان ترأه ف الصباح مع أخيها وتحبه في المساء ثم ماذا سيكون رده فعل أخيها ووالدها الذي يعمل فارس كعامل ف مصنعه فهو لا يملك شهاده حتي ليتم تعينه كموظف له مكتب ولا تعلم مارأيها هي هل ستظل تدرس الصيدليه لخمس سنوات وتكون نهايتها ان تتزوج عامل لا يملك شهاده 

ولكنها طردت كل هذه الأفكار من رأسها لمجرد انها تخيلته أمامها بوسامته وجمال ضحكته وعينيه العسليتين فضحكت وأكملت أحلامها. 

أما هو فلا يصدق ان ما يخطط له يسير بمنتهى السهوله وقريبا سيصل الي ما يريد. 

الوالد:مالك ي ناهد مش بتأكلي وسرحانه ف ايه 

ناهد:هاااا من الحراسه ي بابا بجد حاجه تخنق انا مش عارفه اخد نفسي منهم حاسه اني متراقبه حاولت ناهد ان تشتت انتباههم بما قالته لأنها لا تستطيع أن تقول انه اليوم الثالث ولم تسمع صوته حتي انها ارسلت له رساله لكنه رأها ولم يجيب 

مصطفي:فعلا ي بابا الموضوع بقي زياده عن العادي دا ناقص يدخلوا معانا الحمام مش كفايه اجهزه التتبع اللي ف موبايلاتنا دا حصار. 

محمد:انا مع بابا ف الشغل وعارف أن أعداء بابا مستنين فرصه علشان يؤذوه وعارفين ان ولاده هما نقطه ضعفه

الوالد: ان شاء الله ده هيكون وضع مؤقت وكل شي هيرجع لوضعه الطبيعي قريب. 

انصرف الجميع ولكن ظلت ناهد ساكنه مكانها تحرك الملعقه يمينا ويسارا ف الطبق لكن عقلها لا يزال يفكر ويطرح السؤال تلو السؤال لكن بلا اجابه ظلت تلوم نفسها كيف استسلمت بهذه السهوله كيف سلمته عقلها وتعلق به قلبها فهي حتي لم ترأه او تتحدث معه سوي مره واحده فكيف استطاع ان يأخذ كل هذا الحيز من تفكيرها وقررت بداخلها ان تغلق هذا الموضوع وكأنه لم يكن وتعود لدراستها التي اهملتها الايام الماضيه. 

ناهد:انت بتعمل ايه هنا ودخلت الجامعه ازاي ووصلتي ازاي والحارس اللي بره شافك. 

فارس :اهدي اهدي بشويش هجاوب علي سؤال سؤال بعمل ايه هنا وحشتيني فجيت شفتي سهله ازاي دخلت ازاي بقي دي لعبتي الموضوع ما اختلفش قوي ف لبنان عن مصر دا بالعكس دا هنا علي نياتهم قووي الحارس اللي بره مشفنيش متخافيش انا لايمكن اؤذيكي. 

كان من المفترض أن تلتفت ناهد الي كلماته وكيف استطاع خداع الأمن والكذب والتحايل عليهم أيا كانت نيته فهو كاذب محتال ومخادع لكنها كانت غارقه ف ابتسامته سعيده أنه يستطيع فعل اي شي لكي يصل لها ولكنها افاقك فجأه من سكرتها لتسأله عن اختفائه؟ 

ناهد:انت كنت فين كل ده وازاي متكلمنيش طول التلات ايام اللي فاتوا دول ومعرفش عنك حاجه 

فارس :ما انتي لو كنتي سألتي اخوكي محمد كنتي عرفتي 

ناهد:انت مجنون اسأل محمد ازاي يعني 

فارس :اخوكي ي ستي ساحلني ف الشغل وتدريبات هنا وهنا وبرجع اخر اليوم مش شايف قدامي بنام لتاني يوم. 

لم يكن ما يدعيه فارس هو الحقيقه هو فقط أراد مثلما يقولون ف مصر" ان يسويها علي نار هاديه" 

ناهد:معقول حتي مش فاضي خمس دقايق تكلمني 

فارس :لا طبعا فاضي بس الخمس دقايق دول مش هيخلوني اشبع منك 

أحمرت ناهد خجلا فهو استطاع ان يقتحمها ليس كأي احد قبله لم يقطع حديثهما سوي نداء زميلتها فرح عليها 

ناهد:انا عندي محضره دلوقتي ولازم امشي 

فارس :طيب هشوفك امتي تاني 

ناهد:مش عارفه انت عارف اكيد من محمد موضوع الحراسه اللي ماشيه ورانا ف كل مكان لدرجه الواحد مش بيعرف يتنفس

فارس:اه خلاص هكلمك النهارده بالليل ونتفق هتوحشيني 

ناهد:تمام...........

يجلس الوالد داخل مكتبه ويتذكر حديثه مع أبنائه ف الصباح ورغبتهم ف التنفس والعيش حياه هادئه بدون توتر وخوف وحراس يتتبعون خطأهم لكن خوفه مما حدث ف الماضي مع والدتهم ان يتكرر ويكون هذه المره الضحيه أحد أبنائه يجعله يستمر فيما يفعله بدون أي شعور بالذنب فحياه أبنائه اهم لديه من كونهم سعداء ام لا. 

الوالد:تعالي ي محمد طمني اخبار الشغل ايه؟ 

محمد:كله تمام والشحنه جاهزه علي التسليم 

الوالد:واخبار صاحبك ايه مبسوط ف شغله؟

محمد:ماشي الحال بس انا مش مرتاحله بحسه قرفان من الشغل وبيتكبر علي العمال اللي يشوفه دلوقتي ميشوفهوش وهو بيترجاني علشان اشوفله شغل. 

الوالد:هو انت تعرفه كويس الولد دا ي محمد لدرجه تجيبه معاك البيت!

محمد:انا بس مكنتش عاوز احسسه انه شغال عندنا دا برضو صاحبي اه لينا فتره مش بنتكلم بس هو من اجدع الناس اللي عرفتها عمري ما احتجته ف حاجه وخذلني. 

الوالد:اديك بتقول ليكوا فتره مش بتتكلموا متعرفش ايه اللي حصل معاه ايه اللي اتغير فيه فخليه تحت عينك وحاول متجبهوش البيت تاني لغايه ما تطمنله انت عارف انا بخاف عليكوا ازاي من بعد اللي حصل لوالدتك. 

محمد:اللي انت شايفه صح انا هعمله. 

الوالد:طيب روح علي شغلك دلوقتي وابقي طمني 

محمد:حاضر 

الوالد:مرام ف مواعيد تاني النهارده؟

مرام:لا ي افندم. 

خرج محمد من مكتب والده لكن كلامه لم يخرج ظل يتردد علي مسامعه مره تلو الاخري فارس اخواتك والدتك ظلت هذه الكلام ف أذنه فهو وعلي الرغم من مرور خمس سنوات علي وفاه والدته الا انه لايستطيع ان ينسي كيف كانت غارقه ف دمائها وما فعله بها هذا الخسيس مراد كنا جميعا كعادتنا خارج المنزل وكانت بمفردها وعدت انا ف البدايه لاجد هذا المشهد. 

محمد:بابا الحقني ف ناس اتهجموا علي الفيلا وسرقوها وقتلوا مامااااااا قالها ويكاد قلبه يقف من شده الحزن. 

الوالد:خليك عندك ي محمد واتصل بأخواتك قلهم يتأخروا شويه بأي حجه المهم ميجوش دلوقتي خالص. 

محمد :ليه ي بابا! 

الوالد:نفذ الكلام من غير ولا كلمه سمعت. 

محمد:حاضر قالها وهو يشعر بالاختناق والدموع لا تتوقف عن الأنسياب علي خديه. 

الوالد:ي دكتور احنا لا هنبلغ البوليس ولا عاوزين شوشره انت هتطلع تصريح دفن بسكته قلبيه. 

محمدمندهشا :ايه اللي بتقوله ده ي بابا انت بتضحي بماما عشان خاطر نفسك وشغلك وسمعتك. 

الوالدوكانه لم يسمع :محمد اتصل بأخواتك خليهم يجوا يودعوا امهم قبل ما نخرج علشان نلحق ندفنهاوإياك حد يعرف حاجه من اللي حصلت دي سامعني ي محمد.

كان الحزن سيد الموقف فالجميع ف حاله صدمه لا يستطيعوا تصديق ما حدث وخاصه مصطفي وناهد الذين لم يكونوا علي علم بما حدث قبل مجيئهم. 

محمدمحدثا نفسه:معقول اللي انا شايفه ده معقول بابا حزين قوي كده علي ماما لدرجه بيعيط عليها ولا بيأكل ولا بيشرب طول عمره قاسي اوامره عسكريه حتي علي ماما هو اه بيحبنا بس علي طول بيخبي الحب ده دايما شايف ان الحب ضعف وهو عمره ما كان ضعيف. 

مصطفي متسائلا :ايه اللي جاب البوليس هنا ي محمد هو فيه ايه؟ 

محمد :مش عارف ي مصطفي لما يمشوا نسأل بابا.

يتبع.. 

 

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك