مجاهدة النفس والابتعاد عن المغريات علاجا لترك العادة السرية .
وهو العلاج الثامن عشر في كتابي المسمي : الاستغناء عن الاستمناء .
يا شباب وفتيات خير الأديان , عباد الرحمن , أتباع من تعرض عليه الأعمال , اعلموا تمام العلم أنكم تتعاملون مع رب كريم حليم كتب على نفسه الرحمة ، ولا تظنواً أنكم تستطيعون ترك فعلة مثل هذه أو أكبر أو أقل , هكذا بسهوله بمجرد اتخاذ قرار خال من إلزام أو دلائل صدق واجتهاد وعزم للوصول للمراد لا سيما مدمنها إلا بإرادة الملك , فإننا لم ولن نستطيع أن ننل شيئاً مثل هذا بلا اجتهاد وتضحية وبذل غالى ونفيس وتحدٍ لأمور أدمنها الفؤاد وأخذت حيزاً به البأس في القلب ملك الجوارح وسيدها .
فلابد لتحدٍ كبير واجتهاد صادق وصبر يعين علي عوائق مراقبة وتربية الحياة الغريزية و المكتسبة، وأنت ملزم ومأمور بترك هذه الفعلة المذمومة , وأنت تستطيع حقاً تركها متى ابتعدت عنها وعن مقدماتها وكل ما هو مثير للشهوة مقرب من العادة السيئة مؤذن بمزاولتها .
واعلم أخي قولك ربك وافقه : [ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ] فالمجاهدة سبب عظيم في البعد عن العادة الضارة .
وفي هذا يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى : يجب على الإنسان أن يصبر عن الاستمناء ؛ لأنه حرام لقول الله تعالى { والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون }
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم .
ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله : أحب الأعمال إلى الله ما أُكْرِهَتْ عليه النفوس .
وقال عبد لله بن المبارك رحمه الله : إن الصالحين قبلنا كانت تواتيهم أنفسهم على فعل الخير ونحن لا تواتينا أنفسنا إلا أن نكرهها .
فعلى الإنسان العاقل طالب الجنان أن لا يمل من مجاهدة نفسه طامعا فيما عند ربه من ثواب وأجر عظيم وخوفاً من غضبه وعقابه الشديد .
واعلموا أحبتي أن لذة الإيمان تفوق لذة الشهوات بكثير، وإن أهل الطاعات في نعمة لو علم أهل الملوك عظيم حلاوتها لقاتلوهم عليها بالسيوف، ولكن لا تنال هذه اللذة إلا بالجهد والمثابرة؛ فإن لذة الشهوة المحرمة ولذة العبادة الطيبة لا تجتمعان في قلب.
بالله عليك النظر إلى وجه خالق هذا الكون العظيم لا يستحق منك الصبر عن النظر إلى زانية أو زان في الأفلام الماجنة {وكلها كذلك } أو ممارسه عادة قبيحة ؟!
تدبر هذا الأمر، وإنه لمعين لك على الطريق، إن رسول الله أخبرنا بحالنا هذا بكلمة واحدة { سيأتي زمان على أمتي القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر} ،نعم هذا هو الزمن الذي قال عنه الرسول بلي والله إنه عصرنا الموصوف بالله عليكم هل من تشبيه لحالنا أدق من هذا التشبيه ؟ وأكمل الحديث أجر الواحد منهم بخمسين منكم يخاطب بذلك الصحابة رضوان الله عليه.
(أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه ابن ماجه).
اصبر أُخيَّ الغالي ، وما صبرك إلا بالله، ومن تصبَّر يصبره الله وإياك أن تتخيل أن الله سيضيع أجرك وأجر صبرك، وأن لا نضيع أجر من أحسن عملاً .
وكتبه: عمر عرفات
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق