مذبحة بحر البقر الذكرى المنسية
في 5 يونيو من عام 1967 شهدت المنطقة العربية حرباً استغرقت ستة أيام بين إسرائيل وجيرانها العرب، وقد تركت تلك الحرب بصماتها على المنطقة حتى يومنا الراهن.
أدى انتصار إسرائيل إلى احتلال شبه جزيرة سيناء إلى تحطيم القوة العسكرية لمصر والأردن وجانب من القوة العسكرية في حين أن خسائر العدو من الأسلحة كانت ضئيلة بالمقارنة لخسائر العربية الفادحة.
في عام 1967 بعد احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء، اندلعت حرب استنزاف بين مصر وإسرائيل في ضفتي قناة السويس؛ قامت مصر بشن هجمات موسعة على المواقع الإسرائيلية وبادرت إسرائيل أيضًا بالقصف المماثل علي مدن القناة والقوات المتمركزة فيها، بدأت هذه المعارك في البداية بمعركة رأس العش والهجوم علي ميناء إيلات الإسرائيلي وغيرها، وخلال عامي 1968 و 1969 زادت عدد الهجمات المصرية على المواقع الإسرائيلية في سيناء واستطاعت القوات المصرية التوغل خلف الخطوط الإسرائيلية محدثة خسائر ضخمة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
من ضمن الهجمات الإسرائيلية الهجوم على مدرسة بحر البقر. مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التي تقع بقرية بحر البقر مركز الحسينية، محافظة الشرقية. تتكون المدرسة عبارة من مبنى من دور واحد وتضم ثلاثة فصول وعدد تلاميذها مائة وثلاثون طفلا أعمارهم تتراوح من ستة أعوام إلى اثني عشر عاماً.
كان صباح يوم الأربعاء صباحًا عاديًا ودعت الأمهات أطفالهن بعد أن وضعت لهم الوجبة الشهية في الحقيبة المدرسية، المعلمون داخل الفصول يقومون بإعداد الدروس هذا اليوم، اتجه الأطفال إلى مكان آخر.تم تمييز هذا اليوم على أنه تفجير مدرسة بحر البقر الذي حدث منذ أكثر من خمس عقود.
مجزرة بحر البقركانت عبارة عن هجوم شنته القوات الجوية الإسرائيلية في صباح يوم الثامن من أبريل عام 1970 م، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، أسفر الهجوم عن مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة بالكامل وإصابة مدرّس و 11 عاملا بالمدرسة.
على الفور انتقلت سيارات الإطفاء والإسعاف لنقل المصابين وجثث الضحايا، وبعدها أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً بالحادث وأعلنت عن عدد الوفيات وعدد المصابين وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و 10 جنيهات للمصاب، وتم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعاً في متحف عبارة عن فصل من إجمالي 17 فصلا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية" مكتوب على جدار المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر".
وصفت مصرهذا العمل بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تماماً مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمداً بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف، بينما صرحت إسرائيل أنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.وموجود بالمدرسة الجنود العسكريين.
أثار الهجوم حالة من الغضب على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدُّوَليّ كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة القادمة من الولايات المتحدة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية.
من الأشياء المؤثرة أيضا رسالة باقي أطفال المدرسة إلى بات نيكسون زوجة الرئيس الأمريكي "هل تقبلين أن تقتل طائرات الفانتوم أطفال أمريكا؟"
من أشهر الأفلام التي تناولت هذه الحادثة فيلم العمر لحظة من بطولة الفنانة ماجدة وكانت بداخله أغنية بحبك يا بلادي من كلمات فؤاد حداد وغناها كورال من الأطفال، أيضا قصيدة صلاح جاهين التي عنتها شادية بعنوان الدرس انتهى.
تاريخ الشعب المصري غني بالأحداث التي يجب ان تدرس باستفاضة وتعرض باستمرار على شاشات التليفزيون حتى يتذكر الجميع بطولات الأجداد وأن المواطن المصري حفيد لإبطال عظماء ويكون قادر على الربط بين الماضي والحاضر.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق