مرض سرطان الدم ( اللوكيميا )! تشخيص وأعراض وعلاج !
انتشر مرض سرطان الدم في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة تحتاج لوقفة طبية؛ من أجل تفادي اتساع انتشاره، ومحاولة تخفيض نسبة المرض بين المرضى، وإيجاد علاج فعال له، أطلق الأطباء على هذا المرض عدة مسميات: فهو اللوكيميا أو ابيضاض الدم؛ وسنفهم فيما يلي لماذا يُسمى بهذا الاسم، تبدأ اللوكيميا حين يتغير أي يتحور الحمض النووي لخلية واحدة من خلايا النخاع العظمي، مما يجعله لا يستطيع أن يتطور ولا أن يعمل بشكل طبيعي. حيث تعتمد علاجات اللوكيميا على نوع اللوكيميا ، فقد انتشر له عدة أنواع سنتطرق لها بالتفصيل في السطور التالية، كما يعتمد على عمر المريض وعلى صحته العامة وعلى ما إذا كان سرطان الدم قد انتشر إلى أعضاء كثيرة بالجسم أو إلى أنسجة أخرى أم لا.
ما هو مرض سرطان الدم أو ابيضاض الدم؟
اللوكيميا هي سرطان يصيب الدم وخلايا نخاع العظم، بتوضيح أكثر؛ يُعرَّف السرطان بأنه عبارة عن نمو غير منظم ولا منضبط لخلايا غير طبيعية من الخلايا البيضاء بالدم أو بالنخاع العظمي. حيث يمكن أن يتطور السرطان في أي مكان بداخل الجسم.
أما في سرطان الدم، يحدث هذا النمو السريع للخلايا الغير طبيعية بنطاق سريع وخارج عن السيطرة في داخل خلايا نخاع العظام.
ومن ثم تنتقل هذه الخلايا المتكونة والتي هي غير طبيعية إلى مجرى الدم. على عكس باقي السرطانات الأخرى، لا يتشكل سرطان الدم عمومًا في شكل كتلة (ورم) مثل باقي السرطانات، فيمكن رؤيتها في الأشعة واختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية.
كما ذكرنا هناك أنواع عدة من اللوكيميا؛ بعضها هو الأكثر شيوعًا عند الأطفال؛ والآخر هو الأكثر شيوعًا عند البالغين.
يعتمد العلاج على نوع سرطان الدم لديك وعلى عدة عوامل أخرى يأتي ذكرها لاحقًا.
ما هو نخاع العظم؟
نخاع العظم هو النسيج الإسفنجي الرخو الذي يوجد في التجويف المركزي بداخل قطر الاسطواني للعظام.، عبارة عن شريط رفيع بداخل العظم، ووظيفته هي تصنيع كل أنواع خلايا الدم المختلفة ـ خلايا دم بيضاء (الخلايا المناعية)، خلايا دم حمراء (التي تحمل بالأكسجين)، صفائح دموية، بلازما الدم ـ بحيث حين توفر لجسمك ولنخاعك العظمي كافة العناصر الغذائية والموارد الأخرى يمكنك مساعدة هذه الخلايا على النمو. من شأن هذه الخلايا في الدم التي ذكرناها أن تحافظ على صحة أجسامنا خاصةً أثناء عملها بشكل طبيعي دون اختلال. وبالتفصيل ينتج نخاع العظم أربعة أنواع من خلايا الدم كالتالي:
- كريات أو خلايا الدم الحمراء. وهي التي تحمل الأكسجين مع المواد الأخرى لتوصله إلى باقي أنسجة وأعضاء الجسم كلها فهي الرسول للأكسجين والمواد الغذائية الذي يوزعهم على خلايا الجسم.
- كريات أو خلايا الدم البيضاء. المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد أية عدوى فهي تسمى الجيش الدفاعي.
- انتاج الصفائح الدموية التي تعمل على تجلط الدم في حالة النزيف والجروح.
- البازما وهي السائل الذي يحمل خلايا الدم.
ملحوظة:
يتم إنتاج مئات المليارات من خلايا الدم الجديدة بالنخاع العظمي يوميًا، وهذا ما يوفر لجسمك إمدادًا ثابتًا من الخلايا الطازجة والصحية.
كيف يتطور مرض سرطان الدم وكيف يؤثر على الجسم؟
تبدأ اللوكيميا في أثناء عملية نمو خلايا الدم بداخل النخاع العظمي، تبدأ كل خلايا الدم في بداية تكونها كخلايا مكونة للدم بدايةً من خلايا جذعية. ومن ثم تمر الخلايا الجذعية بعدة مراحل من التطور إلى أن تصل لشكلها النهائي والبالغ وهو الشكل الاعتيادي لكريات وخلايا الدم.
أولاً: تتطور خلايا الدم الجذعية أثناء بداية تكونها لحالتين وهما: إما إلى خلايا نخاعية أو إلى خلايا ليمفاوية. هذا إذا استمرت خلايا الدم في النمو بشكل طبيعي تمامًا، سيصل شكلها الطبيعي والبالغ لما هو تالي:
- الحالة الأولى تتطور فيها الخلايا النخاعية إلى خلايا الدم الحمراء وأيضًا إلى الصفائح الدموية وباقي أنواع معينة من خلايا الدم البيضاء (مثل الخلايا القاعدية ومثل الحمضات ومثل العدلات).
- أما الحالة الثانية فتتطور فيها الخلايا الليمفاوية إلى أنواع معينة من خلايا الدم البيضاء أيضًا ولكنها مثل (الخلايا الليمفاوية والخلايا القاتلة الطبيعية).
عندما تبدأ الخلايا الجذعية التي توجد في نخاع العظام بالانقسام والتكاثر، فإنها تنقسم لتنتج كل أنواع خلايا الدم المطلوبة والتي يحتاجها الجسم. لكن ما يحدث في المرضى الذين يعانون من اللوكيميا، يصبح نمو الخلايا سريع ومختل لينتج خلايا دم بيضاء غير طبيعية abnormal.
لذلك تبدأ خلايا الدم في التكاثر والانقسام إلى خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية بداخل النخاع العظمي. ولكن لو كنت مصابًا بسرطان الدم، فإن أحد أنواع خلايا الدم ـ خصوصًا خلايا الدم البيضاء ـ يبدأ في التكاثر بسرعة، بطريقة غير منضبطة وخارجة عن السيطرة. فتبدأ هذه الخلايا الغير طبيعية - وهي التي تسمى خلايا سرطان الدم - في شغل مكان أو مساحة لها في داخل نخاع العظام. ومن ثم يبدأ التزاحم بين الخلايا الغير طبيعية أو التالفة وبين أنواع الخلايا الطبيعية الأخرى وهي التي بدورها تحاول التطور. ويُعد هذا سيء من عدة نواحٍ:
- لا تؤدي خلايا سرطان الدم الغير طبيعية أي غرض مفيد فتصبح مزاحمة للخلايا الطبيعية وتنقص من مهامها ووظيفتها.
- يُصبح لأنواع الخلايا الطبيعية الأخرى بالدم مثل (خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية) مساحة صغيرة جدًا بسبب مزاحمة الغير طبيعية لها ومن ثم يقل لها الدعم لمواصلة النمو والتكاثر في داخل نخاع العظام.
- وبالتالي ينتج انخفاض وقلة في عدد خلايا الدم الطبيعية التي يتم إنتاجها وإطلاقها في الدم وينتج المزيد من خلايا سرطان الدم التي يتم إنتاجها وإطلاقها في الدم. مما يجعل الكمية من خلايا الدم الطبيعية غير كافية للدم، وبالتالي لن تحصل أعضاء وأنسجة جسمك على الأكسجين الذي يحتاجه جسمك للعمل بشكل صحيح، ولن يكون جسمك قادرًا على محاربة العدوى أو تجلط الدم عند الحاجة.
- عادة ما تكون خلايا اللوكيميا خلايا دم بيضاء غير ناضجة (لا تزال في طور النمو). في الواقع ، يأتي مصطلح اللوكيميا من الكلمات اليونانية التي تعني "أبيض" (leukos) و "دم" (كايما). يُلاحظ وجود عدد زائد من خلايا الدم البيضاء عند النظر إلى الدم من خلال المجهر ويكون المظهر الفعلي للدم أفتح للعين المجردة لذا يسمى أيضًا ابيضاض الدم.
هل هناك أنواع مختلفة من اللوكيميا؟
أنواع اللوكيميا المعتمدة على سرعة تطور المرض:
- وفيه تنقسم خلايا سرطان الدم بسرعة ومن ثم يتطور المرض بسرعة.
- إذا كنت مصابًا بسرطان الدم الحاد، فستشعر بالمرض في غضون أسابيع من تكوين خلايا سرطان الدم الغير طبيعية.
- تعتبر اللوكيميا الحادة من أكثر أنواع سرطان الأطفال شيوعًا.
- وفيه تحتوي خلايا سرطان الدم المعطوبة على سمات كل من الخلايا الناضجة وغير الناضجة.
- قد تكون بعض هذه الخلايا قد تطورت لدرجة أنها تعمل كخلايا ضعيفة العمل، أي أنها تصبح كالخلايا الطبيعية ولكن ليس بالقدر الذي تعمل به نظيراتها الطبيعية. عادة ما يتفاقم المرض ببطء وهذا بالمقارنة بسرطان الدم الحاد. إذا كنت مصابًا بسرطان الدم المزمن، فقد لا تظهر عليك أعراض ملحوظة لسنوات. يُلاحظ سرطان الدم المزمن بشكل أكثر شيوعًا عند البالغين مقارنة بالأطفال.
أنواع اللوكيميا المعتمدة على نوع الخلية:
- وهو يعني أن ابيضاض الدم قد تطور من خط الخلايا النخاعية. تتطور الخلايا النخاعية الطبيعية إلى خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.
- يعني أن ابيضاض الدم قد تطور من خط الخلايا اللمفاوية. تتطور الخلايا الليمفاوية الطبيعية إلى خلايا الدم البيضاء التي تعد جزءًا مهمًا من جهاز المناعة في الجسم.
هناك أربعة أنواع رئيسية من سرطان الدم:
ابيضاض الدم النخاعي الحاد أو (AML):
- هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدم الحاد. وهو أكثر شيوعًا عند كبار السن (الذين تزيد أعمارهم عن الـ 65 عامًا) وفي الرجال أكثر مقارنةً بالنساء. يتم تشخيص حوالي 4.3 لكل 100.000 رجل وامرأة أو 21400 حالة جديدة من ابيضاض الدم النخاعي الـ AML سنويًا في الولايات المتحدة.
ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد أو (ALL):
- هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الدم لدى الأطفال والمراهقين والشباب الذين لا تتعدى أعمارهم الـ 39 عامًا. يصاب به نسبة الـ 54٪ تقريبًا لمن هم دون سن العشرين. وهي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص من أصل إسباني وأبيض. يتم تشخيص حوالي 1.7 لكل 100.000 رجل وامرأة أو 5900 حالة جديدة من ALL في السنة بالولايات المتحدة.
ابيضاض الدم النقوي المزمن أو (CML):
- يعد ابيضاض الدم هذا أكثر شيوعًا عند كبار السن من الرجال (أكثر شيوعًا عند من تتعدى أعمارهم على الـ 65 عامًا). وهو نادرًا ما يحدث عند الأطفال. يتم تشخيص حوالي 1.9 لكل 100.000 رجل وامرأة أو 8900 حالة جديدة من سرطان الدم النخاعي المزمن سنويًا في الولايات المتحدة.
ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن أو (CLL):
- هذا النوع من سرطان الدم المزمن هو الأكثر شيوعًا لدى البالغين (أكثر شيوعًا عند من تتعدى أعمارهم على 65 عامًا). وهو أكثر شيوعًا عند الرجال منه عند النساء وخاصةً عند الرجال البيض. يتم تشخيص حوالي 4.9 لكل 100.000 رجل وامرأة أو 20.700 حالة جديدة من CLL سنويًا في الولايات المتحدة.
أنواع فرعية للوكيميا تتفرع من الأربعة أنواع الرئيسية:
- الغلوبولين الضخم والدنستروم،
- سرطان الخلايا الليمفاوية،
- سرطان الدم في الخلايا الليمفاوية.
- سرطان الدم النخاعي،
- النخاعي،
- وحيد الخلية،
- كريات الدم الحمراء،
- وسرطان الدم الضخم النوي.
ما مدى انتشار مرض سرطان الدم ـ اللوكيميا ومدى فعالية العقار المعالج؟
فقد صرح د. محمد عبد المعطي – أستاذ أمراض الدم وطب الأورام بالمعهد القومي للأورام – بجامعة القاهرة:
تختلف بروتوكولات علاج مرض السرطان حسب المرحلة، حيث يمكن علاج المريض من خلال العلاج المناعي او العلاج الكيميائي، أو العلاج المناعي أو زرع النخاع العظمي او العلاج الموجة، .
ثم وضح بأنه هناك أمل جديد لمرضى سرطان الدم الليمفاوي المزمن، لأنه هناك عقار كالكوينس (أكالابروتينيب) الذي يعمل بشكل انتقائي، وهذا ما يحد من نمو تلك الخلايا السرطانية وانتشارها مع تخفيض الآثار الجانبية وخصوصًا على مرضى القلب والرئة.
وجاءت النتائج لاستعمال العقار لتظهر قدرته ـ عقار كالكوينس ـ على تخفيض نسبة مخاطر التطور للمرض وتقليل معدلات الوفاة بسببه بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى أنه أظهرت دراسة تُسمى ACE-CL-001 أن نسبة الاستجابة لدى المرضى ارتفعت حتى أنها وصلت لـ 97% مع بقاء نسبة الـ 86٪ من مرضى مرض الـ CLL الذين كان قد تم علاجهم بعقار كالكوينس على أنه علاج أولي، استمرت بالعلاج ذاته مع المتابعة لمدة زادت عن الأربع سنوات.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق