يتحدث الكثير من المهتمين بعالم السيارات في الفترة الأخيرة عن مستقبل السيارات ذاتية القيادة، والتي تعد طفرة تقنية كبيرة في ظل التطور التكنولوجي الكبير في عالم السيارات، حيث ظهرت أنواع جديدة من السيارات التي لا تعتمد على وجود سائق، وتعمل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
حيث يتم التحكم فيها بشكل إلكتروني بالكامل، وقد قامت العديد من الشركات الضخمة بالدخول في مجال صناعة هذه النوعية من السيارات مثل شركة جوجل، وغيرها من الشركات الأخرى، وقد تم دراسة تصنيع هذه السيارات بشكل جيد خاصة مع زيادة عدد الحوادث التي تنتج عن قيادة السيارات بشكل كبير في كل أنحاء العالم، ما جعل البحث عن وسيلة أكثر أمانا هو أمر ضروري للغاية.
مستقبل السيارات ذاتية القيادة
وفقا للإحصاءات فقد تم رصد حالات وفيات سنوية تصل إلى أكثر من 30 ألف شخص، وقد أكدت هذه الإحصائيات أن ما يقرب من 95% من هذه الحوادث تنتج عن أخطاء بشرية متعلقة بالإهمال والتهور أثناء القيادة وعدم اتباع القوانين المرورية.
بالتزامن مع فشل هذه القوانين في وضع عقوبات رادعة تساعد في التقليل من نسبة الحوادث بشكل فعلي، فقد كان خيار إنتاج سيارات بعيدة عن الاستخدام البشري هو الخيار الأفضل، والذي قد يحقق النتائج المستهدفة في تقليل نسبة الحوادث.
يجدر بالذكر أن هذا ليس هو الهدف الوحيد في فكرة تصنيع السيارات ذاتية القيادة، لكن أيضا التجارب المتعبة التي يعاني منها سائقي السيارات في رحلات السفر الطويلة، والتي تؤثر بشكل سلبي على الحالة الصحية والجسدية للأشخاص، لا سيما الذين يقومون بالسفر والرحلات الطويلة بشكل مستمر، ما جعل هذه النوعية من السيارات عملية بشكل أكبر وتوفر عناء القيادة، وتكون بمثابة سائق خاص لصاحب السيارة.
هل استخدام السيارات ذاتية القيادة حل مجدي؟
على الرغم من وجود الكثير من الآراء المشجعة التي ترى مستقبل السيارات ذاتية القيادة مشرق، إلا أن هناك الكثير من الآراء الأخرى التي تقول عكس ذلك، وتؤكد على أن استخدام هذا النوع من السيارات لا يمكن أن يكون مجدي بالشكل المطلوب، خاصة في المجتمعات التي تتسم بعدم الالتزام المروري.
إن استخدام هذه النوعية من السيارات يكون أكثر نفعا في مجتمع يعتمد بالكامل على السيارات ذاتية القيادة، وإلا سوف تكون الحوادث مرتفعة للغاية بسبب عدم التزام أصحاب السيارات العادية الذين يسيرون في نفس الوقت على نفس الطريق.
مزايا استخدام السيارات ذاتية القيادة
في ظل توقعات متفائلة حول مستقبل السيارات ذاتية القيادة أكد الكثير من مشجعي تصنيع هذه السيارات على وجود الكثير من المزايا التي تتمتع بها، والتي تجعلها من أفضل الخيارات المتاحة حاليا، ونتناول أبرز هذه المزايا من خلال موقع تدويناتي فيما يلي:
-
تساعد بشكل كبير في تقليل الأخطاء البشرية، والتي يتوقع أن تتخطى نسبة تتراوح بين 80- 90% ، حيث تحدث معظمها بسبب السكر أثناء القيادة، أو مخالفة القوانين، وعدم القدرة على التركيز، مما ينتج عنه الكثير من الضحايا.
-
مع تعميم استخدام السيارات ذاتية القيادة من المتوقع أن يقل الازدحام المروري، وتقل الاختناقات التي تؤدي إلى تعطيل الطرق، وصعوبة الوصول إلى الوجهة في الوقت المحدد.
-
من أهم ما يميز هذه السيارات أنها صديقة للبيئة، فهي تعمل من خلال استخدام الكهرباء، ولا تعتمد على الوقود، وبالتالي لا تسبب أي تلوث بيئي، وعليه فهي خيار مثالي لتعزيز البيئة الصحية حول العالم.
سلبيات استخدام السيارات ذاتية القيادة
على الجانب الآخر فيما يتعلق بمستقبل السيارات ذاتية القيادة، نجد أن الآراء المناهضة لإنتاج هذه السيارات يعدد الكثير من السلبيات، والتي تنتج عن استخدامها، والتي تتمثل في الآتي:
-
يعتقد الكثير من الباحثين أن هذه السيارات تحتاج إلى مناخ خاص حتى يمكن استخدامها بشكل آمن، فهي لا تصلح إلا للعمل في مناخ قائم على التكنولوجيا بشكل بحت
-
هذا سواء كان في نوعية السيارات المحيطة بها على الطريق، أو بالنسبة للقوانين والأدوات المرورية المستخدمة في تنظيم المرور وغيرها.
-
هذا غير متوفر في الوقت الحالي في كثير من الدول، وبالتالي فإن استخدامها قد يفشل بل وقد يكون عامل إضافي من عوامل التسبب في حوادث الطرق.
-
-
تعتبر هذه السيارات خيار مكلف للغاية، إذ تعرض بأسعار باهظة بالمقارنة بالسيارات الاخرى.
-
قد تكون هذه السيارات عرضة للتلف بشكل كبير مقارنة بالسيارات الأخرى، وفي نفس الوقت فإن تكلفة تصليحها تكون مكلفة بشكل كبير.
-
بعد فترة قد لا يكون لدى البعض الرغبة في تعلم القيادة، وتصبح أمر روتيني قديم مع الاعتماد على الآلة وبالتالي تتراجع القدرات المهارية لدى قادة السيارات.
معايير إنتاج السيارات ذاتية القيادة
هناك بعض المعايير المحددة، والتي يتوقف عليها مستقبل السيارات ذاتية القيادة، والتي تؤثر بشكل مباشر في مدى اتجاه المصنعين لإنتاج هذا النوع من السيارات، وهي تتمثل في الآتي:
تطور التكنولوجيا
لا شك أن السيارات ذاتية القيادة تعتمد، وبشكل كامل على التكنولوجيا في إنتاجها، وبالتالي فإن مدى وجود تكنولوجيا تساعد على إنتاجها بالمتطلبات الخاصة بها، هو أمر فيصلي، لا يمكن الاستغناء عنه، لذلك فإن تواجد مصانع بتقنيات متطورة وآلات متقدمة يعد احد العوامل الهامة لتحديد المصنعين رغبتهم في إنتاج هذه السيارات.
البنية التحتية الرقمية
بنفس الطريقة يمكن القول أن الاستعداد الأساسي التقني هو العامل الفاصل الذي يحدد مستقبل السيارات ذاتية القيادة، بمعنى أن تجهيز البنية التحتية الرقمية، هو أمر ضروري لتصنيع مثل هذه السيارات، والتي تعتمد على عنصرين مهمين هما تكنولوجيا الخرائط التي تعد أساس في حركة السيارات ذاتية القيادة للحصول على قيادة دقيقة تتيح الوصول إلى المكان المطلوب بشكل صحيح.
الثانية هي ضرورة وجود شبكة إنترنت قوية تتيح التواصل الدائم بالإنترنت حتى يمكن لهذه السيارات أن تعمل بكفاءة عالية.
العوامل التنظيمية
مدى القدرة على التنظيم للطرق واتباع القوانين المرورية، هي أحد أهم العوامل التي تحدد مستقبل السيارات ذاتية القيادة في بلد ما، ذلك أن عدم جاهزية نظام الدولة لاتباع أنظمة مرورية صارمة، وتطبيقها بشكل فعال قد يؤدي إلى مزيد من الحوادث، والأزمات المرورية، ويجعل استخدام هذه السيارات أمرًا سلبيًا، وليس إيجابيًا.
تحقيق الأرباح
لا شك أن اتخاذ قرار تصنيع هذه السيارات في الأساس يعتمد على مدى قدرتها على تحقيق الأرباح المتوقعة، ومن المهم ان تغط أسعارها السوقية التكلفة الإنتاجية لها حتى يمكن تحقيق هامش ربح مناسب.
بهذا نكون قد تعرفنا على أهم السمات التي تحدد مستقبل السيارات ذاتية القيادة في المجتمعات المختلفة من خلال استعراض أهم مزايا، وسلبيات إنتاجها، ومدى جدوى استخدامها على الطرق والفاعلية التي تحققها مقارنة بالسيارات التقليدية.
أسئلة شائعة
هل تعد السيارات ذاتية القيادة آمنة في المستقبل؟
تظهر الأبحاث الخاصة ببعض الشركات المصنعة للسيارات ذاتية القيادة أنها استطاعت تقليل نسبة الحوادث بشكل كبير، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة بشكل كبير في المستقبل.
هل السيارات ذاتية القيادة تعد آمنة؟
تعد السيارات ذاتية القيادة آمنة بشكل كبير يصل إلى أضعاف درجة الأمان، والتي توفرها السيارات ذات الدفع الرباعي.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق