مفهوم الكارما
ظهر فى الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي مختصين فى مجال التنمية البشرية وعلوم الوعى والطاقة وتطوير الذات. وتقديمهم بما يعرف بالكارما، وإختلط فهم تعريف الكارما بين شخص وأخر بمن هم فى بداية التغيير لوعى جديد. فإذا ما هى الكارما ؟ وكيف تعمل معنا ؟؟!! هذا ما ستعرفه هنا فى مقالتي...
مفهوم الكارما
تعتبر الكارما من علوم الطاقة التى تعمل مع الذبذبات الكونية ومع طاقة الإنسان. وهى إختصار ( كما تدين تدان ) هى الجزاء التى تحصل عليه نتيجة لسلوك قمت به تجاه اى مخلوق سواء إيجابى أو سلبى. وهى مرتبطة بالقيم والمشاعر وليس الأفعال.
وبحسب طريقة تعاملك مع اى مخلوق من مخلوقات الله تحدث الكارما وتؤثر على حياتك بشكل إيجابى أو سلبى.
فلو أنك قمت بعمل سلوك إيجابى واعطيت مشاعر إيجابية لأى مخلوق سواء إنسان أو حيوان ستحدث لك كارما من نفس نتيجة هذا السلوك بأحداث إيجابية فى حياتك. والعكس كذلك بسلوك سلبى سيحدث لك أحداث سلبية فى حياتك. فالكارما هى ردة فعل الكون لما تقوم به مشاعريا.
مثال إيجابى: " تخيل أنك أعطيت هدية لشخص ما، أعطيته بذلك مشاعر إيجابية وأدخلت الفرح والسرور على قلبه، هنا عملك سيرجع لك، وستقابل فى حياتك من يدخل على قلبك الفرح والسرور "
مثال سلبى: " تخيل لو أنك ضربت حيوان كلب مثلا؛ أعطيته بذلك مشاعر سلبية من خوف وأذى وألم، الكارما هنا سيرجع لك عملك وتقابل من يعطى لك مشاعر تخيفك وتؤذيك وتؤلمك "
وقد يتساءل البعض ما علاقة الحيوان..؟!! لأن الحيوانات من مخلوقات الله فى الأرض، ونتعامل معهم بأى شكل من الأشكال فى حياتنا اليومية، فإحترامك للمخلوقات تحترم خالقها، وتحترم حكمته فى وجودهم فى هذه الحياة. الله هو من يدير الكون، وسبحانه الحكيم العليم أراد خلقهم، فلا يحق لنا أن نتعدى عليهم وإيذائهم حتى لو كانت حشرة نملة/ ذبابة/ بعوضة...هم أمم أمثالنا.
وقد يخطر ببالك عزيزي القارئ لو أن من هذه الحشرات يؤذى الإنسان فماذا نفعل إذا..؟!! فعلا يستحق الإنسان حياة نقية بعيدة عن هذه المخلوقات، وخاصة لو تواجدوا فى البيت. وفى نفس الوقت لا يحق أن تعتدى عليهم ولا تؤذيهم بضربهم، ولكن يمكنك أن تستخدم طارد وتبعدهم عنك. كما لك حق فى الحياة هم أيضا لهم حق فى الحياة مثلك. فخالقهم وخالقك واحد.
كيف تعمل الكارما معنا
يتغافل الناس عما يصيبهم من أذى فى حياتهم، ولا ينتبهون أنها بسبب سلوكياتهم السيئة تجاه مخلوقات الله والكارما ترجع وتردها بأذى لهم على شكل أحداث ومواقف.
كشخص يضرب قطة وتصاب فى رجلها وتتألم وينسى! " كأمر عادى" ولكن بالنسبة لذبذبات الكون ليس الأمر عاديا على الإطلاق. فالذى يحدث أن الكون يرسل له موقف يجعله يصاب فى رجله ويتألم جراء سلوكه بنفس درجة الألم الذى سببه للقطة.
أو شخص يعطى شعور السخرية والإستهزاء لشخص أخر، فتحدث الكارما ويأتيه من يسخر ويستهزء به.
يظن الناس أنها أحداث ومواقف يومية عادية، وشئ وارد يحدث لأى أحد!! لا..فهذه كارما، والكون يتعامل معنا ويرسل لكل شخص ما قدمه من مشاعر تجاه مخلوقات الله جميعا، ويجعلك تشرب من نفس الكأس.
وكما يقال بين الناس وبعضها.. إفعل ما شئت كما تدين تدان أو إفعل ما شئت فإنك ملاقيه، وأيضا العمل يعمل ولو بعد حين !! هذه أمثال توارثنا عليها، ولكنها فى الحقيقة أمثلة دقيقة جدا فى علم الطاقة ودراسة قوانين وعناصر الكون. لأنها تبين مدى دقة رسائل الكون فى تعامله معنا من خلال تعاملنا نحن مع مخلوقات الله. فكلما كنت متحكم فى سلوكياتك، وكلما كنت تحترم قوانين الحياة أدهشك الكون بحياة رائعة من نتائج عملك تجاه علاقتك مع اى مخلوق، ولأنه الكون منفذ لأوامر الله فيقول رب العالمين "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"
وكذلك كما هو منتشر فى المدارس وبين المعلمين والمعلمات فى تعاملهم مع الطلبة والأطفال بمسك عصا !!! ولا يدركون مدى خطورة هذا السلوك طاقيا !! وردة فعل الكون السلبية لهم من ضربهم لإنسان أو مخلوق. وبما أن المعلم أو المعلمة تستقوى على من هو أضعف منها وتجعله يتألم، سيرد لها الكون من هو أقوى منها يؤلمها. أيا كان من؛ حتى وإن كان إصطدام بشئ يجعلها تتألم هى أيضا. المهم هنا الجزاء سيقع سيقع من جنس العمل..لا الموقف نفسه، بل الشعور بمقدار درجة الألم الذى سببته "جزاء سيئة بمثلها "
فالتعليم القائم على ضرب الطلاب هو فى حد ذاته سلوك خاطئ وخطير ويغفل عنه الكثير. وقس على ذلك أمثلة كثيرة تحدث يوميا بين الناس.
كيفية إزالة حدوث الكارما
ما يزيل حدوث الكارما من الفعل السيئ هو التوبة والإستغفار، وليس بمجرد الندم. فتوبتك الصادقة وإستغفارك لله تدل بها على توقفك على هذا السلوك، هنا عليك بتطهير نفسك من السلوك السلبى وعمل سلوك إيجابى يخرج منه ذبذبات طاقتك الصادقة.
فلو أنك قمت بعمل شيئا سيئا وندمت عليه وتريد أن توقف الكارما، يمكنك عمل شئ إيجابى يزيل أثار هذا الكارما فتتوقف ولا يحدث لك شئ جراء ندمك وتوبتك وإستغفارك وفعل عمل صالح يزيل العقاب. فيقول الله عز وجل "إن الحسنات يذهبن السيئات"
فالمشاعر التى تريد الحصول عليها أنفقها وسترجع لك وفق قوانين الله فى الكون الذى ينفذ بحق أوامر الله الحق. وصدق الله إذ يقول هل جزاء الإحسان إلا الإحسان!! فإنتبه ولا تكن من الغافلين.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق