اشتهرت الثقافة المصرية باالأمثال الشعبية ومن الأمثال الشعبية المشهورة " ياما جاب الغراب لامه " . ويافرحة ماتمت خدها الغراب وطار" الغراب طائر يجمع بين كل المتناقضات من أكثر الطيور التى ضرب بها المثل وحكيت عنه حكايات وأسرار.
ضرب به المثل في القرآن الكريم ، وفي السنة ورد حديث بجواز قتله إذا مثل ضرراً للإنسان ، وعرف فى الحضارات والثقافات المختلفة بأنه عدو الإنسان وعرف أيضاً بأنه قد يكون صديقا له ، عرف بالذكاء والمكر وعرف أيضا بالغباء.
الغراب في القرآن الكريم
ورد ذكره في القرآن الكريم كأول معلم للبشرية أول درس يتعلمه الإنسان منه، فى بداية خلق الخليقة، وهو درس لن ينساه قابيل عندما طوعت له نفسه قتل أخيه هابيل، فظل يبحث له عن مكان كي يواري سوءة أخيه، قال تعالى " فبعث الله غرابا يبحث له فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين "
هنا أراد الله عز وجل أن يعطى درسا هو أن الإنسان مهما أوتى من العلم والمال والقوة والحكمة فهو لا يتعدى إلا أن يكون مخلوقا من مخلوقات الله التى تعيش فى ملكوته, فهذا الطائر الصغير بعث الله فيه من الحكمة والذكاء التى جعلته يعلم الإنسان كيف يوارى سوءة أخيه،، والسبب الآخر هو أن الغــراب أذكى الطيور وأمكرها على الاطـــلاق! ! وقد خلقه الله مؤهلاً لهذه المهمة، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الغراب يملك أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة، والغربان تعيش في مجتمعات، كما البشر ولها محاكم تعاقب المخطيء وتقتص منه، هذه فطرة وضعها الله بها وميزها بها عن سائر الطيور.
ومن بين المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان " محاكم الغربان" ، وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانة وتعالى. ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة.
ما هو الغراب
الغراب طائر من طيور فصيلة تسمى Corvus ومنه حوالي 27 نوع تنتشر فى معظم أنحاء العالم ما عدا القارة القطبية الجنوبية وأمريكا الجنوبية، الذكور عادة اكبر حجما من الإناث، معظم ريش الغربان يتميز باللون الأسود ذات اللمعان الواضح ، ومن أشهر أنواع الغربان حول العالم ، الغراب النوحي و طوله حوالي 50 سم لون ريش الجسم اسود ما عدا ريش الرقبة لونه بنى وينتشر هذا النوع في شمال إفريقيا و الغراب مروحي الذيل أو غراب البين وهذا هو الاسم الذي أطلقه عليها العرب واتهموه يجلب الخراب و يتميز هذا النوع بأنه أصغر من النوع السابق ولونه أسود مع لمعان مزرق وذو ذيل قصير مروحى وجناحه طويل يشبه الخفاش، وينتشر هذا النوع فى السعودية والسودان والصومال ومصر وفلسطين.
الغراب في الموروث الشعبي والتراث العربي.
عرف الغراب على أنه نذير الشؤم والخراب وربما هذا يرجع لعدة أسباب أسباب منها، وأن أصوات الغراب تتميز بنغمة عالية ذات ترددات مختلفة وهذا يوضح أن لكل الترددات لغة معينة للتعارف بينها ، وإذا لاحظت مرة صوت الغراب فإنه لا يتوقف على نغمة واحدة فكل موقف نغمة و دائما يغير نغمته بحسب الموقف
يستطيع أن يتكيف مع اى مكان يعيش فيه فالناس تخاف من تجمعات الغربان حيث أنها من الممكن أن تتغذى على المحاصيل الزراعية لا سيما المناطق الدافئة و المناطق الغير مأهولة بالسكان عموما ،وإن كان الأن يسكن في المدن هروبا من الصيادين ،وفي الهند حكاية مشهورة عن مزارع لقى حتفه على يد غراب بعدما هدم عشه وهذا يعنى أنه قد يمثل تهديدا حقيقيا للأنسان.
له طبيعة غذائها حيث تتغذى الغربان على المحاصيل الزراعية والفاكهة والديدان والحشرات والقواقع وبيض الطيور الأخرى والأسماك ،وأيضا الحيوانات الميتة والمقتولة فى الشوارع وتقوم بتخزين غذائها وتخفيه بأوراق الشجر والأكياس.
الغراب فى الأساطير
ومن الأساطير التي قيلت عن الغراب أن نوحا عليه السلام في الطوفان أرسل الغراب رسولاً ليرى إذا ما كانت الأرض جفت وبانت اليابسة غير أن الغراب لم يعد لأنه انشغل بأكل جٍيَف الغرقى، ولهذا ضرب به العرب المثل في التكاسل والغباء وقالوا ( لقد ارسل غراب نوح ) كناية عن التأخير بالرد.
وعلى الرغم من كل صفات الغراب التى جعلت الناس تظنه نذير شؤم أو بؤس لكن الدراسات الحديثة خلصت بعدة ابحاث ودراسات عن هذا الطائر ومن أهمها.
ثبت أن ذكر الغراب مخلص جدا لزوجته وان الغراب لا يتزوج إلا أنثى واحدة طول حياته وأن أنثاه تتسم بالغيرة الشديدة و كرسا حياتهما للأسرة ولا تترك الانثى اولادها الا بعد مرور 4 سنوات مما جعله من أطول الطيور عمرا ، وعش الغراب يتسم بالجمال والألوان الزاهية والمختلفة.
الغراب ثبت أنه حيوان حاد الذكاء ووصف بالمكر وأيضا بالعطف ومن أسراره أنه يتعرف على الوجوه والألوان ويستطيع العد والكلام إذا تدرب على ذلك ويستطيع أن يميز بين حبيبه وعدوه ، وجاء في أسطوره عن نبي الله سليمان أنه قال عن الغراب أنه يحب العشار وهذا يرجع إلى أن الغراب كان آخر طائر يحضر فى اجتماع سليمان بالحيوانات و أول طائر يطير بعد الانتهاء فتعجب سليمان وسأله فقال إن له أبا كبيرا وهو يعتنى به وقد ثبت فعليا أن الغراب حيوان " اجتماعى"
هل الغراب نذير بالموت أو الخراب
التشاؤم من الغراب من الأساطير والتي كانت منتشرة في الجاهلية وقبل الإسلام وحرمها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال " لا عدوى ولا طيرة " وكان بن عباس عندما يسمع نعيق الغراب قال أشهد أن لا إله إلا الله كل شئ بقدر" ربما كانت هناك أسباب منطقية كى يتشائم الناس منه ولكن هناك أسباب كثيرة أخرى تجعلنا لا نربط بين أسطورة تتوارثها الأجيال بحقائق ثابتة وإن كان مخلوقا قد ضرب به المثل في تعليم الإنسان كيفية الدفن اوماشابه فليس سببا لأن يكون مصدرا للنحس أو الخراب فكل شئ من صنيعة الإنسان وليس له علاقة بما خلق الله ،لا تتشائم من رؤية الغراب. .
واذا سمعته استعذ بالله وكن واثقا أنه لا ضرر ولا ضرار إلا بأمر الله. . . . . . . .
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق