هوس كرة القدم بين الترفيه و التعصب الأعمى
هل أنت من هواة ومشجعي كرة القدم؟ ما رأيك فيما يحدث هذه الأيام في ملاعب كرة القدم؟
مظاهر هوس كرة القدم
في الحقيقة/ ما يحدث من أحداث يندى لها جبين البشرية، التي تعتبر كرة القدم، اللعبة العالمية التي تحظى بإقبال جماهيري كبير.
فلماذا هذه الغوغائيات، وهذه المشاجرات، ما دامت هذه اللعبة للترفيه؟
غالباً/ نجد ضعاف النفوس من المراهقين، والمتعصبين، هم من يثير القلاقل، داخل الملاعب، أو حتى خارجها.
بالنسبة لعشاق كرة القدم، فإننا قد نجدهم يصطفون طوابير طويلة للحصول على تذكرة لمشاهدة مباراة،
لكن ليس هذا هو المهم، إن المهم هو ما يحدث في الطابور من زحام وشجار، لأتفه الأسباب.
داخل الملعب قد ترى وتسمع العجب العجاب، فهذا يصرخ على اللاعب، لأنه لم يسدد الكرة كما يرغب،
ولو أتيحت له الفرصة لقفز في الملعب، ولكن هيهات!
وذاك يكيل السب والشتم على لاعب آخر، لأنه فشل في تسديد الكرة، وقد يصرخ ويصفر ويصفق من شدة حماسه.
مشاهد حقيقة لمأساة كرة القدم
كنت أسير في أحد شوارع أحد المدن العربية، وثار انتباهي، أن القهوة( محل لبيع الشاي والقهوة) مزدحم بالزبائن.
كان هناك صراخ وهتاف، فعرفت أن هناك مباراة بين فريقين مشهورين في هذا البلد، مع العلم بأنني ليس من مشجعي كرة القدم.
الغريب، والذي أدهشني، أنني وجد أن صاحب المحل(القهوة) قسم المتفرجين إلى قسمين؛ كل قسم يشجع فريق.
والمدهش أن أغلب المتفرجين يرتدون ملابس الفريق الذي يشجعونه.
انتابني فضول، وتقدمت وسألت صاحب المحل: لماذا قسمت المتفرجين بهذه الطريقة، فهذه روح رياضية، فإما منتصر وإما مهزوم.
ضحك الرجل، وجلس على كرسي من شدة الضحك، وقال: هؤلاء لا يعرفون الروح الراضية، إنهم يرغبون في إخراج أرواح بعضهم البعض.
أشار الرجل إلي، وقال اجلس وسترى بأم عينك، ما سيحدث، عندما تبدأ المباراة.
الروح الرياضية المفقودة في كرة القدم
كانت العيون شاخصة، إلى الشاشة المنصوبة أمام المتفرجين، وما إن دخل اللاعبون الملعب حتى علا الصياح والصفير.
بدأت المباراة، وكان أمامي شاب متحمس جداً للكرة، وجعلني أراقب حركاته، دون أن اتابع المباراة، لأنني كما أسلفت غير مغرم بالكرة.
صراحة/ كانت حركات وأفعال هذا الشاب غير طبيعية، فهو مهوس بالكرة بشكل جنوني، حيث إنني ركزت كل انتباهي إليه.
كان الشاب يحني ظهره، ويحرك قدمه بشكل عفوي، وكأنه يحاكي اللاعبين في الملعب، وأحيانا يفتح يديه، ليحاكي حارس المرمى.
كان الصراخ والصياح يصم الأذان، والسب والشتم، حدث ولا حرج، بل في بعض الأحيان يتطاول بعض مشجعي الفريق الأول على مشجعي الفريق الآخر، ويتدخل صاحب المحل لفض الخلاف.
وما إن انتهت المباراة حتى خرج مشجعو الفريق المنتصر بالتهليل والصفير والأغاني.
أما مشجعو الفريق المهزوم، فكانت وجوههم مسودة، وما تسمع إلا السب والشتم على المدرب، أو على أحد اللاعبين؛ لأنه فشل في لعبه.
أحياناً، قد يتشاجر مشجعو الفريقين، وتسفك الدماء، وتخرج الأرواح، فأين الروح الرياضية؟
أخذت أنظر إليهم من بعيد، وأقول: هذه هي الروح الرياضية التي ينادون بها، فمتى تصفى القلوب، وتعم الروح الرياضية نوادينا؟
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق