تتعدد طرق علاج حمى البحر المتوسط نهائيا، وتتعدد كذلك الاستفسارات حول ماهية مرض حمى البحر المتوسط، وأسبابه، وطرق تشخيصه أيضًا.
لذا سنتطرق في مقالنا هذا لعلاج حمى البحر المتوسط نهائيًا، وذلك عن طريق العديد من الأدوية التي أثبتت فعاليتها، وقدرتها الشفائية العالية في علاج حمى البحر المتوسط نهائيا، ولكن بدايةً تعالوا لنتعرف سويًا على هذه المرض، وعن سبب تسميته بحمى البحر المتوسط.
ما هي حمى البحر المتوسط
تعتبر حمى البحر الأبيض المتوسط اضطرابًا وراثيًا جسديًا يأخذ الصفة المتنحية، والتي تعني ضرورة إصابة كلا الوالدين بحمى البحر المتوسط حتى يصاب الابن بهذا المرض.
تتميز حمى البحر المتوسط بنوبات متكررة من الحمى، والتهاب الصفاق أيضًا، وقد تتطور الإصابة في بعض الحالات إلى حدوث الداء النشواني الكلوي، والذي بدوره يسبب الفشل الكلوي، مما يهدد حياة المصابين في حال لم يتم علاج حمى البحر المتوسط نهائيا.
يستعرض موقع MAYO CLINIC في مقاله: "Familial Mediterranean fever" شرحًا مفصلًا لمتلازمة حمى البحر المتوسط العائلية.
سبب تسمية حمى البحر المتوسط
يعود سبب تسمية حمى البحر المتوسط بهذا الاسم إلى تركز الإصابات بهذا المرض في دول حوض البحر المتوسط، وخاصة اليهود، والعرب في شمال قارة إفريقيا، والأتراك، بالإضافة إلى اليونانيين، والإيطاليين.
كما سجلت إصابات بحمى البحر المتوسط في دول أخرى مغايرة لدول حوض المتوسط، بما فيها كوريا، واليابان.
أسباب مرض حمى البحر المتوسط
تنتج حمى البحر المتوسط عن طفرة في الذراع القصير من الصبغي 16، والتي تؤدي إلى إنتاج شكل شاذ من بروتين "البيرين" المنظم للالتهاب.
كنتيجة لذلك تزداد احتمالية تكرر الحدثيات الالتهابية في جسم المصاب، والتي تتظاهر بشكل نوبات عفوية من الالتهاب مع تكاثر شديد لخلايا العدلات في التجويف البطني، وأي مكان آخر، (خلايا العدلات من الخلايا المناعية، والتي تساهم بدور أساسي في الحدثيات الإلتهابية).
كما يمكن أن تتسبب بعض العوامل البيئية غير الوراثية في إحداث هذه الطفرة، وتطور مرض حمى البحر المتوسط.
أعراض حمى البحر المتوسط
غالبًا ما تبدأ أعراض متلازمة حمى البحر المتوسط بالظهور بين سن 5-15 سنةً، إذ تتظاهر الأعراض كهجمات تستمر من 1-3 أيام، ولكن لا يمكن التنبؤ بموعد حدوثها.
يختلف تكرار حدوث هجمات حمى البحر المتوسط من حالة لأخرى، فعند بعض المصابين تحدث مرتين كل أسبوع، وعند آخرين مرةً واحدةً في السنة.
يمكننا إجمال أعراض حمى البحر المتوسط بما يلي:
- حمى، وآلام في البطن.
- ألم الصدر: إذ يعاني 30% من مرضى حمى البحر المتوسط من ألم الصدر، نتيجةً لالتهاب غشاء الجنب المحيط بالرئتين، وفي حالات نادرة بسبب التهاب التامور.
- التهاب المفاصل: يظهر التهاب المفاصل الكبيرة (كمفصل الركبة) عند 25% من مرضى حمى البحر المتوسط.
- الطفح الجلدي.
- ألم كيس الصفن عند الذكور.
مضاعفات حمى البحر المتوسط
إن عدم تلقى علاج حمى البحر المتوسط نهائيا يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية للمريض سوءًا، وظهور المضاعفات الخطيرة، ومن أهمها "الداء النشواني"، والذي يتسبب بترسب بوتين شاذ يدعي "أميلويد" في الكلى، فضلًا عن أعضاء، وأنسجة أخرى مما يضعف وظيفة هذه الأعضاء.
كما تشمل المضاعفات الخطيرة لحمى البحر المتوسط "الفشل الكلوي"، والذي يعني فشل الكلية في القيام بوظائفها من إذ تنقية الدم من السموم، وطرح البول، والذي يسبب بدوره فقدان الشهية، والتعب العام، والوذمات المعممة.
ما هو الداء النشواني؟ وما هي أسبابه؟ وأعراضه؟ وطرق علاجه؟ ستهتدون إلى أجوبة كل هذه الأسئلة، وغيرها بفضل مقال منصة NHS الذي يتحدث عن الداء النشواني بعنوان: "Amyloidosis".
تشخيص حمى البحر المتوسط
غالبًا ما يعتمد الأطباء في تشخيصهم لحمى البحر المتوسط على الأعراض، والفحص السريري، ولكن في كثير من الحالات يختلط تشخيص حمى البحر المتوسط بأمراض أخرى، فيتعين على الطبيب المختص وقتها إجراء بعض من الاختبارات، والتحاليل المخبرية لتأكيد تشخيص حمى البحر المتوسط أو نفيها.
علاج حمى البحر المتوسط نهائيا
عند الحديث عن علاج حمى البحر المتوسط نهائيا يأتي دواء "الكولشيسين" على رأس قائمة العلاجات الأساسية، نظرًا لفعاليته الكبيرة، فتناول الكولشيسين بالطريق العام (فمويًا) يزيل أو يقلل إلى حد كبير من تكرار هجمات حمى البحر المتوسط بنسبة تصل حتى 85%.
كما أن استعمال الكولشيسين يحمي من الإصابة بالمضاعفات الخطيرة لحمى البحر المتوسط، وعلى رأسها الفشل الكلوي، والداء النشواني، هذا وقد أثبت الكولشيسين فعاليته في تقليل عدد حالات الإجهاض التي تسببها هجمات حمى البحر المتوسط عند النساء الحوامل المصابات بهذه المتلازمة.
في بعض الحالات قد لا يبدي الكولشيسين الفعالية المرغوبة منه، فعندها يمكن الاستعاضة عنه ببعض الأدوية الأخرى، ومن بينها:
- أناكينرا.
- ريلوناسييت.
- كاناكينيوماب.
إذ تعطى هذه الأدوية حقنًا في الجلد، وتساعد في تنظيم آلية عمل الجهاز المناعي عند المصابين بحمى البحر المتوسط، مما يساعد في التقليل من حدوث الالتهابات.
كما يمكن إعطاء أدوية مثل "الإيبوبروفين"، و"الأسيتامينوفين"، وذلك بهدف التخفيف من الأعراض، كالألم، والحمى.
يبحث كثير من أنصار الطب البديل عن علاج حمى البحر المتوسط بالأعشاب، وهذا ما تشرحه صحيفة BMJ journals في مقال بعنوان: "AB1107 COMPLEMENTARY AND ALTERNATIVE MEDICINE USAGE IN PATIENTS WITH FAMILIAL MEDITERRANEAN FEVER".
يجدر بنا جميعًا أن نتذكر دومًا ضرورة تضافر علاج حمى البحر المتوسط مع العلاج النفسي، والروحي، فالصبر، والتحمل، والتفاؤل سيقودنا دومًا إلى طريق الشفاء، والخلاص!
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق