تنفيذ حكم الإعدام في القاضي قاتل زوجته المذيعة
كتب- عمر حسن
تتأهب غرفة الإعدام في أحد السجون المصرية لاستقبال القاضي أيمن حجاج، قاتل زوجته الإعلامية شيماء جمال، وذلك بعدما صدّق مفتي الجمهورية على حكم إعدامه.
أصدرت الدائرة السادسة بمحكمة جنايات الجيزة، يوم الأحد 11 سبتمبر 2022، الحكم على القاضي القاتل وشريكه حسين الغرابلي بالإعدام شنقًا، لقتلهما الإعلامية شيماء جمال مع سبق الإصرار والترصد.
من منصة القضاء إلى حبل المشنقة، هكذا انطلق القاضي أيمن حجاج في رحلة مدتها 70 يومًا ليقف فوق "طبلية" الإعدام كما يطلق عليها "عشماوي"، ذلك الرجل الملقب بـ"القاتل الشرعي"، الذي أزهق مئات الأرواح المذنبة لقتلة أنهوا حيوات ضحاياهم.

فلاش باك
شاهدنا في الأفلام المصرية تجسيدًا لكواليس تنفيذ حكم الإعدام على أصحاب "البدلة الحمراء"، وهو ما لم نشاهده في الواقع حتى الآن، رغم المطالبات الكثيرة بأن يكون تنفيذ حكم الإعدام علنيًا حتى يصبح رادعًا لكل من تسول له نفسه إزهاق روح بريئة.
البعض منا قد تأخذه شفقة بالقاتل أثناء اقتياده إلى غرفة الإعدام، لذا يتلو مأمور السجن تفاصيل وأسباب الحكم بالإعدام على هذا القاتل حتى يعلم هو والحاضرون أي جُرم ارتكبه.
حين يقف القاضي أيمن حجاج مرتديًا البدلة الحمراء أمام غرفة الإعدام سيستعيد تفاصيل جريمته البشعة التي نفذها في إحدى ليالي يونيو 2022، سيتذكر أنه بالاتفاق مع شريكه حسين محمد إبراهيم الغرابلي، وضعا خطة للتخلص من زوجته الإعلامية شيماء جمال، بسبب تهديدها له بإفشاء أسرارهما.
استأجر الزوج القاتل مزرعة، واشترى مسدسًا وأدوات حفر وسلاسل وقيود حديدية لقتلها ودفتها داخل المزرعة، بل واشترى أيضا مادة حارقة لتشويه الجثة لإخفاء معالمها.
ضربها القاضي بالمسدس على رأسها وقيدها وشريكه بسلاسل حديدية ودفناها داخل حفرة سبق إعدادها بالمزرعة، ثم سكب عليها المادة الحارقة لتشويه المعالم وحتى لا يتعرف عليها أحد، ثم ذهب للإبلاغ عن اختفائها في قسم الشرطة.
القاضي في القفص
لم تفلح جهود نائب رئيس مجلس الدولة "القاتل" في إخفاء جريمته، رغم دهائه بحكم طبيعة عمله، حيث سرعان ما تم العثور على الجثة مدفونة داخل المزرعة ومُشوهة المعالم.
كشفت تحقيقات النيابة العامة اشتراك القاضي وسائقه في التخطيط والتنفيذ للجريمة، وتبين اختفاء القاضي أيمن حجاج في محافظة السويس، وتم القبض عليه قبل هروبه إلى خارج البلاد، بفضل سرعة تحركات رجال النيابة التي استبقت محاولاته للهرب.
بدأت جلسات محاكمة المتهمين في 20 يوليو الماضي، ورصدت عدسات الكاميرات مشهد ظهور القاضي القاتل داخل القفص وسط صرخات الأم المكلومة والدة زوجته الإعلامية شيماء جمال، لكن في 23 يوليو حظرت المحكمة النشر في القضية بجميع وسائل الإعلام بأنواعها.
وفي جلسة 16 أغسطس الماضي قررت المحكمة إحالة أوراق القاضي وشريكه للمفتي لاستطلاع رأيه في الحكم بإعدامهما، وفي جلسة 11 سبتمبر نطقت بحكم الإعدام، وهو أول حكم بإعدام قاضِ في مصر، وبادرة تترجم بحق الآية الكريمة التي تزين منصات القضاء وهي "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".
كواليس تنفيذ الإعدام
لا بد أن القاضي أيمن حجاج قاتل زوجته المذيعة شيماء جمال يعيش لحظات عصيبة إذ من المفترض أن يتم نقله إلى "عنبر المخصوص"، وهو عبارة عن عدد من الزنازين خاصة بالمحكوم عليهم بالإعدام، حسبما صرح مصدر أمني في تصريحات صحفية سابقة توضح تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة المحكوم عليهم بالإعدام.
غرفة صغيرة مُعتمة يقف على بابها حارس على مدار الساعة لمراقبة القاضي المحكوم عليه بالإعدام، حيث يجري اصطحابه للتريض كل صباح بواسطة إثنين من الحراس وذلك مع وضع الـ"الكلبشات" ثم تتم إعادته إلى محبسه مرة أخرى.
يظل المحكوم عليه بالإعدام واقفًا طوال الليل على باب الزنزانة حتى بعد الفجر، ليطمئن لعدم تنفيذ الحكم ثم ينام بعد ذلك، إذ إن أحكام الإعدام يتم تنفيذها بعد الفجر مباشرة، ويتم رفع العلم الأسود على السجن، ما يعني بأنه يشهد عملية إعدام اليوم.
سيكون صوت فتح باب الزنزانة بعد فجر أحد الأيام هو الصوت الأكثر رعبًا في حياة القاضي القاتل، فهذا يعني أنه على موعد لمقابلة "عشماوي" لمعاينة وزنه وطوله من أجل تجهيز "حبل" المشنقة، وفي أثناء ذلك يتلو مأمور السجن نص الحكم، ثم ينطق المحكوم عليه بالشهادتين في حضور أحد المشايخ من وزارة الأوقاف، ومن ثم يتم اقتياده للصعود فوق الطبلية وتنفيذ الإعدام عن طريق سقوط الجسد في غرفة أسفل غرفة الإعدام ومن ثم يفارق الحياة بعد كسر عظام الرقبة، ويتأكد الطبيب الشرعي من أن المتهم فارق الحياة، ليتم تسليم الجثمان إلى أهله من أجل دفنه.
هكذا ستنتهي رحلة المستشار أيمن حجاج قاتل زوجته المذيعة شيماء جمال، وكذلك ستنتهي بالمثل حياة شريكه، وأي قاتل أزهق روحًا بريئة وسلبها الحق في الحياة.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق