كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الأمثل

إن الانترنت أصبح جزءاً أساسيا من حياتنا اليومية، بل إننا لا يمكننا تخيل اليوم بدون انترنت، وكذلك الأمر بالنسبة للذكاء الاصطناعي، إذ أن العديد من الخبراء يتوقعون أن الذكاء الاصطناعي سيغير العالم جذريا وأنه سيكون تماما كالانترنت لا يمكن الاستغناء عنه، بل البعض يرى أنه سيتم استبدال الموارد البشرية به.

الطريقة الأمثل لاستخدام الذكاء الاصطناعي

سواء كان توقعات الخبراء صحيحة أم لا، لا يخفى عنا أن هناك العديد من الأشخاص الذين أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً من حياتهم وعملهم، وأنهم يعتدمون عليه تماما تارة، ويكتفون بطلب المساعدة تارة أخرى، وهناك أيضا من يجد الذكاء الاصطناعي سيئا ويقوم باجتنابه.

توصل بعض الخبراء مثل إيثان موليك بأنه يجب علينا استخدام الذكاء الاصناعي لكن بحرص، دون الاعتماد عليه كليا ولا رفضه تماما، بل وجد نقطة التقاء بين العقل البشري والعقل الصناعي، ووضح بوجوب التعاون بمصطلح أطلق عليه الذكاء التآزري، وفي هذا المقال أقدم لكم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الأمثل، مستوحيا من كتاب إيثان موليك (co-intelligence)، ومضيفا عليه بعض النصائح والتوضيحات من مصادر أخرى.

وعلى عكس محركات البحث المعروفة وحتى الأجهزة أو الأنظمة فإن الذكاء الاصطناعي لا يعتمد على كودات أو أوامر، بل يعتمد على المحادثة المبنية على أنماط ونماذج تدرب عليها ليدمج بينها ويظهر نتائج جديدة قد تكون صائبة وقد تكون لا، وهذا يجعل كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الأمثل مبهما بعض الشيء، لذا إليكم هذه النصائح.

إن هذه الطرق أو النصائح عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الأمثل لا تقتصر على إصدار محدد ولا تتعلق بنموذج معين، مما يجعل هذه النصائح بمثابة قواعد قابلة للتحسين لا التغيير، مما يضبط حياتنا ويصحح طريقة استخدامنا للذكاء الاصطناعي ويرفع وعينا.

النصيحة الأولى من نصائح كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة المثلى:

استخدام الذكاء الاصطناعي كحذاء ركض وليس عكاز

حذاء الركض يساعد العدّاء على الركض لمسافات أكثر، وذلك بسبب مرونة الحذاء أو قدرته على التحمل، في حين إن استخدم نفس العدّاء عكازاً للجري فالنتيجة ستكون كارثية!

وتماما الذكاء الاصطناعي؛ إن الاعتماد عليه كاملا يجعل تأثيره كتأثير العكاز على حياتنا أو مسارنا المهني، بل وربما يوقفه أو ينهيه، لأن ذلك يفقدنا مهاراتنا ويثبط الدماغ عن التفكير، بل إن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يجعل من السهل جدا استبدال المورد البشري به، في حين عند استخدامه للتحسين ورفع المستوى يبقى عملك أعلى منه وبالتالي لا يمكن استبدالك بالمستقبل.

على سبيل المثال لنأخذ الإعلانات ذي المستوى الطبيعي التي تُستخدم لملئ الصفحات وحسب، أغلب الأشخاص الذين يقومون بهذا العمل تم استبدالهم بالذكاء الاصطناعي لأنه يقدم ما يمكنه تقديمه، في حين الأشخاص ذي الأفكار الجديدة والتصاميم الصعبة مازالو مسيطرين على سوق العمل، فما بالك بشخص يصمم إعلانا لوحده ثم يرسله للذكاء الاصطناعي كي يحسن عليه أو يكتشف الثغرات! بالتأكيد سيحصل على نتيجة أفضل، وقس من هذا المثال على أمثلة عديدة.

وملخص الأمر أنه يجب أن تكون جودة إنتاجك أفضل مما يمكن إنتاجه بسهولة عن طريق الذكاء الاصطناعي.

وبهذا ننتقل إلى ثاني نصيحة من نصائح كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الأمثل:

تجربة الذكاء الاصطناعي بكل ما يمكنه تقديمه لك في عملك

تحدث له عن عملك وطبيعته واسأله عما يمكنه تقديمه لك.

هذا يجعلك تفهم حدود الذكاء الاصطناعي سواء بما يستطيع فعله وبما لا يستطيع فعله، إضافة لفهم عملك وتحسينه وتطويره، وبالنسبة للأشياء التي لا يمكنه مساعدتك فيها، هنا تكمن نقطة قوتك كمورد بشري، إذ أن هذه الأشياء التي لا يمكنه مساعدتك فيها ستصبح نقطة قوتك إذا ما طورتها وركزت عليها، وهذا يجعل من الصعب استبدالك أو الاستغناء عنك.

ومن الجدير بالذكر التنويه إلى أمر مهم في هذه القاعدة أو النصيحة، ألا وهو تقسيم مهام الذكاء الاصطناعي إلى 

  • أمور يستطيع إتمامها لوحده: أي الاعتماد التام عليه في مهمة ما، ومع ذلك فهذا لا يعني الثقة التامة، بل يجب مراجعة ما قام به والتعديل عليه ولو بشيء بسيط، فهذا ينمي المهارات لديك، ويجعلك تلاحظ الإضافات التي يقوم بها، وإن الثقة الكاملة بالذكاء الاصطناعي يعيدنا لنقطة الاستبدال وقد يضعك في موقف محرج في المستقبل.
  • أمور يساعدك فيها.
  • أمور لا يمكنه مساعدتك فيها.

وهكذا نصل للنصيحة الثالثة من نصائح كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الأمثل:

حدد له دوراً محدداً

إن تحديد الدور للذكاء الاصطناعي يجعل نتائجه أفضل ومنسقه أكثر كما تكون مناسبا بشكل أدق لما تبحث عنه، مثال

قم بدور رائد أعمال خبير في إنجاح المشاريع الصغيرة، أو كاتب محنك وناقد للروايات، وهكذا..

كما لو أنك تتحدث مع شخص ذو خبرة معينة كنت تتمنى أخذ نصيحة منه أو الجلوس معه، لكن تذكر..

فهو ليس بإنسان حقيقي، بل هو أشبه بماكينة وضعنا عليها قناع شخص ما ليتحدث عبره، فلا تقل له (حاول أن تفهمني) فهو لن يفهم، كل ما يقوم به هو تحليل ما كتبته ثم مقارنته ودمجه مع أنماط تدرب عليها، ولا تخشى من الإثقال عليه من طلب معلومات أكثر أو خطط ونصائح أكثر، فهو آلة مخصصة لهذا الشيء وليس كائناً بشريا حقيقيا، ومع ذلك فتعتبر هذه الجزئية ميزة وسلبية في الوقت ذاته وذلك بسبب تعدد الطرق والنتائج بشكل هائل مما يسبب الضياع للبعض، لذا يُنصح بعدم التوهم بأنه إنسان أولاً، ووضع في عين الاعتبار أن هذه النماذج المطروحة ليست إلزامية أو صحيحة تماما بل تحتمل الصواب والخطأ، وهنا يأتي دورك في التحليل واختيار ما يناسبك أو ما يناسب عملك.

وهكذا ننتقل إلى النصيحة الثالثة من نصائح كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الأمثل:

استخدامه كمحفز للإبداع وليس كمنشئ لها

كثير من الأحيان ندخل بما يسمى بالعصف الذهني، حينها تتداخل الأفكار ويتشوش الذهن حتى يصل لفكرة جديدة أو خطة مبتكرة، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في توفير هذا الوقت المُستغرق بالتفكير وتقليل الجهد بأن يحفزك على إيجاد أفكار إبداعية جديدة لا أن ينشئها لك هو، فإن قام هو بإنشاء الفكرة الجديدة وأنت قمت بتبنيها تماما فهذا يعيدنا لنقطة الاستبدال!

ولأجل ذلك إليك خطوات عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي كمحفز للإبداع 

  1. كما اتفقنا سابقا فإن الذكاء الاصطناعي يقوم بالتدرب على أنماط عديدة ودمجها ليُعطي نتائج جديدة، وهنا يأتي دورك بإعطائه أفكارك (بعد تحديد الدور له) ثم تطلب منه دمجها بحيث يحصل على أفكار جديدة مبتكرة.
  2. يمكنك طلب منه ٢٠ فكرة وحتى أكثر، لكن ستجد التكرار وعدم المنطقية في بعض الأفكار وهنا يأتي دور..
  3. الفلترة، إن فلترة الأفكار مرحلة مهمة جدا تستدعي إعمال العقل دون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بالكامل.

ملاحظة: قد لا تجد فكرة أو خطة مناسبة لكنك استقبلت معلومات جديدة ونظرت لجوانب لم تتخذها بجدية، مما يزيد خبرتك، وخلق أفكاراً أكثر إبداعاً داخل عقلك.

وفي سياق استخدام الذكاء الاصطناعي كمحفز للإبداع في قسم النصوص أو إنشاء الرسومات فيمكنك أن تطلب منه كتابة النص بأسلوب آخر، أدبي، علمي، أسلوب كاتب معين، إلخ...

وذلك يعينك على التعلم للأساليب الأُخرى ورؤية نقاط جديدة في الكتابة.

وبالنسبة لإنشاء الصور فيمكنك تعلم أسماء الستايلات باللغة الإنجليزية لعدم توفر هذه الأسماء باللغة العربية، وذلك لكثرة تدريب الذكاء الاصطناعي على مصطلحات اللغة الإنجليزية في هذا المجال تحديداً، مما يعطي نتائج أفضل وأدق وأكثر احترافية.

وإن كنت تظن أن نصائح كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الأمثل قد انتهت فأنت مخطئ تماما، فهناك العديد من النصائح الشائعة والفريدة على حد سواء.

وإن كنت مترقبا لنصائح إضافية حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الأمثل سأقوم بنشر الجزء الثاني الأسبوع المقبل على هذه المنصة منصة tadwinaty.com 

انتظرونا..

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر
مقالات رائجة