كيف كانت الإمبراطورية الحيثية.. تاريخها، وشعبها، وكيف اختفت وماذا تبقى منها
هم شعوب غلبت عليهم الجسارة والقوة وطموح السيطرة فسادت حتى تعدت حدودا وظفرت بأراض أخرى كسروا اعداءهم الذين تربصوا بهم فانتصروا كثيرا وضعفوا في أحيان كثيرة أستطاعوا أن يسيطروا أسمهم بحروف من ذهب في أعرق كتب التاريخ بعد حياة دامت قرابة الخمسمائة عام
بوغازكوى التركية عاصمة التركيين، الحثييون هم مجموعة من القبائل المتحدثة باللغة الهندو-أوروبية استطاعت تأسيس قوة مسيطرة في الأناضول فاختاروا منطقة بوغازكوى في تركيا كعاصمة لهم
ويسمى الملك الذى جعل من هذا المكان عاصمة له باسم هوتوسيليس الأول استطاع الوصول إلى الشمال السورى تابعا إلى سواحل البحر المتوسط
سعى الملك أيضا إلى تحسين المستوى الثقافي والحضارى لامبراطوريته حيث جلب معه من سوريا فريقا من الخبراء في الكتابة المسمارية من أجل توثيق وتسجيل الحضارة الهندو أوروبية وقد تم اكتشاف الألواح الطينية في القرن العشرين نتضمنه المعلومات التي تعد أساس معرفتنا بالحثيين
الأناضول موقع استراتيجى يربط العالم شرقه بغربه ويعتبر الحثيون أول من عمل بالحديد في الأناضول حيث استخدموه في الكثير من المجالات أبرزها صناعة الأسلحة الأمر الذى يفسر قدرتهم على التغلب واكتساح كل من عداهم
تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن أهمية دولة الحثيين تكمن في كونها كانت تملك مفتاح الاتصال بين شرق االعالم القديم وغربه من خلال موقعها الجيو – استراتيجى المهم في هضبة الأناضول وشمال سوريا كما تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن هذه الدولة رغم أنها لم تمتلك ثقافة موسعة أو حتى نهضة علمية مقارنة بالدول الكبرى في ذلك الوقت وعلى رأسها مصر فإنها تمتعت بقوة عسكرية جبارة وهى التي أدخلت الحديد واستبدلت به المعادن الأخرى في بعض المجالات وعلى رأسها صناعة الأدوات الحربية
كان المجتمع الحثى إقطاعيا وزراعيا في الجوهر لكون أرض الأناضول وفيرة خصبة لذا بنيت هذه الدوله القوية على أساس أقتصادى مرتبط بالزراعة والرعى وهما الحرفتان اللتان استمرتا معها حتى النهاية
كذلك لعبت التجارة دورا مهما للغاية في ازدهار هذه الدولة القوية خاصة لدى استغلالها موقعها الجغرافى المتميز ونظرا لأهمية هذه الأنشطة أصر ملوك هذه الدولة على وضع نظم تتجارية وزراعية صارمة على رأسها ضبط الأسعار والتحكم من خلال نظام مركزى يسيطر عليه الملك ورجاله أنفسهم كما وضعت الدولة في فترة زمنية نظاما يضمن استمرار الزراعة من خلال تطوير شبكات الرى
الدولة الحثية تميزت بمنظومة دينية لم تختلف كثيرا عن غيرها من الدول القديمةلها من حيث تعدد الآلهة تحت قيادة كبير الآلهة وهو إله العواصف ولكن الملاحظ أيضا أنها للم تكن منظومة متحجرة إذ استوعب الحثيون الكثير من الآلهة مع مرور الوقت من الدول التي احتلوها أو تاجروا معها وهو ما جعلهم من أكثر دول العالم القديم تأثرا بالثقافات المختلفة التي حولها
صعوبات وحروب بين قطبى العالم مصر والحثيون
تشير المصادر التاريخية إلى أن الدولة الحثية مرت بالكثير من الصعوبات قبيل القرن السادس عشر قبل الميلاد وبعده إذ تعرضت لعدد من الغزوات من مناطق مختلفة أدت بعضها لسقوط العاصمة في أيدى المحتلين غير أنها في كل مرة كانت تعود بقوة أكبر لتعيد السيطرة على عاصمتها وتبنى دولتها من جديد وكان أهمها على أيدى الملك شوبيلوليوما الأول الذى استطاع أن يعيد مجد الدولة الحثية مرة أخرى بعدما سقطت العاصمة حاتوسا على أيدى محتلين غزوا أرض الدولة من ثلاثة اتجاهات متوازية
ولعل أهم ما تميزت به الفترة التالية كان الصراع الذى نشب مع الدولة المصرية خاصة بعد تولى رمسيس الثانى حكم مصر في ذلك الوقت فلقد بدأ الصراع بين القطبين الدوليين في ذلك الوقت ودخلت مصر في حرب ضد الحثيين فخاضت في معركة قادش الشهيرة في 1274 ق.م قرب مدينة حمص السورية اليوم التي انتهت بمعركة شرسة كاد رمسيس يهزم فيها قبل أن يحول الهزيمة إلى شبه نصر مقبول ومعه وقعت مصر مع الحثيين أشهر اتفاقية معروفة في التاريخ وهى اتفاقية قادش بعدها بسنوات انهت الحرب بين القطبين
ولكن عوامل الضعف كانت قد بدأت تضرب الدولة الحثية فلم تستطع الاستمرار كثيرا وبدأت تسقط وبدأت تسقط تدريجيا إلى أن انضمحلت تماما وتناثرت إلى دويلات صغيرة أخرجتها من التاريخ الحقيقى لمنظومة القوى في منطقتها
شعوب البحر وبداية النهاية
في عام 1237 ق.م بدأت تظهر قوة الآشوريين وتتعاظم متحدية السيادة الحثية في المنطقة، دارت معركة نيهاريا في عام 1245 ق.م بين القوتين وقع على أثرها توداليا ومعلنا بداية اضمحلال الإمبراطورية العظيمة
كان سوبيلولييوما الثانى آخر ملوك هذه الأمبراطورية المشهور بدوره الكبير في أول معركة برية في التاريخ عام 1210 ق.م حيث انتصر فيها الأسطول الحثى على القبارصة ولكنه كان انتصارا وحيدا بين وابل من الهجمات المتكررة لشعوب البحر والنمو السريع للقوة الآشورية الأمر الذى أذاب استقرار الإمبراطورية إلى أن تفككت وانهارت وقد أحرقت مدينة حاتوشا عام 1190 ق.م ويقال أن الملك سوبيلونييوما الثانى قد لقى حتفه خلال هذه الأحداث
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق