ما هي الغنيمة الباردة التي حثنا النبي ﷺ أن نفعلها في الشتاء؟ وما هو العمل الذي يفعله العبد فى تلك الليالي فيضحك الله منه ؟

 

في تلك الليالي الباردة التي يكسوها الشتاء، ومع موجة البرودة القارصة التي تتعرض لها العديد من البلاد، يلجأ العديد من الناس لاستخدام وسائل التدفئة المختلفة، والبحث عن وسائل الحماية من برد الشتاء الشديد، ومع موجات السحب العاتية، وتساقط الثلوج تزداد موجات قلب المؤمن إيماناً، ويكون له شأن آخر مع ربه، ولأن هذا الدين هو الدين القويم فقد كان منهجه رحيماً جداً بعباده، واختار لنا النبى الكريم أياماً ومواسم نستطيع من خلالها حصد الغنائم والتقرب إلى الله دون مشقة، وخاصة في فصل الشتاء الذي وصفه النبي بأنه " ربيع المؤمن" فلماذا وصف النبي الشتاء بهذا الوصف وما هي الغنيمة الباردة التي حثنا النبي على فعلها في تلك الليالي. . .

الغنيمة الباردة.

يا من تقف هناك بعيداً! اقترب، وودع السأم واليأس، واقبل على الله متجردا من خوف يملأ الأحشاء، وأغتنم ايامك بصبر وقوة إيمان، سوف تغير الأعمال الصالحة طريقه تفكيرك، وسوف تنتصر على شهواتك، لن تفكر في غير الله بديلا، وهو سبحانه نعم العون والمأب، اغتنم الفرصة في ليالي الشتاء، واجعله فسحة من حصد الثواب قبل فوات الاوان، وافعل هذا العمل الذي حث الرسول- صلى الله عليه وسلم عليه وسلم في الشتاء، ووصفه بـ الغنيمة الباردة! !وهو الصيام، ذلك لأن فيه ثوابًا بلا مشقة، ومعنى الغنيمة الباردة: أي السهلة ولأن حرارة العطش لا تنال الصائم فيه.

روى الترمذي في سننه عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: «ألا أدلكم على الغنيمة الباردة، قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء»ا

أنظر إلى خلق النبي في الرحمة والعطف، حين يحث أمته على حصد الغنائم دون مشقة! وقد يقول قائل و ماهو المقابل حين أصوم يوما في غير الفريضة، والذي نلخصه هو ما أعد لأهل الصيام، ناهيك عن المزايا الكبرى التي تكمن في الصيام ويكفي أن الله أعد بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».

عبادة في الشتاء يفرح بها الله ويضحك من عبده.

سل كل العارفين بالله عن أسرار الهوى، ستجد أن سر الحب والقرب فى الليالى الباردة، فهناك كرامات لصاحب تلك العبادة، والمداومة عليها فى البرد القارص ، منها ما ذكره عبدالله بن مسعود رضي الله عنه حين قال: " إن الله ليضحك إلى رجلين: رجلٌ قام في ليلةٍ باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ، ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله عز وجل لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع ؟ فيقولون: ربنا! رجاء ما عندك، وشفقةً مما عندك، فيقول: " فإني قد أعطيته ما رجا، وأمنته مما يخاف" وذلك من رحمة الله أيضاً إذ أن الشتاء من الفصول التي يقصر نهارها ويطول ليلها، وطول الليل هنا له ميزة تجعل من كل إنسان قادر على الطاعة وأخذ حظه من النوم.

غنائم لا تنتهي.

وبعد كل هذه الفضائل والغنائم، فلا ينبغي أن يختلق الإنسان عذراً في ضياعه لثواب هذه الطاعة التي امتدح الله تبارك وتعالى القائمين عليها ورغب على أدائها فقال: " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا" وفي شأن من يقومه قال: " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ" .

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعبدالله بن قيس: " لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا"

 

فهل لنا أن نغتنم تلك الليالي؟

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

عن الناشر

صحفى وكاتب في عدة مواقع مصرية وعربية

مقالات رائجة
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
أكتوبر 12, 2022, 11:29 ص Business man